دبي: محمد إبراهيم
رصد عدد من خبراء التعليم العالي 6 عوامل تؤدي إلى ارتفاع كلف الجامعات في الإمارات، لأن الادخار المبكر لأولياء الأمور والمنح التي تقدمها مؤسسات التعليم العالي أبرز المسارات التي تساعد الوالدين على تمويل التعليم العالي لأبنائهم.
وقالوا ل«الخليج» إن الزيادة في الكلف لا تقتصر على مجال أو قطاع محدد؛ بل تشمل جميع المجالات؛ إذ إن الزيادة تكون بمستوى الجامعات، وجودة مخرجاتها، وقوة شهاداتها، وهنا برامج كثيرة متنوعة تحظى بإقبال طلابي منقطع النظير، لاسيما التي تشمل سوق العمل المستقبلي، أبرزها برامج البكالوريوس والدراسات العليا في إدارة الأعمال، التي لا تزال تحظى بشعبية كبيرة، وعلم النفس الذي بات خياراً مطلوباً للدراسة في الوقت الراهن.
في وقت تشير تقارير وتوقعات، إلى أن تصل قيمة سوق البناء في الإمارات إلى 133.53 مليار دولار، بحلول عام 2027، لذلك تحظى جميع البرامج المتعلقة بالإنشاءات بإقبال كبير في الدولة، وتماشياً مع التحول التكنولوجي الجاري، هناك طلب كبير على علوم البيانات والذكاء الاصطناعي. منذ عام 2019، لاسيما أن «LinkedIn» صنّفت علوم البيانات ضمن أكثر الوظائف الواعدة في المرحلة المقبلة، وتحظى برامج التصميم والعمارة بشعبية كبيرة أيضاً، مع ظهور الصناعات الإبداعية، حيث يختار كثير من الطلاب ممارسة المهنة في هذه المجالات.
ارتفاع الكلف
وفي مداخلة لها مع «الخليج» كشفت كلير روبر براونينغ، المديرة الإقليمية للتسويق والتوظيف والقبول والاتصالات، بجامعة «هيريوت وات دبي»، عوامل ارتفاع كلف التعليم العالي؛ إذ أكدت أن هناك ارتفاعاً حقيقياً فيها بشكل عام، ولكن يجب النظر إلى هذا في سياق عوامل عدة، أبرزها زيادة الطلب على التعليم، وارتفاع كلف المعيشة، والتضخم، فضلاً عن استثمار جامعات الإمارات في مرافق بحثية عالمية، وتستقطب أعضاء الهيئات التدريسية المؤهلين تأهيلاً عالياً، وتقدم شهادات معترفاً بها دولياً، تشمل اعتمادات مهنية معترفاً بها عالمياً، وجميعها عوامل أدت في النهاية إلى زيادة رسوم الدراسة في التعليم العالي.
وأضافت أن الجامعة، استثمرت أخيراً، في حرم جامعي جديد تماماً مزود رقمياً في قلب دبي؛ إذ يتضمن مرافق حديثة، مثل معمل الروبوتات، واستوديوهات التصميم وغيرها، وتشكل هذه الاستثمارات قيمة مضافة وبكلف مرتفعة.
وفي وقفتها مع طرائق تمويل الآباء للتعليم العالي لأبنائهم، أفادت بأن المنح الدراسية بأنواعها التي تُمنح بناء على الجدارة الأكاديمية والحاجة المالية ومعايير أخرى، تعد اتجاهاً فاعلاً يساعد الكثير من الأسر على التعليم الجامعي للأبناء، ويوفر جزءاً كبيراً من الرسوم. موضحة أن الجامعة توفر منحاً مجتمعية بمناسبة شهر رمضان بقيمة 8 آلاف درهم للطلاب المتقدمين، وإيداع الرسوم الدراسية بحلول 30 إبريل، لبدء السنة الدراسية في سبتمبر 2023.
طرق التمويل
وأكدت أن هناك عدة طرائق تمويل للآباء بالنسبة للتعليم العالي لأولادهم، فإدراكاً للكلف الحالية للتعليم العالي، يبدأ معظم الآباء في الادخار مقدماً بوقت طويل، حتى يتمكنوا من تحمل كلف التعليم العالي الجيد لأبنائهم، كما يتجه بعض الآباء إلى الحصول على قروض دراسية للمساعدة على دفع مصاريف تعليم أبنائهم في الدولة، حيث يُسمح بحد أقصى لقرض التعليم بقيمة 300 ألف درهم.
الجدير بالذكر أن لوائح التأشيرات الحديثة تتيح الآن للمراهقين الذين تراوح أعمارهم بين 15 و 18 عاماً، التقدم للحصول على تصريح عمل بدوام جزئي، ويشجع بعض الآباء أبناءهم على المشاركة في تمويل جزئي لتعليمهم العالي، بالعمل بدوام جزئي.
ترى كلير روبر، أنه على الرغم من ارتفاع كلف التعليم العالي، فإن هناك زيادة في عدد الملتحقين من الطلاب المحليين، ويختار المزيد من الطلاب وأسرهم الآن البقاء في الإمارات، لأسباب عدة منها الأمن والأمان، وتعدد الثقافات، والقدرة على الالتحاق بالجامعات العالمية ذات السمعة العالمية، وفرص العمل المربحة المحتملة، كما أن الطلاب المتميزين يستفيدون بالتأكيد من برنامج التأشيرة الذهبية: فهم لا يختارون العودة للدراسة فحسب؛ بل يرعون برعاية والديهم، بموجب لوائح التأشيرة الجديدة.
