منتدى دبي يبلغ العشرين

00:14 صباحا
قراءة 3 دقائق

سليمان جودة

في دورته هذه السنة، أطلق منتدى الإعلام العربي في دبي، دورته العشرين، ثم اختار لها أن ترفع شعاراً من كلمتين اثنتين هما: «مستقبل الإعلام».

وكان المنتدى قد انطلق في البداية قبل عقدين من الزمن، بتوجيه من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله.

والإعلام الإماراتي ليس المقصود وحده بالحديث عن المستقبل في شعار المنتدى، ولا حتى الإعلام الخليجي، ولكن المقصود هو الإعلام العربي في مجمله؛ لأن التوجه العربي هو توجه المنتدى منذ انطلاقه أول هذه الألفية، ولأن هذا التوجه أيضاً هو الطابع الذي يميّز فكر الشيخ محمد بن راشد في ما يتصل بتجربة دبي كلها، قبل أن يكون الأمر متعلقاً بالإعلام كمجال، أو بالصحافة كمهنة تضم تحت مظلتها الكثير من الألوان الصحفية. وفي افتتاح المنتدى كانت منى المري، رئيسة نادي دبي، رئيسة اللجنة التنظيمية للمنتدى، قد قالت إن الإعلام العربي يفتقد إلى وجود استراتيجية واضحة للتعامل مع التحديات التي تواجهه في هذا العصر.

ومن عبارتها ترى أن الهّم بالنسبة للمنتدى، هو هم عربي في الأساس، وأن المنتدى يتطلع إلى يوم يكون فيه قادراً على صياغة مثل هذه الاستراتيجية، أو مشاركاً في صياغتها على الأقل، إذا فاته أن ينهض بها بمفرده، باعتبارها مهمة مطلوبة ولا تحتمل الانتظار.

وإذا كان هذا التوجه هو ما يميز نادي دبي أو المنتدى، فليس من المستغرب أن يكون البعد العربي في الإعلام واحداً من الشواغل الأساسية للنادي والمنتدى معاً.

ومن قبل روى الشيخ محمد بن راشد في سيرته الذاتية، كيف أن هذا البعد نفسه كان حاضراً في دبي، بوصفها تجربة ناجحة تتمنى دول عربية كثيرة، لو أنها استطاعت أن تستنسخها على أرضها، أو أنها نجحت في صناعة تجربة مماثلة لها. وكانت ليبيا في أيام العقيد القذافي في مقدمة هذه الدول، وكان العقيد رحمه الله توّاقاً إلى أن يرى «دبي ليبية» في بلاده.. والتفاصيل منشورة في السيرة الذاتية كاملة، لولا أن الأمر لم يُكتب له النجاح، ولو نجح لكان لليبيا شأن آخر غير الذي نراه هذه الأيام.

وقد تبين عند اختبار الواقع على الأراضي الليبية، أن دبي لم تنشأ بالصورة التي تبدو عليها في هذه اللحظة من فراغ، ولكنها نشأت في أجواء محدّدة، ووفق مقتضيات معينة، وعندما تتوافر هذه الأجواء والمقتضيات على أرض ليبيا، فإن وجود دبي «ليبية» مسألة ممكنة لا شك.

وقد كانت هذه هي «الروح» نفسها التي رفع بها المنتدى شعار «مستقبل الإعلام»، ثم دعا عدداً من أهل المهنة في أرجاء بلاد العرب، لينظروا كيف يمكن أن يتفاعل إعلامنا العربي مع تحدياته، فلا يبادر إعلام في هذه العاصمة العربية بهذا التفاعل، ثم يتخلف إعلام عن المهمة ذاتها في تلك العاصمة، وإنما لا بد من استراتيجية عربية جامعة لأن التحديات واحدة.

فلن يسعد الإعلام في الإمارات مثلاً أن يكون في حالته التي يحبها، ثم يكون الإعلام من حوله على حالة أخرى ليست هي التي يجب أن تكون قائمة، وهذا هو ما جعل المنتدى في دورته العشرين يحمل هماً عربياً في لحمه ودمه، ويتمنى لو استطاع إزاحة هذا الهم من فوق صدر الإعلام العربي في العموم.

وما يقال عن المنتدى، وعن دبي، يقال بالضرورة عن التجربة الإماراتية في مجملها؛ لأنها تجربة تضع سعادة الإنسان غاية لها، وتسعى من بعد ذلك إلى أن تقدم ما تستطيعه في محيطها العربي، لعلها تتكرر بشكل أو بآخر في أنحاء هذا المحيط، فلا تكون مثل بيضة الديك التي إذا باضها لم يكررها مدى حياته.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5dnsr6tn

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"