جميلة المهيري.. شكراً لك

01:50 صباحا
قراءة دقيقتين

محمد أحمد الملا

على الرغم من أن الحديث اليوم يدور في مجمله عن انطلاق فعاليات معرض إكسبو دبي 2020، باعتباره أكبر المعارض العالمية على الإطلاق، فإنني سأتناول جانباً آخر من جوانب المعرض لا يقل أهمية عن الحدث ذاته، لا سيما أن الموضوع الذي أنا بصدد الحديث عنه، يتعلق بالتعليم، وعبر البحث في السبل التي يمكن أن يكون فيها إكسبو حافزاً للطلبة ومديري المدارس ورؤساء الهيئات المعنية، والمسؤولين الذين يشغلون مناصب قيادية في هرم المنظومة التعليمية.

والجانب الذي سأتعرض له في مقالتي هذه، هو أهمية الرحلات الطلابية إلى المعرض، ودورها في صقل مهاراتهم وتعزيز رصيدهم المعرفي والإدراكي، نظراً لكونها رحلة قد تفتح أبواب المستقبل أمامهم، وقد تُحدث تحولات جوهرية في حياة الطلبة وتوجهاتهم الأكاديمية، فضلاً عن كونها رحلة نحو مصادر الاطلاع على مدى اتساع العقل البشري وقدرته على تطويع الحياة المجتمعية، وتجويدها وتطوير رفاهيتها ورفاهية الشعوب.

أما اللافت الذي أود التركيز عليه فهو قيام جميلة المهيري، وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، باصطحاب عدد من طلبة المدارس الحكومية في أولى رحلاتهم إلى إكسبو دبي، وأقول باصطحابهم؛ كونها استقلت الحافلة برفقتهم، ولهذا الأمر ما بعده من ثمرات ومخرجات.

ويمكن للقارئ أن يتساءل ماذا يعني أن تكون برفقتهم في الحافلة؟، وما هي مخرجات مثل هذا السلوك الحضاري؟

بادئ ذي بدء، فإننا جميعاً كبشر نسعد برفقة الأشخاص المرموقين، وهي سمة بشرية لا يشوبها عيب طالما أنها تصون الكرامة، ثم إننا كبشر أيضاً نسعد بإيصال صوتنا وآرائنا للأشخاص المسؤولين عن واقعنا، سواء أكان تعليمياً أو غيره، ونسعد أكثر عندما نجد آذاناً مصغية واهتماماً، وهنا لا بد من التنويه بأننا نستقي هذه السلوكيات ونتعلمها من قيادتنا الرشيدة، التي لا تتوانى عن التواصل مع أبنائها للوقوف على حاجاتهم ومعرفة متطلباتهم.

وهذا تماماً ما قامت به الوزيرة، فهي بذلك ضربت مثلاً وسطرت نموذجاً للمسؤول الذي يقدر حجم مسؤولياته، ويؤدي واجباته بأمانة وإخلاص واقتدار، وهي التي كانت على احتكاك مباشر مع الطلبة طوال مدة الرحلة، مما يتيح الفرصة لحوار مفتوح يمكن من خلاله أن تتعرف إلى احتياجاتهم، وأفكارهم.

من المؤكد والثابت أن رحلة كهذه تساوي الكثير من الدروس، فهي إلى جانب ما يكتسبه الطلبة من معرفة واطلاع على ما يوفره أكبر معرض في العالم، فإنها تضيف إليهم الشعور بالفخر والاعتزاز بالانتماء إلى هذا الوطن، الذي يصطحبهم فيه مسؤول في رحلة علمية وترفيهية.

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"