عادي

حققنا الإنجاز.. وننتظر الإعجاز

23:09 مساء
قراءة 3 دقائق

بغداد: زيدان الربيعي

منذ زمن ليس بالقليل، وأنا شخصياً أنادي وأدعو وأطالب المنتخبات العربية والإفريقية والآسيوية، ولاسيما تلك التي لديها أكثر من مشاركة في بطولات كأس العالم، وفي لعبة كرة القدم بالدورات الأولمبية، بأن عليها عندما تشارك في تلك البطولات ألا تكون مشاركتها شكلية أو مجرد إكمال عدد للمنتخبات الأخرى، أو جل طموحها يتمثل بالعبور إلى الدور الثاني، أو يكون الطموح بتحقيق التعادل مع منتخب عالمي،بل عليها أن تذهب إلى المنافسة على اللقب والتواجد على منصات التتويج وفي المراكز المتقدمة.

دعواتي تلك لم تأت من فراغ، أو من طموح وحماس وانحياز، بل كانت من خلال رؤيتي الخاصة بأن تحقيق الإنجاز في البطولات والدورات العالمية لم يعد حكراً على منتخبات القارتين الأوروبية والأمريكية الجنوبية، بل بات سانحاً أمام منتخبات القارات الأخرى، لأن لاعبي منتخبات قارتي آسيا وإفريقيا باتوا يتواجدون مع الفرق العالمية ولهم الحضور القوي، وهنا نكفي أن نشير إلى النجم المصري الكبير محمد صلاح الذي تفوق على الكثير من نجوم اللعبة، وإنجازاته لا تحتاج إلى شهادة مني أو من غيري، بل هي تتكلم عوضاً عنه.

وما يقال عن صلاح يمكن أن يقال عن نجوم منتخبات المغرب وتونس والجزائر مع الفرق الأوروبية. لذلك بإمكان هؤلاء النجوم مساعدة منتخبات بلدانهم في تحقيق إنجازات عالمية كبيرة جداً.

ما حققه منتخب المغرب الشقيق من إنجاز كبير جداً في مونديال قطر، نابع من الثقة بالنفس على تحقيق المنجز ومقارعة المنتخبات الكبيرة والفوز عليها، لقد امتلك المغاربة الإرادة والقوة والصبر والطموح والثقة بالنفس في كل مبارياتهم، وحققوا ما لم يحققه أي منتخب عربي أو إفريقي قبلهم، وهذا أمر يدعو إلى الفخر والاعتزاز، بل ويدعو القائمين على الكرتين العربية والأفريقية إلى دراسة التجربة المغربية من جميع الجوانب والاستفادة منها حتى تستطيع المنتخبات العربية والإفريقية وحتى الآسيوية مقارعة المنتخبات الكبيرة في المستقبل.

وجود المنتخب المغربي في دور الأربعة بمونديال قطر، هو إنجاز كبير، ربما لم يكن يفكر فيه أكثر المتفائلين، إلا أنه حصل وتحول إلى واقع، وبات درساً يدّرس في مناهج الكرة، لذلك أتمنى وأدعو في ذات الوقت بأن يتمكن المنتخب المغربي من تحويل الإنجاز الكبير جداً الذي تحقق في مونديال قطر إلى إعجاز وذلك عبر الوصول إلى المباراة النهائية، وهذا أمر ممكن جداً برغم قوة وصعوبة ومكانة المنتخب الفرنسي، لكن المنتخب المغربي سيدخل مباراته المقبلة مع المنتخب الفرنسي من دون ضغوطات تذكر، لأنه حقق الذي عليه، ولم يعد مطالباً بأكثر من ذلك من قبل كل محبيه، على عكس المنتخب الفرنسي «حامل اللقب»، الذي سيدخل المباراة وهو يعيش حالة كبيرة من الضغط النفسي، لأنه مطالب بتحقيق الفوز والتواجد في المباراة النهائية لغرض الحفاظ على لقبه، بينما المنتخب المغربي سيخوض المباراة بطموحات كبيرة ودعوات أكبر،مع مساندة رائعة من الجمهور العربي الذي بات يطمح بأن يكون لقب كأس العالم من نصيب المنتخب المغربي، وأن لم يتحقق هذا اللقب، فأن ما قدّمه «أسود الأطلس» لغاية الآن يدعو للفخر والاعتزاز.

نقطة أخرى أحب ان أشير إليها وهي أن مدرب منتخب المغرب وليد الركراكي، تمكن من تأكيد قدرات المدرب العربي على النجاح والتفوق، كما تمكن من فتح بوابة جديدة للمدرب العربي لكي يستعيد وضعه في تدريب المنتخبات العربية، لأن تجربة الركراكي كانت مميزة جداً، إذ بقربه من اللاعبين ومعرفته لهم، تمكن من صناعة جيل مغربي سيصعب تكراره في المستقبل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3a92mka2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"