عادي

«التوحد».. المستحيل تصنعه أم

00:16 صباحا
قراءة دقيقتين

الشارقة: زكية كردي

1 % من أطفال العالم مصابون بالتوحد، هذه هي النسبة التي سوف تظهر لنا عند البحث على محرك البحث جوجل، وتختلف النسبة بين بلد وآخر، إلا أن الإحصائيات تشير إلى ارتفاع وانتشار هذا المرض خلال السنوات الأخيرة. أما الحديث عن الأسباب فيعيدنا إلى سنوات طويلة من التمسك بارتباط هذا المرض بالجينات، السبب الذي أقصى جميع العوامل والفرضيات الأخرى لسنوات طويلة، إلى أن بدأت تظهر بعض الأصوات المعترضة على التشبث بهذه الفرضية والإصرار على دراسة كل الفرضيات الممكنة، خاصة مع انتشار المرض بالتوازي مع التغيرات الكبيرة في أسلوب حياتنا المعاصرة.

لم يكن القول بالأسباب وحده الثابت لسنوات طويلة، إنما الحديث عن إمكانية الشفاء أيضاً، فجميع العاملين في هذا المجال يتحدثون عن طرق وأساليب لمساعدة طفل التوحد والتعامل معه وتقبله، بحيث يبدو الحديث في هذا المضمار أشبه بالجزم بحتمية المسكنات، حيث تغيب الحلول حتى إشعار آخر، مع تواصل البحث عن حل لهذا اللغز حول العالم.

على مواقع التواصل يتشارك الأهل تجاربهم بنسبة محدودة جداً، فهذه التجارب تخفت أمام إقبال المختصين على جذب المتابعين بالحديث عن طرق وأساليب التعامل مع أطفال طيف التوحد، والمشاكل السلوكية الأخرى التي غالباً ما يصعب التفريق بينها وبين التوحد، بعض هذه القنوات يقدم محتوى جيداً يضيع ضمن المحتوى الببغائي المكرر الذي انتشر بكثرة، لهذا ليس من السهل أن تجد تجربة لأم نجحت في إنقاذ ابنها من التوحد بإصرارها على تحدي هذا المرض، فصوتها قد يضيع مع ضجيج المتحدثين، مع أن البحث يبين وجود بعض التجارب الناجحة، لكنها نادرة وردت بمعلومات محدودة.

بكل ثقة خرجت غادة زقوت عبر قناتها التي حملت اسمها لتشارك تجربتها في علاج ابنها وشفائه من التوحد، وتخصص الكثير من الساعات والعمل للبحث في التفاصيل والتجارب التي خاضتها في رحلة الوصول، لأنها رفضت القبول باليأس، والعجز أمام التحديات اليومية الصعبة التي عاشتها لسنوات، لم تجاوز نسب المشاهدة على قناتها بضعة آلاف، لكنها مستمرة بمحاولة إيصال صوتها لأهالي أطفال التوحد، والتحدث عن أدق التفاصيل، ومشاركة أفضل الحلول التي اختبرتها في هذه الرحلة الشاقة. صوت واحد يثبت أن الأمومة أقوى من كل مختبرات العالم وكل فرضياته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/29yene6z

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"