عادي

«بعيداً عن القرى».. الحب أقوى من الحرب

00:30 صباحا
قراءة دقيقتين

الشارقة: عثمان حسن

«الذاكرة هي المرآة التي تروي ونرى فيها الغائبين».. بهذه العبارة أو ما يشبهها، تحدث أكثر من قارئ عن رواية «بعيداً عن القرى» للكاتب البرازيلي روبرتسون فريزيرو التي كتبت بلغة جميلة مفعمة بتدفق المشاعر الإنسانية، وتعبر عن توحش الحرب، في قصة كما يصفها مؤلفها بأنها «مستوحاة من حرب تاريخية حقيقية حديثة، لكنها في الواقع تدور حول جميع الحروب، الماضية والمستقبلية، وعواقبها المروّعة على المدنيين».

وقوبلت الرواية بثناء كبير من النقاد والقراء، على حد سواء، وقد سبق أن حصلت على جائزة كتاب العام من قبل رابطة الكتّاب، كما وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة ساو باولو، وجائزة أسوريانوس.

«رواية صغيرة محكية بأسلوب بسيط وجميل»، هذا ما يقوله قارئ عن الرواية، ويتابع: «سرد هادئ يتناول بشاعة ولا إنسانية الحروب، والبحث في مرويات الذاكرة بين احتمالات الوهم والحقيقة».

قارئة تعبر عن إعجابها بما جاء في الرواية باقتطاف بعض ما جاء على لسان بطلها إيمانويل: «اليوم لن أسمح لجندي واحد، كائناً من كان، بأن ينتزعني من بين ذراعيها اللتين فيهما ملاذي، وأمي على فراش الانتظار تبتسم، سعيدة، غائبة».

وتؤكد القارئة نفسها جمال الرواية القصيرة، باعتبارها مملوءة بالمشاعر المُتضاربة.. وتعلق: وأنا أتذكر أحداث الرواية أجد أن هُناك الكثير قد حدث خلال الصفحات القليلة التي رسمها الكاتب ببراعة، حيث اللغة جميلة، والترجمة سلسة وناعمة كعادة ترجمات مارك جمال، واختياره عبارات وألفاظاً معبرة.

وتقول قارئة: «نحن هنا أمام رواية عظيمة عن شخص يدعى إيمانويل، يسعى جاهداً لاكتشاف هوية والده الذي لا يمتلك ولو صورة له»، وتضيف: «ورغم تضارب الأحداث، تكتمل الصورة في النهاية، وتنضج بدرجة غير متوقعة لتفجر بذرة الألم، مطلقة كل ما بداخلها من أوجاع».

«مازلت واقعاً تحت أثر هذه النوفيلا، المكتوبة برهافة وإحساس شديدين».. بهذه الكلمات يعبر قارئ عن شغفه بهذا العمل، ويعتبره نموذجاً لرواية قصيرة مكتملة الأركان، وهي اكتشاف جديد وجميل يقدمه مارك جمال بترجمته الاحترافية البديعة.

ويتواصل الإعجاب بالرواية، فترى قارئة في تلك الذاكرة الأقوى حضوراً والأعمق أثراً، والأصدق، سواء تماست مع أحداث الواقع أو تباعدت عنه.. وتقول: «واجهت كل شخصية ذكرياتها الأليمة، فبين من كسرت الحرب روحه، ومن هرب، ومن تحطم على مدارج الحياة، ومن أعاد تشكيلها بخياله، حيث تبقى الذاكرة هي المرآة التي نرى فيها الغائبين».

ويتساءل قارئ آخر: عندما يتجاوز الرعب كل ما نبتلى به أكثر من غيرنا، ماذا يمكننا أن نفعل؟ ويقول: ربما يكون الجواب، في الشخصية التي أنشأها روبرتسون فريزر، في ما رواه بطل القصة إيمانويل، في الرواية، ويختم: «هذا كتاب مملوء بالتضادات: التذكر والنسيان، الحب والكره، الابتهاج والرعب...الخ».

«توحّش الحرب، لا يؤدي إلى اندثار الحب، بل يصبح الحب مصدراً لحماية الحياة وانحدارها نحو التفاهات».. وهذا استهلال لقارئة عبرت عن إعجابها بالرواية ورأت أن الحب هو المحرك الأساسي لمكونات الرواية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"