«لا جوع حتى 2030» كان عنواناً لأحد أهداف التنمية التي وضعتها الأمم المتحدة في العام 2015 لتكافح ما يظهره مؤشر الجوع العالمي من نتائج تستند إلى: سوء التغذية، نسبة نحافة الأطفال، نقص نمو الأطفال ووفياتهم، إلا أن جائحة «كوفيد-19» قلبت الصورة المتفائلة إلى أخرى مثيرة للقلق حتى في الدول المتقدمة، حيث تسببت الجائحة في زيادة المخاوف من الانعكاسات الاقتصادية للوباء، خصوصا أن إجراءات الحجر الصحي كان لها تأثير سلبي على ملايين البشر، كما أن عدد من يعانون هذه الكارثة بلغ أكثر من 52 مليون شخص، تصل نسبة الأطفال والنساء منهم إلى 60٪، أما عدد الوفيات بسبب الجوع فيبلغ يومياً 12000 شخص، في حين تفقد البشرية طفلاً كلّ 10 ثوان بسبب الجوع!
ورغم الجهود الدولية الكبيرة تبقى الأرقام التي كشف عنها المؤشر في عام 2020 مثيرة للقلق فهناك نحو 690 مليون شخص يعانون عالمياً سوء التغذية، و144 مليون طفل يعانون تأخراً في النمو بسبب سوء التغذية المزمنة و47 مليون طفل يُعانون النحافة، بسبب ما تطلق عليه منظمة العمل ضد الجوع حيث تُسمي الجوع في العالم «أكبر فشل أخلاقي لجيلنا».
في ظل كل ذلك تأتي حملة المئة مليون وجبة، إحدى مبادرات محمد بن راشد العالمية والأكبر من نوعها بالتزامن مع شهر رمضان المبارك شهر المغفرة والرحمة، وهدفها أن تخفف من هذا العبء الكبير على الإنسانية ومن معاناة الأسر التي تمر بهذه الظروف الصعبة، مانحة الأفراد والمؤسسات الفرصة للمساهمة في خدمة العالم من خلال العمل مع الجمعيات الإنسانية والشركات والمؤسسات وأصحاب الخير في إرسال «100 مليون رسالة إنسانية في شهر الخير باسم دولة الإمارات لعشرين دولة حول العالم» كما أشار مهندس العمل الخيري والإنساني، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
تضم قائمة الدول السودان ولبنان والأردن وباكستان وأنجولا وأوغندا ومصر وغيرها وسيسهم التبرع ب 110 دراهم في توفير المكونات الأساسية لإعداد وجبتي طعام لأسرة مكونة من خمسة أفراد لمدة شهر كامل في المجتمعات الأقل دخلاً التي تستهدفها الحملة، لتدعم الجهود العالمية للحد من هذه المشكلة، بالإضافة إلى تعزيز الوعي بأهمية تطبيق الترشيد والمسؤولية الشخصية والمؤسساتية ومعايير الحوكمة في مجال إدارة الأمن الغذائي في ظل الهدر الغذائي الذي يعادل 103 مليارات طن سنوياً والذي يمكن لربع كميته أن يطعم 870 مليون شخص حول العالم.
عن الكاتب
المزيد من الآراء
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
