عادي
استشرفت مستقبل الأوبئة وفرص الأصول الرقمية و«الميتافيرس»

القمة العالمية للحكومات.. دور محوري في تصميم حلول استباقية للتحديات العالمية

20:47 مساء
قراءة 6 دقائق
1
القمة العالمية للحكومات

دبي: الخليج

فتحت القمة العالمية للحكومات منذ انطلاقها في عام 2013 باباً على المستقبل من خلال تحليل أحدث التوجهات المستقبلية والفرص والتحديات التي تواجهها البشرية، وتعزيز قدرة الحكومات على استباق التغيرات المتسارعة والاستعداد لها.

وترجمت مشاركة العديد من الخبراء والمبتكرين والمفكرين من مختلف أنحاء العالم في القمة العالمية للحكومات، رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، واستراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة وتطلعاتها لخدمة البشرية وتوجهاتها لإلهام المبدعين حول العالم.

واستشرفت فعاليات القمة عبر دوراتها الماضية الفرص الواعدة للعديد من القطاعات المستقبلية والمواضيع التي تهم البشرية، من بينها: الذكاء الاصطناعي، وتصميم وتطوير مدن المستقبل، والأمن الغذائي، والتغير المناخي، والأصول الرقمية، وعالم الميتافيرس، والأمن السيبراني إلى جانب الكثير من القطاعات الحيوية.

مستقبل الأوبئة

واستشرفت الدورة السابعة من القمة العالمية للحكومات في عام 2018 مستقبل الأوبئة، حيث توقعت منظمة الصحة العالمية من منصة القمة، إمكانية تفشي وباء عالمي يقتل الملايين، ويتسبب بخسائر اقتصادية فادحة، وبالفعل هذا ما حدث عند تسجيل أول إصابة بجائحة «كوفيد - 19» عام 2019، ومثّل الاستشراف وتعزيز الجاهزية للتحديات العنصر الأهم في معادلة الحكومات التي نجحت في اختبار الجائحة.

وخلال جلسة بعنوان «كيف يصنع العالم مستقبلاً بلا أوبئة»، أكد الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن الاستثمارات الاستراتيجية في النظم الصحية على الصعيد العالمي، إلى جانب تحسين قدرات التأهب والمراقبة والاستجابة، يمكن أن تساعدنا جميعاً في مهمتنا لبناء عالم خالٍ من الأوبئة.

وبهدف تحديد أهم التوجهات والفرص الجديدة لدعم الحكومات وتعزيز جاهزيتها للمستقبل وعالم ما بعد جائحة «كوفيد–19»، وقعت مؤسسة القمة العالمية للحكومات 8 شراكات معرفية، مع نخبة من أبرز الشركات الاستشارية والمؤسسات البحثية العالمية المتخصصة، لإطلاق سلسلة تقارير ودراسات علمية مبنية على رؤى استباقية، كما نظمت القمة السلسلة الرقمية «الحكومات وكوفيد 19» التي ناقشت تأثير الفيروس على حكومات العالم واستشراف مستقبل العمل الحكومي ما بعد الوباء.

كما وفر منتدى الصحة العالمي في القمة العالمية للحكومات، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، منصة تفاعلية حوارية تسلط الضوء على نماذج للرعاية الصحية واستخدام التكنولوجيا في تحسين جودة الحياة وتوفير الرفاهية.

الأمن الغذائي

وحرصت القمة العالمية للحكومات، وهي التجمع الحكومي الأكبر من نوعه عالمياً لتوحيد الجهود للتصدي للتحديات التنموية التي تواجهها المجتمعات الإنسانية، على وضع قضية الأمن الغذائي العالمي ضمن التحديات ذات الأولوية، التي تطرحها للمناقشة والدراسة أمام خيرة من عقول العالم وصناع القرارات والسياسات الحكومية، وفي هذا الإطار نظمت القمة العديد من الجلسات والمنتديات لاستشراف مستقبل القطاع، ومنها منتدى التغير المناخي والأمن الغذائي، الذي عقد في الدورة الخامسة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، ومثل أول منصة من نوعها تجمع الحكومات والقطاع الخاص وصانعي القرار في وضع إطار عمل للتصدي للتغير المناخي، وضمان وضع الحلول اللازمة لمنظومة الأمن الغذائي العالمي.

وأطلقت القمة العالمية للحكومات في دورتها السابعة واحداً من أهم التقارير العالمية التي لا تكتفي بمناقشة أبعاد قضية الأمن الغذائي، بل تقدم أفكاراً لحلول وتوصيات عملية، تتيح للحكومات والمجتمعات والأفراد العمل معاً، والاستعداد لمستقبل أفضل للبشرية، وحمل التقرير عنوان «الأمن الغذائي في القرن الحادي والعشرين: بناء منظومة غذائية لا تتأثر بالظروف المناخية».

وقدم التقرير خمس تكنولوجيات زراعية قادرة على التكيف مع المناخ، وهي: البيوت البلاستيكية عالية التكنولوجيا لتمكين الإنتاج في البيئات القاسية، والزراعة الرأسية والتي يمكن أن تساعد على إنتاج غذاء يصل إلى 100 ضعف ما تُنتجه المزارع التقليدية لكل قدم مربعة، وتربية الأحياء المائية في الأماكن المغلقة والمرتبطة بما يعرف بالاستزراع المائي في يومنا.

التغير المناخي

ولكون قضايا التغير المناخي من أهم التحديات العالمية، ركزت القمة العالمية للحكومات عليها كموضوع رئيسي في أجندتها، ونظمت نقاشات ولقاءات بين نخبة من أهم الخبراء وصناع القرار العالميين، تناولوا خلالها ضرورة الحد من الانبعاثات العالمية والاعتماد على الطاقة المتجددة.

وقدم منتدى التغير المناخي في الدورة الماضية من القمة حلولاً مبتكرة للحكومات لتعزيز التحول إلى استخدامات الطاقة النظيفة، والتوجه نحو عدد من التغييرات الجذرية في الصناعة والبناء، والنقل، وغيرها من القطاعات الحيوية، واستعرض أهم الخطط والاستراتيجيات التي وضعتها دولة الإمارات خلال الفترة الماضية.

وفي الإطار نفسه، دعا تقرير معرفي أصدرته مؤسسة القمة العالمية للحكومات في عام 2022، بعنوان «السياسات المستدامة للعمل المناخي في الشرق الأوسط»، دول العالم إلى التحرك الفوري لمواجهة تحديات وتبعات تغير المناخ، وما ينتج عنه من كوارث بيئية تهدد مستقبل الإنسان، ولفت إلى أن تجنب الآثار المدمرة لتغيّر المناخ يتطلب الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بواقع 1.5 درجة مئوية.

الأصول الرقمية

وفي إطار حرص القمة على استشراف فرص وتحديات القطاعات المستقبلية الحيوية، ناقشت القمة في عام 2016 مستقبل العملات الرقمية، وساهمت في تحديد الفرص العالمية في مجال الأصول الرقمية، ونظمت الدورة الماضية من القمة المنتدى العالمي للأصول الرقمية، حيث أكد المشاركون أن العملات الرقمية هي وسيلة مثالية للتصدي للجرائم بحكم القدرة على متابعة تداولاتها، مشيرين إلى أن تقنية البلوك تشين توفر فرصاً استثمارية كبرى في مختلف المجالات التي تهم المجتمعات، مطالبين بتعزيز التعاون لتطوير منظومة تشريعية داعمة لهذا المجال الحيوي والتركيز على ضمان استمرار نموه وازدهاره.

كما ركز تقرير لمؤسسة القمة العالمية للحكومات على ضرورة تنظيم العملات المشفرة، وتحقيق التوازن بين دورها في النظام المالي مقارنة مع العملات التقليدية والعملات الرقمية للمصارف المركزية.

عالم «الميتافيرس»

واستشرفت القمة العالمية للحكومات الفرص الواعدة التي يقدمها عالم «الميتافيرس» في مختلف القطاعات، حيث نظمت الدورة الماضية من القمة للمرة الأولى «منتدى الميتافيرس العالمي» والذي ركز على أهم معالم القطاع خلال العقد المقبل، ضمن جلسات حوارية، وورش عمل معرفية.

وأكد الخبراء خلال المنتدى أن مفهوم «الميتافيرس» والجيل السادس للاتصالات والعوالم الافتراضية يحمل مساحات فضائية واسعة لتفعيل الخيال الإنساني في الإبداع والارتقاء بالبشرية إلى أبعاد جديدة في تفاعلها وترابطها لمستقبل أكثر إشراقاً للأجيال القادمة.

وأكد تقرير صادر عن مؤسسة القمة العالمية للحكومات تزايد أهمية عالم «المتيافيرس»، الذي يقدر حجم سوقه ب800 مليار دولار أمريكي عام 2024، وسيصبح أكبر، بحيث يسكن فيه الأفراد ويشاركون في التفاعل الاجتماعي والنشاط الاقتصادي على نطاق واسع، وتتغير حياة الأفراد تماماً كما حصل مع بداية دخول عالم الإنترنت، كما أكد التقرير أنه من المتوقع أن يقضي 25% من الأفراد ساعة واحدة يومياً في عالم الميتافيرس بحلول عام 2026.

طاقة المستقبل

وتعمل القمة العالمية للحكومات على دفع ودعم طاقة المستقبل، وكفاءة استخدام الطاقة، من خلال الجلسات والمنتديات المتخصصة والتقارير المعرفية التي تقدم أفضل الحلول للتسريع في عملية التحول العالمي إلى الطاقة النظيفة، وخلال الدورة الماضية من القمة العالمية للحكومات، تم تنظيم منتدى الطاقة العالمي الذي ركز على الانتقال من مصادر الطاقة التقليدية إلى مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، وتقليل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون للوصول إلى الصفر.

وناقشت جلسات المنتدى مواضيع أمن الطاقة العالمي والاستدامة والتعامل مع المتغيرات الجيوسياسية والابتكار في مجال الطاقة والسبل المثلى للتعامل مع الكربون.

الأمن السيبراني

ورسخت القمة العالمية للحكومات مكانتها كداعم لجهود الحكومات في مواجهة التحديات السيبرانية ووضع الحلول والمبادرات الكفيلة بتصميم مدن متقدمة قادرة على توفير كامل الخدمات وتعزيز الأمن السيبراني لحماية السكان.

وضمن سلسلة تقاريرها المعرفية لدعم الحكومات في استشراف مستقبل المدن وتعزيز أمنها من خلال تطوير وابتكار حلول جديدة، أطلقت مؤسسة القمة العالمية للحكومات تقريراً بعنوان «دمج الحلول الأمنية في تصميم المدن الذكية.. كيف نبني مدينة ذكية آمنة في عالم سيبراني متقلب».

وأوصى التقرير بمجموعة من الحلول التي تدعم جهود تطوير المدن الذكية المستدامة، والتي تقدم كل الخدمات للسكان وتحافظ على أمنهم السيبراني، من خلال إجراء تقييم استباقي ودوري للمخاطر الإلكترونية، ووضع الخطط وإعداد قدرات استجابة للتحديات، ومراجعة وتقييم منظومة الأمن السيبراني بشكل مستمر، ومراقبة البنية التحتية للتقنيات التشغيلية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4n43bafd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"