عادي

حظر الجماهير في أولمبياد طوكيو نكسة للقطاع السياحي الياباني

19:31 مساء
قراءة 3 دقائق
أنفقت توشيكو إيشي 180 ألف دولار لتجديد النزل الياباني التقليدي الذي تملكه، مترقّبة تدفق السياح لحضور دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو، لكنها تجد نفسها الآن ملزمة بالرضوخ للأمر الواقع وتقبّل فكرة أنها لن تستقبل سائحاً واحداً من خارج حدود البلاد.
وبعد أن أعلن منظمو أولمبياد طوكيو حظر حضور الجماهير الأجنبية في الألعاب المؤجلة من صيف 2020 إلى المقبل بسبب جائحة فيروس كورونا، بدأ العاملون في القطاع السياحي في اليابان يحصون خسائرهم.
يقول الخبراء إن التأثير الاقتصادي سيكون محدوداً مقارنة بالنكسة الأكبر التي تسببت بها الجائحة، مضيفين أن هناك أملًا في أن تنتعش السياحة مع عودة الحياة إلى طبيعتها تدريجياً، إلا أن حظر الجماهير الأجنبية يشكّل نكسة كبيرة لقطاعٍ عوّل كثيراً على الألعاب بعد الانتعاش المذهل الذي شهده خلال كأس العالم للرجبي عام 2019.
وقالت إيشي: أظن أن حظر الزوار الأجانب سيستمر حتى سبتمبر/ أيلول، على الأقل. عليك أن تتطلع إلى الأمام وتخطّط مسبقاً لإدارة مشروعك التجاري، وإذا كنت تفكر في العاطفة عند كل منعطف في الأحداث، فلا يمكنك أن تستمر.
واستعداداً لتدفق السيّاح، ضاعفت إيشي سعة المطعم في نزلها، وقامت بإعادة تأهيل الديكور والمطبخ العتيقين. وقالت لوكالة الأنباء الفرنسية: كنت أفكر في العام المقبل مع الأولمبياد كل شيء سينتعش، الآن كل شيء تبخر فجأة.
وبمساهمة من استضافتها لكأس العالم في الرجبي، استقبلت اليابان 31,9 مليون زائر أجنبي في عام 2019، وكانت في طريقها لتحقيق هدفها البالغ 40 مليوناً في 2020.
لكن في مارس/ آذار من العام الماضي، تم فرض قيود صارمة على السفر للحد من انتشار الفيروس، وتم تأجيل أولمبياد طوكيو لمدة سنة في سابقة من نوعها، حيث كانت المرة الأولى التي يتم تأجيل الحدث الرياضي الأعرق في زمن السلم.
خسائر اقتصادية
اعتبر يوي أويكاوا المدير في وكالة «طوكيو ريكشو» التي تنظم جولات سياحية في منطقة «أساكوسو» التاريخية، أن الألعاب الأولمبية كانت ستجلب مبيعات كبيرة وزبائن من جميع أنحاء العالم.
وقال: لقد شعرت بالحزن وخيبة الأمل، لكن لا يمكنك أن تقف مكتوف الأيدي. مشيراً إلى أن شركته تتخذ إجراءات صحية صارمة لجذب الزبائن المحليين.
وتابع أويكاوا: ننظر إلى هذه المحنة كأنها فترة لإعادة بناء قوتنا.
توقّع المنظمون بيع نحو 630 ألف تذكرة خارج اليابان لدورة الألعاب الأولمبية، فيما أملت الحكومة اليابانية أن يستقطب الحدث 600 ألف زائر أجنبي. إلا أن الخبراء يرون أن الانتعاش الذي يحققه تدفق الزوار للأولمبياد غالباً ما يكون مبالغاً فيه.
إذ قدرّت شركة «كابيتال إيكونوميكس» المختصة بالأبحاث في تقرير صدر في نوفمبر/ تشرين الثاني أن تصل نفقات السياح القادمين لمتابعة الأولمبياد إلى 95 مليار ين (870 مليون دولار)، أي ما يعادل 0,02 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لليابان.
ولم يُتخذ بعد قرار بشأن الحد من حضور الجماهير المحلية، لكن القيود المفروضة واستبعاد المشجعين الأجانب قد تعني خسائر بنحو 200 مليار ين (1,8 مليار دولار)، وفقاً للخبير الاقتصادي تاكاهيدي كيوتشي، من معهد «نومورا» للأبحاث.
وكتب في تقرير أن هذا الرقم: ليس كبيراً بما يكفي للتأثير في الاقتصاد الياباني، لكنه لا يزال يشكّل بالتأكيد خسارة اقتصادية كبيرة.
طرق للنمو
تتطلع الدولة ذات ثالث أكبر اقتصاد في العالم إلى طرق أخرى للنمو هذا العام، من خلال الصادرات والإجراءات التحفيزية الحكومية وأمور أخرى، بعد انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4,8 في المئة في عام 2020 بسبب جائحة فيروس كورونا.
ويبدو أن الجفاف السياحي سيستمر حتى بعد انتهاء حالة الطوارئ المفروضة في مناطق عدة للحد من تفشي الوباء والتي تشمل الإغلاق المبكر للحانات والمطاعم.
وارتفع معدل السفر الداخلي في النصف الثاني من عام 2020 بفضل حملة حكومية انتهت في أواخر ديسمبر/ كانون الأول مع ارتفاع عدد الإصابات.
وأظهرت استطلاعات الرأي أن معظم اليابانيين يؤيدون حظر المشجعين الأجانب، فيما يقول خبراء اقتصاد إن البلاد يجب أن تتطلع إلى زيادة الاستهلاك من أجل النمو الاقتصادي مع تراجع الوباء.
وفي خضم ذلك، لا يمكن للقطاع السياحي إلا انتظار أيامٍ أفضل. وقال هيديوكي ساتو مسؤول رفيع في مجموعة «جابان ركويان أند هوتيل أسوسيايشن» المختصة بقطاع الفنادق: لا يمكنك أن تلوم أحداً، مجرد انتهاء الأزمة واستئناف السفر، سيكون هناك إقبال دولي كبير على السياحة في اليابان.
من جهتها، تبقي إيشي نفسها منشغلة بتعلّم وصفات طعام جديدة تشاركها مع متابعيها عبر الإنترنت من خارج البلاد، تعتمد على القروض العامة للإبقاء على عملها، فيما تلاشت آمالها بالنسبة للمستقبل بسبب القلق بشأن مواردها المالية، وما إذا كانت السياحة ستتعافى. وختمت: سأعمل جاهدة لتسديد ما اقترضته، لكني قلقة بشأن ما قد يحدث بعد ذلك.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"