عادي

ليفاي شتراوس.. بنى إمبراطوريته من «الجينز»

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين
images
LeviStrauss

يعود الفضل إلى رجل الأعمال الأمريكي ليفاي هيرش شتراوس في تأسيس أول شركة لصناعة سراويل الجينز الزرقاء تحت اسم «ليفاي شتراوس آند كو» في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية عام 1853.

ولد شتراوس في السادس والعشرين من فبراير من عام 1829 في بلدة بوتنهايم في المنطقة الفرانكفونية من إقليم بافاريا الألماني، وعندما بلغ سن الثامنة عشرة، هاجر هو والدته وشقيقتيه إلى الولايات المتحدة للالتحاق بالعمل مع إخوانه الذين كانوا يديرون متجراً لبيع الأقمشة في مدينة نيويورك.

في عام 1853، منح شتراوس الجنسية الأمريكية، وانتقل إلى مدينة سان فرانسيسكو ليفتتح فرعاً لمتجر عائلته هناك، وسط حمى البحث عن الذهب، وهي ظاهرة انتشرت في ذلك الوقت لتشمل ولاية كاليفورنيا بأكملها، ومع مرور الزمن، انتعشت تجارته حيث عمل في تصميم سراويل من الخيش البني القاسي لعمال المناجم والباحثين عن الذهب، ثم انتقل إلى قماش «الدنيم» وهو نسيج قطني متين مصبوغ باللون الأزرق ليستخدمه في تصميم السراويل، بدلاً من الخيش الذي نفذت حصيلته وارتفعت أسعاره.

في أواخر عام 1872، تلقى شتراوس رسالة من جاكوب دافيز وهو خياط من مدينة رينو في ولاية نيفادا كان يتعامل معه بانتظام، يخبره فيها بشرائه قماشاً لاستخدامه في الخياطة، واخبره بالطريقة الجديدة التي يستخدمها لتصميم البناطيل لزبائنه، حيث يضع مسامير معدنية صغيرة في أماكن محددة من السراويل كزوايا الجيوب حماية لها من التمزق.

وكانت المشكلة التي تواجه دافيز أنه لا يمتلك المال الكافي لاستخراج وثيقة لبراءة الاختراع، ولهذا اقترح على شتراوس مشاركته في أعماله واستخراج الوثيقة المطلوبة التي تحمي حقوقهما في هذا الابتكار، وفي العشرين من مايو عام 1873، نجح الاثنان في الحصول على براءة الاختراع، وولد رسمياً قماش الجينز الأزرق الشهير.

لقي الجينز الأزرق بالشكل الذي اشترك في تصميمه ليفاي شتراوس وجاكوب دافيز شعبية كبيرة بين صفوف عمال المناجم، وذلك لطبيعته القاسية التي تحتمل الصعوبات العديدة التي يواجهها هؤلاء العمال، حيث كان يباع في عام 1879 بدولار وستة وأربعين سنتاً فقط.

توفي شتراوس في السادس والعشرين من سبتمبر عام 1902 عن عمر ناهز 73 عاماً، ومنذ ذلك الحين دخلت تغيرات وتطورات كبيرة على الشركة من حيث نمو الأعمال وافتتاح أفرع جديدة وتنوع منتجاتها، وبعدما كانت سراويل الجينز حكراً على الرجال، عرض جينز ليفايز النسائي على صفحات مجلة «فوغ» لأول مرة عام 1935، واكتسب شعبية كاسحة.

وبعدما ظل قماش الجينز حتى ستينات القرن الماضي لباس العمال وأبناء الطبقة المتوسطة وما دون ذلك، وجد طريقه إلى المجتمعات المخملية وصولاً إلى المشاهير وبعض رؤساء الدول، وعلى الرغم من انتشار صناعته ووجود آلاف الماركات المنتجة منه، لا يزال اسم مبتكره طاغياً على كل الأسماء الأخرى، حتى أصبح مرادفاً للنوع أكثر منه اسم علم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"