عادي
صيفنا ثقافة

صالحة عبيد تلتقط أفكارها من الوجوه

23:39 مساء
قراءة 3 دقائق
صالحة عبيد

الشارقة: أشرف إبراهيم
يطوع الكثير من الكتاب والشعراء أوقاتهم، لإشعال جذوة الكلمات على ضفاف أخرى، وبحسب الحالة المزاجية وما تأنس إليه نفوسهم من رغبة في البوح، وتذهب أحياناً أفكارهم في فترة الصيف نحو استعادة وهج الكلام، سواء بالتأمل الدقيق لكل ما يبعث على الجمال، ومن ثم الاستكانة إلى دروب الحياة، فللصيف بهجات أخرى في نفوسهم؛ إذ إنه بإمكان الأصابع أن تدور من جديد في الفراغ لتلتقط كتاباً يكون بمثابة مسرة وفرح للاطلاع، أو تأمل وجوه وأمكنة جديدة، أو محاولة استكمال مشروعات في الكتابة.
تتصفح القاصة والروائية صالحة عبيد كتاب الحياة، وتجوس الأمكنة، وتغوص في أعماق النفس الإنسانية، وهي تتفرس الوجوه لتلقط أفكارها من الواقع الذي يمتلئ بالأعاجيب، ويحل فيه كل شيء، لكنها في سردها القصصي تلمس برهافة شديدة ما يحتاجه القارئ، إذ تضفر جملتها المكثفة من دون اتباع قواعد أو قوالب ثابتة، مما يضعها في إطار مغاير، فتذهب بعيداً عن الآخرين في انتقاء أفكار قصصها الجديدة فهي تنتمي إلى السردي الأصيل الذي بدأت مسيرتها من خلاله، وأسست لشكل إبداعي يخصها، فضلاً عن خوضها مجال الكتابة الروائية التي تصفو إليه عندما تكتمل عناصره، وتتكون الرؤية الأخيرة له، وهو ما يجعلها تخطط في هذه الأيام لعمل روائي من نسيج آخر في الفكرة والمضمون، وفور الانتهاء من مشروعاتها السردية الحالية في القصة القصيرة والرواية فإنها تسعى إلى تنشر ما كتبت لتضعه بين أيدي القراء.

لا يغادر خيال صالحة عبيد المدن الجديدة بأبنيتها وعوالمها الإنسانية؛ فتبحث في دهاليزها عن الأسرار الخفية التي تشكل حضارتها، ومعمارها، وثقافتها، وما يدور فيها من حركة، وما يختلج الوجوه من أفراح أو وجوم، أو انشغالات أخرى، حيث ترى الجميع في سباق نحو تحقيق الآمال والأحلام، وهو ما يجعل قصصها القصيرة ساحات للتأمل، إذ تكتب في هذه الأيام ما يحاصرها فكرياً، ويجعلها منسجمة مع ذائقتها في اختيار المفردات والتشكيل باللغة، والحفر بعمق في جسد الفكرة، بحثاً عن كتابة جديدة تحلق خارج الأطر الجاهزة والمسلمات المتعارف عليها في الكتابة السردية، فهي أكثر ميلاً للتجريب، ومن ضمن القصص التي انتهت من كتابتها في الفترة الحالية «قلب كسول، المنزل»؛ إذ تأمل بأن تنتهي من لوحات قصصها القصيرة في الوقت المناسب حتي تفكر في وضعها في كتاب.

وعن عملها الروائي الجديد الذي تخطط له حالياً، فهي أسيرة الفكرة، وتتدفق بالثقة وهي تخطو نحو عمل سردي آخر، لذا تقف على حافة ضوء مشع وهي ترسم مسار الشخوص، وتحدد إطارها الزمني، وهي متسلحة بأدواتها الفنية في التجريب، حيث تؤمن بأن الكتابة الجديدة التي تحلق بعيداً عن السرب وهي التي تجعل الكاتب لديه مقروئية، لكونها على قناعة بأن الزمن متغير، وان المبدع عليه أن يتعب على عمله الأدبي حتى لا يغرق في دوامة التكرار، فهي تسير على رمال ناعمة لكنها تدرك أن الكتابة السردية الطويلة مزيج من الواقع الذي يحتمل الحلم، وتتقلب فيه العواصف، ويعتصر قلب الإنسان فيه الألم، وأن ضرورات التكيف مع هذا العالم المتجدد يلزم الكاتب بأن يكون صادقاً مع نفسه ومع ما يكتب.

وبطبيعة تكوينها الثقافي فهي تقرأ بنهم، وتطالع حالياً المزيد من القصص والروايات، لكنها تخصص يوم الجمعة من كل أسبوع لقراءة الشعر فقط، لأنها تراه هو مداد للفكر بلغته المكثفة العالية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mvbxzcn7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"