عادي
كلمات من الأمل محفورة بالعربية

«نيويورك تايمز»: متحف المستقبل يستلهم رؤية محمد بن راشد

17:02 مساء
قراءة 4 دقائق

إعداد: هشام مدخنة

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريراً مطولاً تحدثت خلاله عن أحدث الأيقونات الفنية التي انضمت إلى قائمة التحف المعمارية الثمينة في إمارة دبي وهي «متحف المستقبل».

وقالت الصحيفة، على طول شارع الشيخ زايد المكون من 14 مساراً في دبي، ووسط ناطحات السحاب المتدرجة، والمترو على مساره المرتفع، وأمام العلامات التجارية العالمية، يتبلور مبنى إهليلجي مكون من تسعة طوابق يرسم في انحناءاته إرث سنوات خلت.

هو متحف المستقبل، الأيقونة التي تحتضنها دبي وافتتحتها رسمياً الشهر الماضي أمام أنظار العالم بتكلفة بلغت 136 مليون دولار، ليمنح الزوار نظرة خاطفة على الغد. في مثال صارخ على كيفية تصميم المباني وتجميعها وسط مزيج من المهارات البشرية والقوة الرقمية لعقود قادمة.

وصفه البعض بالعين العملاقة، والبعض الآخر بكعكة دونات، فيما وصفته صحيفة «أركيتيكتس» بخاتم الحطاب العملاق والبطل الشعبي في الفولكلور الأمريكي «بول بنيان».

وذكرت الصحيفة أن هذا المبنى الذي تبلغ مساحته 320 ألف قدم مربع لا يحتوي على أعمدة داعمة للهيكل، وبدلاً من ذلك، يرتكز على شبكة مؤلفة من 2400 أنبوب فولاذي تتقاطع قطرياً في إطاره الخارجي، مع ألواح من الأرضيات الخرسانية، وحوالي 189 ألف قدم مربع من الألواح الخارجية الفولاذية المقاومة للصدأ، والمزدانة برسالة أمل للمستقبل من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي استلهم تطوير المتحف من رؤيته للإمارة بوصفها مركزاً للابتكار.

تم نقش الرسالة على واجهة المتحف بخط عربي من تصميم الفنان الإماراتي مطر بن لاحج، حيث خلقت الشقوق بين الأحرف والكلمات نوافذ تسمح لوميض ضوء الشمس بالتسلل إلى داخل المبنى نهاراً، فضلاً عن إضاءة «إل إي دي» التي ترسم أشكال هذه النوافذ ليلاً.

ونقلت نيويورك تايمز عن بن لاحج، الذي صمم تنوع خط الثلث المائل والمستخدم على جدران متحف المستقبل، قوله: «أرى المبنى على أنه المستقبل، لكن الخط هو إرث بلادنا، وقد كنت بحاجة إلى صنع شيء ما للمستقبل من الماضي».

يحتوي المتحف على ستة طوابق من المعروضات التي تستشرف الحياة في عام 2071، بما في ذلك مركبة فضائية تسمى الأمل «OSS Hope»، وهو نفس الاسم الذي أطلقته الإمارات على مركبتها الفضائية التي تزور المريخ حالياً. ويحتوي أيضاً على لوحة مثيرة أعيد إنشاؤها رقمياً لغابات الأمازون المطيرة والفريدة من نوعها. كما توجد منطقة للأطفال ومسرحاً يتسع ل 345 مقعداً، وطابقاً علوياً للاجتماعات والأحداث المهمة يمكن أن يستوعب حوالي ألف شخص.

وتطرقت الصحيفة إلى الجهود التي بذلتها شركة الهندسية المعمارية «كيلا ديزان» والمهندس شون كيلا الذي صمم هذا المبنى اللافت في دبي، حيث قال: «إن كل شيء بدأ بخوارزمية كمبيوتر، وبمجرد اختيار التصميم النهائي، استخدمنا برامج ثلاثية الأبعاد لضبط الخط على سطح المبنى. ثم كان علينا التأكد من ضمان تثبيت أكثر من 1000 عقدة فولاذية قطرية». ومن هذه النقطة، صممت شركة عفان للإنشاءات المبتكرة في دبي قوالب الألواح الخارجية للمتحف.

وبالنسبة إلى توبياس باولي مدير مشروع المتحف من شركة «بورو هابولد» البريطانية للاستشارات الهندسية، كان تألق المشروع عبارة عن مزيج بين الخيال الرقمي والواقع الفعلي. وفي النهاية، فإن كل لوح على سطح المتحف الخارجي عبارة عن مركب من البلاستيك المقوى بالألياف الزجاجية والفولاذ. وخلقت فراغات الخط العربي، التي يتراوح عرضها في الغالب من ثلاثة إلى ثمانية أقدام، مئات الأشكال المختلفة التي تم لصق الألواح الزجاجية المتطابقة عليها.

وأضافت نيويورك تايمز نقلاً عن ماجد عتيق المنصوري، نائب المدير التنفيذي في مؤسسة دبي للمستقبل التي تدير متحف المستقبل: «لقد صنعنا واجهة من الألياف المدعومة بالزجاج، باستخدام عملية تشبه كثيراً صناعة القوارب المتطورة وبتقنيات مماثلة لأجنحة الطائرات وفقاً لأحدث التكنولوجيا الرقمية. لقد كان علينا التأكد من أن الواجهة قوية بما يكفي لتحمل مختلف الظروف المناخية والأجواء الرطبة والغبار على مر السنين القادمة». وأضاف المنصوري: «كان علينا بعد ذلك التأكد من إمكانية تعديل كل لوحة فولاذية لتستقر بشكل مثالي على الألواح المجاورة لها، وأنه يمكن استبدال مكونات الواجهة بسهولة».

يساعد التصميم الداخلي للمبنى المصنوع من الجبس الأبيض والعوازل على حماية الزائرين من الحرارة والرطوبة صيفاً. وبهذه الحيثية قال خلفان بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل: «تساعد طبقة الجبس الناس أيضاً على التركيز على الليزر الذي يزين الخط العربي، فهذه الطبقة تعمل على تظليل كل شيء آخر، مثل سطوع الفولاذ المقاوم للصدأ.» مشيراً إلى أن «التكنولوجيا والأتمتة قد رسمت كل قطعة في هذا المتحف، لكن وقت التركيب الفعلي، كان دور الكفاءات البشرية أكبر من الآلات. وقد تردد صدى هذا الشعور في كل تفصيل بالمتحف من الخوارزمية الأولى إلى آخر قطعة من الجبس».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"