التسامح في المناهج

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين

لا شك أن مساعي وزارة التربية والتعليم، لإدخال مشروع تعزيز التعايش والتسامح والوقاية من التطرف في المناهج الدراسية، يتماشى وروح الهوية الوطنية، ويتوافق مع المبادئ والقيم التي أرسى قواعدها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وشيد مداميكها بناء على أن الأصل في التعامل يعود إلى قاعدة ثابتة هي التسامح.
وليس جديداً أو مستغرباً على دولة الإمارات ومؤسساتها الرسمية، توجهها نحو ترسيخ هذه القيمة العظيمة، من خلال المبادرات، والمشاريع الوطنية، والأنشطة المختلفة سواء تلك التي ينظمها الأفراد، أو القطاع الخاص، أو المؤسسات الرسمية، التي تعد وزارة التربية والتعليم أبرزها، نظراً لحيوية مكانتها ودورها في تنشئة أجيال متمكنين فكرياً وثقافياً وأكاديمياً، ومساهمين في حمل شعلة العمل.
وبالنظر إلى خطوة الوزارة تجدها خطوة مدروسة، تؤكدها المساعي نحو رصد ومعرفة آراء أولياء الأمور، من خلال استبيان إلكتروني، بشأن أدوات المنظومة التعليمية، وتعزيز مناهجها بهدف الارتقاء بجودة التعليم، وضمان مخرجاته على الصعيدين الأكاديمي والشخصي، الذي تعكسه سلوكيات الأفراد في مختلف تفاصيل الحياة.
ولا يتحقق هذا الغرض إلا بمشاركة واسعة تشمل أولياء الأمور باعتبارهم شركاء أساسيين في الميدان التربوي، وباقي المؤسسات الأخرى.
وبما أن الوزارة بادرت إلى تعزيز المناهج، وتضمينها بأدوات ترتقي بقيم التسامح، وتسعى لجعلها شمولية، تضم مختلف تفاصيل الحياة اليومية والمهنية، فإن هذا التوجه الذي يقود العملية التعليمية نحو تحولات جوهرية، تستهدف استكمال مسيرة بناء وصقل شخصية الطالب، يستدعي تضافر جهود الجميع، من الطلبة  والأهالي ، والمؤسسات الخاصة، لتكون عوناً ورافداً للوزارة، تشاركها خبراتها وتجاربها، ونماذجها الناجحة.
أما نجاح هذه المساعي فهو مضمون لعدة أسباب، منها توافر هذه القيمة العظيمة لدى أبناء المجتمع وراثياً.
وقياساً لما سبق فإن هذا المشروع، وتلك المقاصد ناجحة بكل تأكيد، فهدف جميع أطراف المنظومة التربوية، هو تنمية قدرات الطالب، والارتقاء بشخصيته.
وهنا لا بد من التشديد على أن وجود هذه القيمة العظيمة وتأصلها تاريخياً في المجتمع، لا يمنع من إدخالها وإشراكها في المنهج التعليمي، بل هي ضرورة من ضرورات التعليم، فلا ضير من الارتقاء وتطوير أدوات التعامل معها كقيمة قابلة للتطور والتطبيق بدءاً بالنفس وأقصد تسامح الفرد مع نفسه، مروراً بالآخرين، وصولاً إلى تسامح شمولي ينبع من واقع القوة والفهم والإدراك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"