المذيع وصراع التحولات

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

هناك حراك أساسي يواكب عالمنا المتغير نتأثر به من خلال كل تلك الوسائل المتاحة للاتصال والتواصل، التي أفرزتها المتغيرات التقنية والمعرفية في الألفية الجديدة. إنه التحدي والفرصة في آن ولا يتعلق الأمر بالمتلقي وحده؛ بل يرتبط بما تقدمه هذه الوسائل والقائمين عليها ممن تقع على كاهلهم مسؤولية الإعلام والإخبار والترفيه، في حين أن النقاش حول التقليدي والحديث لم يعد هو السائد في الأوساط الإعلامية هذه الأيام، وإنما الحلول السحابية، الإنترنت عريضة الحزمة والميتافيرس، مما يقع ضمن منظومة الرقمنة الإعلامية الشاملة المفروضة على وسائلنا الإعلامية المختلفة، التي تلفظ كل من يتخلف عن الركب.
إن عام 2022 وما تبقى منه هو عام الدمج الدقيق لصناعة الإعلام التي تعطلت وتحفزت بسبب أزمة كوفيد -19، وهو عام انهيار الجماهير بلا منازع بسبب الأجندات الإخبارية المحتقنة، والنقاشات التي تستقطب مواضيع السياسة والهوية والثقافة، كما أنه العام الذي التفت فيه الصحافة إلى الأساسيات المهنية والأخلاقية، في مواجهة أحد أهم التحديات التي تعانيها الصناعة الإعلامية وهو، استعادة ثقة الجماهير وبناء علاقة أعمق مع مستهلكي المحتوى بنوعه الإخباري بالدرجة الأولى.
لكننا لا نتحدث هنا عن وسيلة الاتصال وحدها؛ بل عن القائم على هذا الاتصال، وما يفرضه عليه كل ذلك من تحديات أكبر لمواكبة متطلبات السوق والجمهور، المتلهف لرؤية الصورة المبهرة والمشهد بتقنيات لم تعد حكراً على المحترفين، فالأدوات المعلوماتية وسائط رمزية تضخم ذكاء مستخدميها كما يرى بيل غيتس، وهي التي يجب أن يستثمرها أي إعلامي لا ليراكم المعارف التي يحتاج إليها لتقديم مادته، وإنما أيضاً لإعادة صياغة وصناعة محتوى إبداعي ومبتكر وأكثر شمولاً.
لنقف عند المذيع وهو واجهة العملية الاتصالية وبوابتها بالنسبة لجمهور المشاهدين والمستمعين؛ إذ إن هذه المهنة ترتبط بالابتكار المستمر المستمد من مصادر مختلفة أبرزها الجمهور، فمن الضروري أن يجيد القائم بالاتصال قراءة الاتجاهات المختلفة والمفضلة في التلقي، فهناك اعتبارات لغوية واصطلاحية؛ بل ولغة سمتها المستقبلية والتجدد، كما أن هناك المواطنة العالمية التي تفرض شعوراً بالانتماء إلى مجتمع أوسع يتخطى الحدود الوطنية ويبرز المشترك ويتغذى على الارتباط بمستويات محلية وعالمية.
السؤال هو: كيف تؤثر هذه التحولات في قيمة المذيع الاجتماعية والإنسانية؟ وما هو الحد بين الأخلاقي واللاأخلاقي في الممارسة الإعلامية بنسختها المستحدثة؟ وكيف يمكن أن يتعامل المذيعون اليوم مع اتجاه عالمي نهم إلى إحلال نماذج جديدة من العمل مثل الاشتراكات، العضويات، الوصول المفتوح للمحتوى، إضافة إلى بوابات الاقتصاد المبدع التي حولت العملية إلى صراع على المواهب وبقائها؟
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdcuaue7

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"