الصحافة العلمية في المقدمة

00:19 صباحا
قراءة دقيقتين

تعيش الصحافة العلمية ازدهاراً غير مسبوق بفضل التغيير الطارئ الذي أحدثته جائحة «كورونا» في حياة الأفراد، حين أسقطت الأقنعة عن الكثير من الحقائق المتوارية بفعل ثورة الاتصال الرقمي، وكشفت الغطاء عن جوهر هذه الحياة المرتبط لا برغبتنا في البقاء وحسب، بل وقدرتنا عليه.
هذه الصحافة القائمة على عوامل أساسية مثل الصحة الجسدية والنفسية، ورغم ظروف التباعد الاجتماعي، زادت من وتيرة العمل الصحفي لإنتاج محتوى علمي متخصص خدمة للجمهور المتعطش للمعلومة الصحيحة وسط طوفان المعلومات المغلوطة، وغير الدقيقة، حول تطورات الفيروس، وأثر ذلك في أمن المجتمعات الصحي.
ومنذ بداية «أزمة كورونا» نظم معهد «جوته» في القاهرة سلسلة من الحوارات المباشرة عبر صفحته تحت عنوان «العلم حكاية»، تطرقت لتفاعلات «أزمة كورونا» صحفياً وأخلاقياً ونفسياً، حيث فتحت هذه الجائحة الباب أمام الجمهور غير المتخصص للتفاعل مع ملفات علمية متخصصة في صناعة الأدوية واللقاحات، وسلطت الضوء على المضامين المضللة من خلال الصحفيين العلميين، أما مؤخراً فقد نشر المعهد دراسة تجريبية شملت ٢١٧ صحفياً وصحفية، يمثلون عشر دول عربية، تطرقت للتحديات التي تواجهها الصحافة العلمية في الوطن العربي المتعلقة بتدريب الصحفيين، وبتوجهات المؤسسات التي يعملون فيها في بلدانهم، وتحديات المحتوى العلمي الذي يقدمونه.
وحسب الدراسة، فإن من أبرز التحديات التي تحول دون تقديم الصحفيين العلميين لتغطيات متخصصة، سواء كانوا يعملون في منصات إعلامية مطبوعة أو رقمية: طبيعة المادة العلمية التي قد تكون صعبة على الصحفي والمتلقي، مهارات الصحفيين التكنولوجية واللغوية والبحثية، مدى اهتمام المؤسسات الإعلامية بالمحتوى حيث يتم التركيز على القضايا الصحية بدرجة كبيرة في حين يتم إهمال العلوم التطبيقية، تحديات عرض المحتوى العلمي بما يتناسب مع طبيعة الجمهور من خلال الأدوات الإعلامية الجديدة، مدى اهتمام الجمهور وبحثه عن القصص العلمية، وأخيراً النقص في إعداد وتأهيل المحررين العلميين.
ويرى بعض المتخصصين أن حرص الجمهور على متابعة القصص الصحفية العلمية قد لا يستمر بعد انقضاء الجائحة، إلا أن سلطة الحدث الفوري يجب ألا تلغي حاجتنا إلى تعزيز المحتوى الإعلامي بالقصص والمعرفة العلمية، بالتوازي مع الاهتمام بتأهيل الصحفيين في مجالات علمية مختلفة لنقل ما يحدث في أروقة المختبرات إلى متناول يد القارئ المتخصص، والعام، وكذلك دحض الأخبار المزيفة والإشاعات بالحقائق المبنية على العلم المثبت والدقيق، وأخيراً تنظيم برامج تدريبية للمحررين والصحفيين العمليين تساهم في سد الفجوة بين البحث العلمي والمعاهد من جهة، والصحافة من جهة أخرى.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"