الدروس الخصوصية

إحدى القضايا الهامة التي تؤرق أولياء الأمور في هذه الفترة والتي تتكرر سنوياً، الدروس الخصوصية التي تنشط بشكل لافت مع اقتراب امتحانات نهاية العام الدراسي، وأصبحت هذه الدروس تتطلب ميزانية لا يستهان بها في ظل جشع بعض المدرسين المتخصصين في استدراج الطلبة للدروس الخصوصية بهدف تحقيق أكبر عائد مادي في الدرجة الأولى، حيث تتضاعف أسعار الدروس الخصوصية في هذا الوقت من العام، ويحتاج الطالب إلى حجز مسبق حتى يتمكن من الانضمام إلى بعض هذه الدروس مع أساتذة محددين.
بعض المدرسين البارعين في استغلال هذا الوقت من العام يحولون منازلهم إلى قاعات دراسية يستقبلون فيها الطلبة اللاهثين وراء الدروس الخصوصية، وتمتد مواعيد هذه الدروس حتى وقت متأخر من الليل، نظراً لكثرة أعداد الراغبين في الحصول على هذه الدروس مع مدرسين محددين وفي مواد دراسية في الغالب تكون علمية مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء وغيرها.
المدارس الخاصة التي تتقاضى رسوماً دراسية مرتفعة من الطلبة يفترض فيها أن لا يحتاج طلبتها لدروس خصوصية في حال كانت حريصة على طلبتها وتتابعهم بشكل جيد، وعليها أن تلزم مدرسيها بإعادة شرح المواد الدراسية مجاناً للطلبة ذوي المستويات الدراسية المتوسطة والضعيفة وحتى الطلبة الراغبين في تحصيل مزيد من العلامات، إلا أن نسبة تكاد تكون الغالبية من طلبة هذه المدارس هم من يقبلون على الدروس الخصوصية، وغالبية المدرسين يكونون من هذه المدارس الخاصة، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في هذه القضية الهامة التي أصبحت تستغل بشكل لافت من قبل المدرسين لأهداف مادية، وأولياء الأمور هم من يدفعون ثمن ذلك.
تقنين موضوع الدروس الخصوصية يتطلب متابعة مستمرة من قبل القطاعات التعليمية ومن إدارات المدارس للحد من التلاعب في موضوع الدروس الخصوصية لجهة استغلال الطلبة والمغالاة في أسعار هذه الدروس مع اقتراب موعد الامتحانات النهائية، ما يتطلب الاهتمام بموضوع حصص التقوية في المدارس على أن تكون برسوم مناسبة تعود بالفائدة على المدرس دون إرهاق أولياء أمور الطلبة، وهذا يساعد كثيراً في أن تكون حصص التقوية بديلاً ناجعاً في حال إدارتها بشكل أفضل للحد من الدروس الخصوصية في منازل بعض المدرسين.
السؤال الذي يطرح نفسه، هل اتخذت القطاعات التعليمية المسؤولة عن المدارس بمختلف أنواعها عقوبات رادعة مع المدرسين الذين يمتهنون الدروس الخصوصية دون موافقات أو تصاريح تسمح لهم بذلك، وما أكثر هؤلاء المدرسين وما أسهل الوصول إليهم؟
 [email protected]