إعداد: أحمد البشير
يتوقع المستثمرون بنسبة 77% رفع أسعار الفائدة الأمريكية في يوليو/ تموز، وخفضها اعتباراً من مارس/ آذار 2024 فصاعداً، وفقاً لخدمة «فيد ووتش»، التابعة لمجموعة (سي.إم.إي)، وتتوقع معظم البنوك الأمريكية الكبرى رفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
وسينشر مجلس الاحتياطي الفيدرالي محضر اجتماعه يومي 13 و14 يونيو/ حزيران، في الخامس من يوليو/ تموز، بينما سيعقد اجتماعات لجنة السوق المفتوحة الاتحادية بشأن أسعار الفائدة يومي 25 و26 من الشهر نفسه.
في هذا الوقت قالت جيتا جوبيناث، نائبة رئيس صندوق النقد الدولي، إن البنوك المركزية الكبرى ستضطر إلى إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول بكثير مما يتوقعه بعض المستثمرين.
وأوضحت جوبيناث في لقاء مع «سي إن بي سي» على هامش المؤتمر السنوي للبنك المركزي الأوروبي في «سينترا» بالبرتغال: «علينا أيضاً أن ندرك أن البنوك المركزية قد فعلت الكثير. ولكن نعتقد أنه ينبغي عليها الاستمرار في التشديد، والأهم من ذلك أن تظل أسعار الفائدة عند مستوى مرتفع لفترة من الوقت».
وبدأ البنك المركزي الأوروبي برفع أسعار الفائدة في يوليو/ تموز 2022، وزاد سعر الفائدة الرئيسي من سالب 0.5% إلى 3.5% منذ ذلك الحين. وفي غضون ذلك، شرع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في دورة طويلة لرفع أسعار الفائدة في مارس/ آذار 2022 لكنه اختار وقف رفع أسعار الفائدة هذا الشهر. ومع ذلك، اقترح رئيس المجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أنه قد يكون هناك رفعان إضافيان على الأقل، لأسعار الفائدة هذا العام.
وأضافت جوبيناث: «سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى يعود التضخم إلى الهدف المنشود، وهذا يعني أن البنوك المركزية ستظل ملتزمة بمكافحة التضخم حتى لو كان ذلك يعني المخاطرة بنمو أضعف، أو مزيد من الركود في سوق العمل».
انتقادات إيطالية
وفيما أعلنت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، أمس الأول الثلاثاء، أن مصرفها سيواصل رفع أسعار الفائدة في اجتماع السياسة النقدية في يوليو/ تموز، لأن من السابق لأوانه إعلان النصر في مكافحة التضخم في منطقة اليورو، انتقدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، أمس الأربعاء، المركزي الأوروبي، بسبب الرفع المتكرر لأسعار الفائدة، قائلة إنه يتبع نهجاً «مفرطاً في التبسيط» يمكن أن يضر أكثر مما ينفع.
ورفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى لها في 22 عاماً هذا الشهر، وقال إن رفع الفائدة للمرة التاسعة على التوالي مؤكد في يوليو/ تموز، إذ توقع أن يظل التضخم أعلى من المستوى المستهدف البالغ 2% حتى نهاية عام 2025.
وقالت ميلوني للبرلمان: «من الصواب محاربة التضخم بشكل حاسم، لكن بالنسبة للعديد من الناس، فإن الوصفة المبسطة لرفع أسعار الفائدة التي يتبعها البنك المركزي الأوروبي، لا تبدو هي المسار الصحيح».
وبحسب لاغارد، فإنه من السابق لأوانه «إعلان النصر» في مكافحة التضخم في منطقة اليورو، وقالت بمناسبة منتدى للبنك المركزي الأوروبي في سينترا في البرتغال «لم ينتهِ عملنا. ما لم يحصل تغيير كبير في توقعاتنا، سنواصل رفع أسعار الفائدة في يوليو».
وأضافت «في المستقبل القريب، من غير المرجّح أن يتمكن البنك المركزي من الجزم بشأن بلوغ أسعار الفائدة ذروتها».
وبلغ معدل التضخم السنوي في الاتحاد الأوروبي 6.1% في مايو/ أيار، انخفاضاً من 7% في الشهر السابق. وبلغ معدل التضخم الأساسي، الذي لا يشمل أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة 5.3% على أساس سنوي. وكلاهما ظل أعلى بكثير من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2%.
تسعير التخفيضات
إلى ذلك، حذر فيليب لين، كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي، الأسواق من تسعير التخفيضات في أسعار الفائدة خلال العامين المقبلين.
وفي حديثه للصحفيين في اجتماع «بنك سينترا» المركزي في البرتغال، قال محافظ البنك المركزي الأيرلندي السابق إن اقتصاد منطقة اليورو في «مرحلة تعديل»، حيث تتغذى المعدلات المرتفعة وتحاول الأجور اللحاق بزيادات الأسعار.
وقال لين: «حيث أعتقد أن السوق يجب أن يطرح على نفسه أسئلة هو حول توقيت أو سرعة عكس السياسة التقييدية. لن نعود إلى 2% لبضع سنوات. سنحقق تقدماً جيداً حتى هذا العام، لا سيما في الجزء الأخير من العام، لكنه لن ينخفض إلى 2% في غضون بضعة أشهر».
ويرى لين أن صانعي السياسة سيحتاجون إلى الاستمرار في المسار والحفاظ على الشروط النقدية مقيدة لبعض الوقت.
وقال: «ستكون لدينا فترة مستدامة حيث يجب أن تظل المعدلات مقيدة للتأكد من عدم تعرضنا لأي صدمة جديدة تبعدنا عن 2٪، وأن استمرارية التقييد أمر مهم للغاية. عندما ألقي نظرة على الأفق خلال العامين المقبلين، لا أرى تخفيضات سريعة في أسعار الفائدة، لذلك لا أعتقد أنه من المناسب إجراء تخفيضات سريعة في الأسعار في التوقعات».
