عادي
صراعات سياسية وعسكرية طاحنة

القرن ال 20.. مئة عام من الحروب

00:06 صباحا
قراءة 3 دقائق
روبرت باستور

القاهرة: «الخليج»

شهد القرن العشرون حروباً مريرة، راح ضحيتها ملايين البشر الأبرياء، منها الحرب الروسية اليابانية (1904– 1905) وانتهت بفوز اليابان، والحرب التركية الإيطالية (1911– 1912)، والحرب العالمية الأولى (1914– 1918) وكانت أسبابها رد فعل القوى العظمى الأخرى على طموحات الإمبراطورية الألمانية، وكان السبب المباشر للحرب اغتيال الأرشيدوق فرنسوا فردينان ولي عهد النمسا، واندلعت حرب البلقان (1912- 1913) وقام بها تحالف صربيا وبلغاريا واليونان والجبل الأسود ضد تركيا، وفي الفترة من (1931– 1945) قامت الحرب الصينية اليابانية، وكانت بسبب محاولة اليابان السيطرة على شرق آسيا، ولم ينسحب اليابانيون إلا بعد انتصار الحلفاء.

قامت الحرب العالمية الثانية (1939– 1945) بين قوات المحور: ألمانيا وإيطاليا واليابان من جهة، والحلفاء فرنسا والاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة وبريطانيا من جهة ثانية، والتي كان من أسبابها إرهاق الاقتصاد الألماني بتعويضات الحرب العالمية الأولى، مما أدى إلى ظهور النازية وديكتاتورية هتلر، ومطالبته بمدى حيوي أوسع وتحالفه مع إيطاليا واليابان في محور، اتصف بسياسة عدوانية توسعية، وفي تلك الحرب أنتجت أمريكا أول قنبلة ذرية، وألقتها على اليابان.

ونشأت الحرب الكورية (1950– 1953) وقصدت كوريا الشمالية توحيد شطري البلاد تحت سيطرتها، وقامت الصين بدعمها، فهبت منظمة الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى مساعدة كوريا الجنوبية وأسفرت عن تثبيت التقسيم بضمانة الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، وفي الفترة من عام 1945 إلى 1990 شهد العالم أحداث الحرب الباردة التي كانت بين أمريكا والاتحاد السوفييتي وحلفاء كل منهما، وقد احتدمت النزاعات بينهما في الفترة من 1948 إلى 1962 ثم تراجعت حدتها في الفترة من 1963 إلى 1978 وتصاعدت حدتها مجدداً، وتزامن انتهاء الحرب الباردة مع انهيار الشيوعية، وقامت حرب فيتنام، ونشأ نزاع بين دولتي فيتنام الشمالية والجنوبية، ودخلت أمريكا لدعم الجنوبية وأسفرت الحرب عن تغلب فيتنام الشمالية، وتوحيد شطري البلاد، وفي عام 1990 اندلعت حرب الخليج.

أهداف جديدة

تغيرت أهداف القوى الكبرى من عالم إمبراطوريات وصراع وهيمنة إلى عالم تنافس من أجل الأسواق، تفككت الإمبراطوريتان البريطانية والفرنسية، وهُزمت ألمانيا واليابان في الحرب العالمية الثانية، وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي في نهاية الثمانينات أصبحت هناك قوة عظمى وحيدة، تشكل النظام العالمي الجديد، وهو ما يسمى بالعصر الليبرالي.

لكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: هل ستظل الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة في العالم أم ستظهر قوى أخرى؟ نتعرف إلى إجابة هذا السؤال من خلال دراسة السياسة الخارجية للقوى السبع الكبرى موضوع هذا الكتاب وعنوانه «رحلة قرن.. كيف شكلت القوى العظمى بنية النظام الدولي الجديد» إعداد روبرت باستور، ترجمة هاشم أحمد محمد، وقد قام بإعداد الكتاب سبعة باحثين في الشؤون السياسية الدولية، وتناول كل باحث دولة من الدول السبع وهي: روسيا، بريطانيا، ألمانيا، فرنسا، الولايات المتحدة، اليابان، الصين، واستعرض المسارات التي اتخذتها تلك القوى خلال القرن العشرين، من أجل تحقيق مصالحها القومية، والتغير الذي حدث في تحقيق أهدافها مع نهاية القرن والنظام الدولي واحتمالات المستقبل.

يشير الكتاب إلى أن نهاية الحرب الباردة لم تحقق السلام على الأرض، ولهذا السبب لم تجلب الخير للبشرية، لكنها أحدثت استرخاء للتوترات الاستراتيجية، وأتاحت فرصة للتركيز على المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، وأحدثت حالة من الفوضى والارتباك في العالم، وبالنسبة لهؤلاء الذين كانوا يفسرون بشكل ملائم جميع الأحداث التي تقع في العالم على أساس الانتصارات أو الهزائم للولايات المتحدة أو للاتحاد السوفييتي، فقد أصبح العالم المعاصر كتلة متشابكة من المتناقضات، واليوم في الوقت الذي يحرق فيه الأصوليون المعادون لأمريكا العلم الأمريكي يأكلون الهامبورغر الأمريكي ولا يصابون بسوء هضم.

نظريات

يرى الكتاب أن العولمة قد شكلت العالم في إطار جديد جعلته أكثر تجانساً، وفي الوقت ذاته يبدو أن العالم يتمزق، ويعيش حالة من التعاسة والقلق، وتفسر النظريات الكبرى كلاً من التأثير الموحد للتكنولوجيا والديمقراطية والقوة المجزئة للدين والعرقية، ويبدو أن كل مجموعة من النظريات تخالف النظريات الأخرى، لكنها اجتمعت على فكرة واحدة وهي أن الدول الكبرى، وبالأحرى الدول القومية، هي رفات لحقبة عتيقة انتهت.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/245kkhxy

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"