عادي
أطلقت وثيقة المعايير العربية للقراءة المبسطة في ملتقى «المنال»

جميلة القاسمي: «الخدمات الإنسانية» تسهل وصول ذوي الإعاقة إلى المعرفة

19:43 مساء
قراءة 6 دقائق
1

* سلطان العميمي: القراءة تمثل أهمية كبرى في نهضة المجتمع وتقدمه

* شيخة القاسمي: تمكين ذوي الإعاقة الذهنية يسهم في استقلاليتهم

الشارقة: مها عادل

أكدت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، رئيسة تحرير مجلة «المنال» الإلكترونية، أن القراءة المبسطة أو ما يعرف في اللغة الإنجليزية ب «Easy Read» هي أسلوب تسعى المدينة إلى ترسيخه في الوطن العربي كإحدى وسائل القراءة الميسرة مثل طريقة برايل أو الكتب الملموسة أو الصوتية وغيرها، وتهدف إلى تقديم المعلومات للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية وذوي صعوبات التعلم، وتمكينهم من حقهم في سهولة الوصول إلى المعرفة عبر استخدام مفردات بسيطة غير معقدة، وصور تساعد على فهم المضمون، وكل ذلك يتم ضمن معايير محددة.

جاء ذلك في كلمة ألقتها في افتتاح ملتقى المنال (ببساطة.. القراءة المبسطة والإعاقة) الذي نظمته المدينة احتفالاً بدخول مجلة «المنال» عامها الجديد، والتي تصدر شهرياً منذ مايو/ أيار 1987، تضيء شمعتها ال 35 من أجل مستقبل أفضل للمجتمع عامة وللأشخاص من ذوي الإعاقة وأسرهم على وجه الخصوص.

وأشارت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي إلى الجهد الكبير الذي بذله فريق المدينة خلال التحضير للملتقى، واستشارة الخبراء، وإقامة الورش، وتأهيل الكوادر، وإعداد الوثائق بطريقة القراءة المبسطة، ومن أهمها التي تساعد الموظفين من ذوي الإعاقة الذهنية على معرفة حقوقهم وواجباتهم.

وأعلنت عن إطلاق وثيقة المعايير العربية للقراءة المبسطة من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، والتي تم وضعها بعد العودة لمعايير عالمية مختلفة، وجاءت الوثيقة كنتاج لورش العمل التي شارك فيها نخبة من الاختصاصيين من مختلف الدول العربية. وأكدت أن الوثيقة متاحة على موقع المدينة الإلكتروني، بالإضافة إلى عدد من وثائق القراءة المبسطة للاستفادة منها. كما أعلنت عن إطلاق خدمة جديدة تقدمها المدينة موجهة إلى مختلف المؤسسات؛ لتبسيط الوثائق والمستندات، حتى تصل إلى مستهدفيها من ذوي الإعاقة الذهنية وصعوبات التعلم.

وتوقفت مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بهذه المناسبة عند ذكرى أسامة نديم مارديني، والذي عمل كمدير تحرير لمجلة «المنال» الورقية ومن ثم الإلكترونية طوال ربع قرن، والذي رحل في مارس/ آذار الماضي، بعد إنجازات كبيرة في المدينة أسست لممارسات نوعية في إقامة المؤتمرات والنشر والتوعية. وأعربت عن أملها في أن تكون المشاركة في الملتقى تأكيداً على حق الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية وصعوبات التعلم في الحصول على المعرفة، انطلاقاً من كونه حقاً راسخاً، ومن (البساطة) تمكينهم من هذا الحق وتوفيره لهم، كما أعربت عن أملها أن تكون المشاركة في الملتقى نقلة نوعية في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية وصعوبات التعلم في العالم العربي من حقهم في الوصول إلى المعرفة باستقلالية وسهولة، وبالتالي تعزيز دورهم في تنمية المجتمع.

وشكرت رعاة الملتقى على دعمهم المستمر لأنشطة المدينة، كما توجهت بالشكر للفنان رؤوف كراي؛ لتطوعه في تصميم شعار الملتقى. وأكدت أن المدينة ستواظب على العمل بالتعاون مع الشركاء للترويج والتعريف بمفهوم القراءة المبسطة؛ كي يتم ترسيخه كممارسة يومية في مختلف المؤسسات، وصولاً إلى الاحتواء الشامل لكافة فئات المجتمع.

معالجة التحديات

شهد الملتقى مشاركة اختصاصيين عالميين من 12 دولة عربية وأجنبية بهدف وضع لبنة أساسية في معالجة التحديات التي تواجه الكتب الميسرة، من خلال بناء القدرات، وتكوين شبكة الشركاء، وإطلاق المبادرات وتنفيذها.

وألقى ضيف الملتقى الأديب الإماراتي سلطان العميمي، رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، كلمة أكد من خلالها سعادته بحضور هذه الفعالية الثقافية المرتبطة بشريحة مهمة من شرائح المجتمع، وأن ما تقدمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من خدمات في جميع المجالات جدير بكل احترام وتقدير. وأوضح العميمي أن اهتمام المدينة بموضوع القراءة المبسطة الموجه للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية وصعوبات التعلم دليل احترافية عالية المستوى. وأشار إلى أهمية توظيف التقنية في تحقيق هذا الهدف نظراً للأهمية الكبرى التي تمثلها القراءة في نهضة المجتمع وتقدمه. وأشاد بالطابع الحضاري الذي تنتهجه الشارقة والإمارات في سبيل خدمة جميع فئات المجتمع.

وألقت المناصرة الذاتية شيخة القاسمي، ممثلة المناصرين الذاتيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة الاحتواء الشامل الدولية، كلمة شكرت فيها جميع المشاركين بملتقى المنال، واهتمامهم بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ومن بينها الحق في سهولة الوصول إلى المعرفة من خلال القراءة المبسطة. وأوضحت أن الأمم المتحدة تحث الجميع دائماً على دعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع المجالات، وتحقيق مبدأ المساواة. وأكدت أن تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية في مجال المعرفة يسهم في تحقيق استقلاليتهم، والتعرف أكثر على قدراتهم.

وكانت أعمال الملتقى انطلقت بجلسة تحت عنوان «القراءة المبسطة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية»، تمت خلالها مناقشة مخرجات القراءة المبسطة في المدينة، ومفهوم القراءة المبسطة وأهميتها، والتوعية بضرورة إدراجها ضمن وسائل سهولة وصول المعرفة للأشخاص ذوي الإعاقة، مما يسهم في تمكينهم معرفياً واجتماعياً واقتصادياً وتعزيز استقلاليتهم. وتحدث في الجلسة التي شهدت نقاشات مثمرة مع الحضور كلٌّ من: مارتين دبسون مدير شركة «Easy Read Online Limited» من المملكة المتحدة، ود. سوزان أبو غيدا باحثة وأكاديمية من لبنان، ومحمدالنابلسي كاتب مسؤول العمليات الفنية بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.

وأدرات الجلسة الثانية إيليش هاردلي منسق المناصرة الذاتية بمنظمة الاحتواء الشامل الدولية بالمملكة المتحدة، وجاءت في إطار التساؤل الخاص بالإصغاء للأشخاص ذوي الإعاقة، ومناقشة أهمية الإصغاء لهم، والتقنيات الواجب اتباعها لتوفير الكتب الميسرة والمبسطة تحديداً. وتحدثت خلالها منى عبد الكريم اليافعي مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، والفنان رؤوف كراي الرسام التشكيلي ومصمم كتب ملموسة من تونس، ود. ولوبورغا فروليش العضو المنتدب لشركة «Atempo GmbH» في النمسا، ومارك مابيمبا ممثل المناصرين الذاتيين في إقليم إفريقيا بمنظمة الاحتواء الشامل الدولية – ملاوي. ونوقشت في الجلسة مجموعة من التساؤلات المتعلقة بواقع الكتب سهلة القراءة ومستخدميها، والمعايير الخاصة بالقراءة السهلة، والتجارب العملية الناجحة في القراءة السهلة حول العالم، ودور الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية في عملية تبسيط القراءة، وإقبالهم على شراء أو اقتناء الكتب الميسرة، بهدف التعليم وسهولة وصول المعلومة.

وضمن الجلسة الثالثة «الحلول التجارية للكتب الميسرة» نوقشت أهلية دور النشر فعلياً للعمل مع الكتب الميسرة، وحاجتها إلى مبادرات المؤسسات المتخصصة، وتحدثت فيها كلٌّ من: إيمان بن شيبة رئيسة تحرير مجلة Sail الإلكترونية نائب رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، والكسيا بلاك المدربة على القراءة المبسطة ومستشارة في منظمة الاحتواء الشامل الدولية من نيوزلندا، وليندال توماس، المؤسس والمدير العام - مؤسسة ومديرة مجموعة «The information Access» من أستراليا، ونبيل عيد الباحث والخبير الدولي حول إتاحة الوصول والتكنولوجيا المساندة من سوريا، وباولا جيلونتشي، محامية ومدافعة حقوقية، المؤسس المشارك ورئيس مؤسسة «Visibilia» من الأرجنتين.

ضعف المهارات

قال محمد النابلسي المنسق العام للملتقى ل «الخليج»: ورش العمل تم اختيارها بعد دراسة واقع الكتب الميسرة والقراءة المبسطة في العالم العربي، ورصدنا ضعف المهارات مما جعلنا نفكر بأهمية أن يكون هناك تدريب للفئات المختلفة، وبناء عليه تم اختيار ورش للقراءة المبسطة وللكتب المصورة وللكتب الدامجة، استهدفنا من خلالها العاملين في المؤسسات الثقافية والمؤسسات العاملة مع الأشخاص من ذوي الإعاقة. كما شارك في الجلسات مَن يقاربون 15 خبيراً وخبيرة من مختلف دول العالم، وتناولت التحديات التي تواجه الكتب الميسرة والقراءة المبسطة وأهمية تعزيزها، كما ركز الملتقى على إبراز دور الأسرة في تدريب وتمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة، وخصوصاً البالغين منهم، على القراءة والعمل على المطالبة بحقهم للوصول إلى المعرفة من خلال تعزيز فكرة القراءة، وتنمية المهارات ومعرفة التحديات والاحتياجات، والتواصل مع المؤسسات العاملة في مجال الكتب الميسرة والقراءة المبسطة.

وأكد النابلسي أن الملتقى يعتبر الأول من نوعه في العالم العربي الذي يتناول القراءة المبسطة، فالقراءة المبسطة مفهوم جديد يعني تبسيط المعلومات المعقدة من خلال النصوص البسيطة والصور التوضيحية، التي من شأنها توصيل المعلومة للأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية وصعوبات التعلم، والقراءة المبسطة هي جزء من الكتب الميسرة أو تيسير المعلومات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"