المعرفة مستقبل البشرية

01:10 صباحا
قراءة دقيقتين

على مدى خمسة أيام تناقش قمة المعرفة التي تطلقها مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، في نسخة جديدة، مواضيع «حماية البشرية وتحدي الجوائح»، والغرض تعزيز مسارات نقل ونشر المعرفة، بفرصها وتحدياتها الكثيرة، أما السؤال هو: كيف يمكن أن تسهم هذه المعرفة بكل آفاقها وأبعادها وأدواتها، بحماية حق البشرية بأن تنمو وتزدهر وتتطور، وقبل كل ذلك بأن يكون لها الحق في تقرير مصيرها، وأن تكون لها الكلمة العليا، في خيارات كثيرة، تطال السلم والأمن والصحة والاقتصاد ولتعليم والحياة بشكل عام.
«البشرية إذا أصيبت بجوائح قادمة لن تكون مستعدة لها» هذا ما أشار إليه مؤشر المعرفة العالمي سابقاً، مؤكداً أن العالم مقصر جداً في مجال استشراف التحديات التي يحملها مستقبل الأرض، والتعامل مع الواقع الذي فرض أجنداته المختلفة على المجتمعات التي تتعرض لكثير من عدم الاستقرار، والتي منبعها ليس الحروب والهزات التي يتعرض لها المناخ العالمي وحسب؛ بل وغياب الفكر الاستشرافي والقراءة الواعية للغد في ظل معطيات الأمس واليوم، مما يؤثر في عناصر أساسية تشكل أمننا البشري، مثل الهوية، اللغة والثقافة.
ما الحلول الجديدة التي يجب أن نفكر بها؟ وكيف يمكن أن نتعامل مع تحديات الكُلفة التي تتطلبها الخطوات التي نطمح إلى القيام بها؟ خصوصاً أننا نعاني تفاقم «الفجوة الرقمية» بين سكان العالم، وهناك 2.9 مليار غير متصلين بالشبكة 96% منهم في البدان النامية، فكيف يمكن اليوم أن نعول على هذا النصف المستبعد لأسباب كثيرة منها الفقر ونقص التعليم، لتحمل مسؤولية تحويل المعرفة إلى أدوات للتغيير؟ كذلك ارتفاع مستويات الفقر في عدد من الدول هو من الإشكاليات التي يؤدي تفاقمها إلى تراجع كبير في عملية الاستعداد للمستقبل، أما الفوضى السياسية التي تشتد وطأتها على أجزاء ليست باليسيرة من العالم، فإنها تخنق مسيرة التقدم في البنى التحتية المعززة للتحولات المعرفية الجديدة، مما يجعل إمكانية التحمل والتكيف والانتقال إلى خطوة الحل، صعبة على الأقل في المستقبل القريب، وأخيراً الكوارث الطبيعية وعدم استقرار المناخ، مع أخطار يشكلها توقف الدعم الدولي الذي يصب في هذا الاتجاه، بسبب عدم الاستقرار السياسي.
الخسائر التي سنشهدها في العقود القادمة ليست بسيطة، وخاصة ما سيخسره العالم العربي اليوم بسبب تفاقم هذه المشكلات، خاصة إذا علمنا أن الأرقام لا تخبرنا إلا بنصف الحقيقة، ومن مصادر ذلك أزمة «الفجوة المعرفية»، التي تسرق من رصيدنا المهني والمهاراتي اللازم لمواجهة عالم جديد، لم يشاركنا جميع أسراره بعد، وهو رهن لعدم توازن القوى الاقتصادية والسياسية.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"