عادي

جائحة «كورونا» تعيد الدلافين إلى مياه لشبونة

23:15 مساء
قراءة دقيقتين

منذ بدء انتشار فيروس «كورونا»، عادت الدلافين إلى مصب نهر تاجة في لشبونة؛ حيث باتت تحظى بهدوء غير اعتيادي داخل مياه أقل تلوثاً، بفضل القيود التي أدت إلى تراجع الملاحة البحرية. وتقول عالمة الأحياء إينيس ماتادو وهي مرشدة في رحلات القوارب لمراقبة الأنواع البحرية قبالة سواحل لشبونة «في الوقت الحالي، يمكننا رؤية الدلافين بشكل شبه يومي».

وتضيف: «كانت الدلافين تظهر سابقاً بشكل متقطع»، لكن ما تغير «هي الوتيرة والانتظام».

في لشبونة، من الممكن مشاهدة الدولفين الكبير باللون الرمادي، وأيضاً بدرجة أكبر الدلافين الشائعة ذات الجسم الأبيض والأسود التي قد يصل طولها إلى مترين، ووزنها إلى أكثر من مئة كيلو جرام. وتشكل عودة هذه الحيوانات التي تتحرك ضمن مجموعات مؤلفة من دلافين بالغة، وأخرى حديثة الولادة، متعة للسياح والمقيمين في العاصمة الذين يعيدون اكتشاف هذا النوع الحيواني الشهير في المدينة.

وتقول ليونور ساردينيا وهي من أوائل المشاركين في عمليات الاستكشاف التي نظمها مركز بحري في لشبونة أخيراً، لوكالة «فرانس برس»: كان والدي يخبرنا أنه كان من الممكن مشاهدة هذه الحيوانات في نهر تاجة في نهاية الخمسينات وبداية الستينات، لكنها اختفت. وتضيف المرأة الستينية: «وجدت هذا رائعاً. إنها حيوانات برية؛ لذلك ليس من السهل رؤيتها في الأوقات العادية»، مبدية سروها لرؤية الدلافين تقفز مرات عدة وتتجول أمام قاربها.

في العام الماضي، أشادت بلدية لشبونة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني بعودة «دلافين تاجة» التي كانت تسبح سابقاً في هذا الجزء من النهر الذي ينبع من إسبانيا، ويعبر البرتغال قبل أن يصب في المحيط الأطلسي.

وتؤكد إلسا كوريلا الناطقة باسم المركز المسؤول عن هذه الرحلات، أن لشبونة «تبدو العاصمة الوحيدة في أوروبا؛ حيث يمكن مشاهدة الدلافين».

ومنذ بدء جائحة «كوفيد-19»، شوهدت الدلافين في أماكن عدة على الكوكب كان وجودها فيها غير اعتيادي، مثل المياه بين هونج كونج وماكاو في الصين.

ويعزو العلماء هذا الظهور خصوصاً إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي مع انخفاض حركة الملاحة البحرية وتدابير العزل العام التي شكلت متنفساً للطبيعة. وهذا التحليل يؤكده المحللون البرتغاليون. ويشير عالم الأحياء البحرية سيدونيو بايس الذي ينظم أيضاً رحلات لمشاهدة الدلافين إلى تسجيل «رحلات بحرية أقل وصيد أقل وعدد أقل من القوارب في النهر»، مضيفاً: «لأكثر من عام انخفض النشاط في مصب نهر تاجة».

وتقول كاتارينا إيرا الباحثة في جامعة أفيرو البرتغالية والمتخصصة في الثروة الحيوانية البحرية: إن رؤية المزيد من الدلافين لا تعني أنها أكثر عدداً؛ بل إن وجودها بات «أكثر وضوحاً.. نحن غير معتادين على رؤيتها قريبة جداً».

تتحرك الدلافين في مجموعات أكبر بحسب دورتها البيولوجية، وفي أوقات معينة من العام، خصوصاً عندما تكون الأسماك قريبة جداً من الساحل، ما يعطي أحياناً انطباعاً بأنها أكثر عدداً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"