جسر العبور

01:14 صباحا
قراءة دقيقتين

ما هو الإرشاد الأكاديمي والمهني، وما دوره في توجيه الطلبة، وما أهميته للمجتمع عموماً؟
أسئلة كان لا بد من الاستهلال بها، للوقوف على الأبعاد المهمة التي ينطوي عليها مفهوم الإرشاد الأكاديمي والمهني، على الصعيدين الشخصي للطالب، والجمعي، لعملية النمو والتطور التي تسعى إليها المجتمعات.
الإرشاد برأيي هو الوسيلة والأداة المتخصصة التي تساعد الطالب، وتقارب إلى ميوله وتوجهاته وخطواته المستقبلية ما بعد المقاعد المدرسية؛ إذ إن السواد الأعظم من الطلبة يواجهون الحيرة والتردد في اختيار التخصصات الجامعية الملائمة لطموحاتهم المنسجمة مع توجهات الأسواق وحاجاتها.
وهذا التردد ينعكس، بالضرورة، على اختيارات غالباً ما تكون عشوائية وخاطئة، تتسبب في العديد من الآثار السلبية، على رأسها تشبع الأسواق بتخصصات لا حاجة لها فيها، إضافة إلى أن اختيار التخصص عشوائياً ينطوي على عدم الإبداع والابتكار في العمل، فضلاً عن إسهامه في عدم رفد المجتمع بالكفاءات المطلوبة.
إذن ما هو الحل الأجدى؟ وما السبل التي يمكن من خلالها توجيه طلبتنا إلى اختيار تخصصاتهم وفقاً لمواهبهم وتوجهاتهم، ونزولاً عند حاجات سوق العمل؟
الإجابة تكمن في ثلاث كلمات هي: الإرشاد الأكاديمي والمهني. وإذا كان الإرشاد الأكاديمي والمهني ضروري ما قبل العام الماضي، فإنه بات أكثر ضرورة اليوم، لا سيما بعد انتشار فيروس كوفيد  19، الذي أفرز العديد من التخصصات العلمية والأكاديمية الجديدة، كعلم الأوبئة، والصحة العامة، والذكاء الاصطناعي، وغيرها من مستجدات العلوم وتخصصاتها، مما أوجد العديد من الخيارات المتاحة لطلبتنا. ولكن الإرشاد يتطلب رغبة حقيقية لدى المدارس والمؤسسات التعليمية، كما يتوجب شموله على الأدوات اللازمة لضمان نجاحه وتحقيق أهدافه.
ولعلي هنا استشهد بتجربة وزارة التربية والتعليم التي تُرفع لها القبعة في هذا الشأن؛ إذ طرحت العديد من الأدلة عبر موقعها الإلكتروني، تتضمن «مقياس الإمارات للميول المهنية الإلكترونية».
إن هذه التجربة تستدعي من جميع المدارس ولا سيما الخاصة، المبادرة إلى تعزيز ثقافة الإرشاد الأكاديمي المهني، وتبنّيه كأداة فاعلة، ومحرك رئيسي، لرفد سوق العمل بالتخصصات المطلوبة، التي يكون فيها الخرّيج طاقة مبدعة ومبتكرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"