التوازن بين الجنسين فلسفة

00:09 صباحا
قراءة دقيقتين

شهد عام 2017 إطلاق أول دليل على مستوى العالم للتوازن بين الجنسين في الإمارات، كنتاج لتضافر جهود عدد من المؤسسات الحكومية في الدولة مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ليقدم أداة شاملة توضح مقاييس نجاح تنفيذ متطلبات التوازن، وتقليص الفجوة بين الجنسين في القطاعين العام والخاص، فما هي أهم المحاور التي تناولها الدليل؟ وهل تمكنت المؤسسات من تحقيق تكافؤ الفرص في هذا الملف المهم؟
هناك خمسة محاور أساسية سعى مجلس التوازن بين الجنسين الذي تم تأسيسه عام 2015،إلى العمل من خلالها، تمثلت في الالتزام ومراقبة تحقيق التوازن بين الجنسين، الدمج في السياسات والبرامج، وإعداد موازنات مستجيبة للنوع الاجتماعي، تعزيز المشاركة بما يراعي الفروق بين الجنسين، تحقيق التوازن في الأدوار القيادية والتواصل المراعي للجنسين، وهي المحاور التي من شأنها تحقيق أهداف استراتيجية التوازن بين الجنسين 2026.
مؤخراً، حصدت الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، لقب «أفضل جهة اتحادية داعمة للتوازن بين الجنسين على المستوى الاتحادي»، هذا الأمر الذي جاء نتيجة لجهود الهيئة المتواصلة، لتمكين الموظفات وتطوير كفاءاتهن في المجالات العلمية والعملية، والتي تمت ترجمتها بصور مختلفة منها: المساواة بين الجنسين في تولي المراكز القيادية، والارتقاء بالسلم الوظيفي، والتدريب والابتعاث والترقية وغيرها. وقد وصلت نسبة الموظفات العاملات في الهيئة إلى 33.41 % من إجمالي الموظفين، في حين بلغت الفئة التخصصية والفنية ما نسبته 59.4% والإشرافية 48.13%، وتترافق هذه العملية مع خطوات أخرى تعنى بإيجاد بيئة محفزة للموظفة الأم، لمراعاة خصوصية الأم العاملة من حيث ساعات الأمومة والحضانة، وتسجيل الأبناء في مرافق مخصصة استفاد منها أكثر من 250 طفلاً حتى يومنا هذا.
لقد قدمت هذه المؤسسة الاتحادية أنموذجاً يضاف إلى قائمة الإنجازات التي حققتها الإمارات في هذا السياق، فهي الأولى عالمياً في تقارير الفجوة بين الجنسين مثل: التقرير العالمي للتنافسية والمنتدى الاقتصادي العالمي، كما أنها الأولى عربياً في مؤشرات مثل نسبة تمثيل المرأة في المناصب القيادية ومراكز صنع القرار، حرية التنقل، الأجور، ريادة الأعمال، والمعاش التقاعدي.
إن فلسفة التوازن بين الجنسين هي جزء لا يتجزأ من بناء الأسر، وحتى لا تظل فكرة عالقة في غرف المكاتب، علينا أن نوجد استراتيجيات في الأسر والمدارس، لتحويلها إلى قيم يعيشها الفرد في يومه، عندما تعترضه خيارات تثير الأسئلة، حول توزيع الأدوار والممارسات المجتمعية، وحدود الحلم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"