عادي

آثار الإسكندرية الغارقة.. هل تفتح الباب لاكتشاف مقبرة الإسكندر الأكبر؟

19:08 مساء
قراءة 3 دقائق

القاهرة: «الخليج»

يفتح إعلان مصر عن اكتشاف معبد أفردويت، ربة الحب والجمال في الديانات اليونانية القديمة، شهية كثير من الباحثين والبعثات الأثرية العاملة في مصر، لمواصلة الجهد من أجل العثور على مقبرة الإسكندر الأكبر، التي لا تزال تمثل حلماً لكثير من الباحثين وعلماء الآثار حول العالم.

وأعلنت وزارة السياحة والآثار في مصر، الثلاثاء، عن اكتشاف بعثة مصرية فرنسية مشتركة، على عدد من اللقى الأثرية، خلال أعمال التنقيب تحت الماء بمدينة تونيس هيراكليون الغارقة في منطقة خليج أبي قير بالإسكندرية، قبل أن يخرج الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار لاحقاً، ليؤكد أن تلك اللقى هي جزء من معبد الإلهة أفروديت، ربة الحب والجمال، مشيراً إلى أن البعثة العاملة في المنطقة، عثرت على مجموعة من اللقى الأثرية المصنوعة من البرونز والخزف وجميعها خامات تم استيرادها في ذلك الزمان السحيق من اليونان، بالإضافة إلى بقايا أبنية مدعومة بعوارض خشبية، يعود تاريخها للقرن الخامس قبل الميلاد.

ويعد معبد أفردويت أحد أبرز الآثار الغارقة، التي تم الكشف عنها في مدينة تونيس هيراكليون، وهي واحدة من أبرز المدن المصرية القديمة، التي غرقت تحت مياه البحر، بعد تعرضها لزلزال كبير، خسف بها الأرض على بعد نحو سبعة كيلو مترات من ساحل منطقة أبو قير الحالية، وقد كانت تلك المدينة في هذا الزمان السحيق، تعد أكبر ميناء لمصر على ساحل البحر المتوسط، وقد بنيت قبل أن يؤسس الإسكندر الأكبر مدينة الإسكندرية في عام 331 قبل الميلاد، لكن زلزالاً ضخماً ضرب المدينة ما تسبب في غرقها بالكامل تحت سطح البحر، قبل أن تتمكن بعض البعثات الأثرية العاملة في المنطقة، من اكتشاف أجزاء منها قبل نحو ربع قرن.

وتكتسب مدينة هيراكليون أهميتها لدى قطاعات واسعة من الباحثين وعلماء الآثار، من كونها واحدة من المدن القديمة في التاريخ، وقد حملت هذا الاسم نسبة إلى هرقل العظيم، التي تذهب العديد من الدراسات إلى أنه زار المدينة في الزمان السحيق، وكرس لنفسه فيها معبداً كبيراً، أولاه كثير من الحكام الفراعنة أهمية كبرى، ومن بينهم نخت أنبو الأول، الذي أدخل إليه العديد من الإضافات، في القرن الرابع قبل الميلاد، قبل أن تتعرض المدينة إلى هذا الزلازل المدمر، الذي تسبب في غرقها كاملة، والذي يرجح أن يكون قد ضرب مصر في القرن السادس أو السابع الميلادي.

تقع مدينة هيراكليون الغارقة، في المنطقة الكانوبية، التي تمثل المكان الذي كانت مياه النيل تندفع فيه نحو البحر، عبر فرع قديم للنيل كان يطلق عليه الفرع الكانوبي، وهو واحد من سبعة أفرع كبرى للنيل، كانت تشكل عصب الحياة في الدلتا المصرية في الزمان الغابر، وقد ورد ذكر الفرع الكانوبي، فيما دوَّنه هيرودوت، وعدد آخر من المؤلفين اليونان القدماء، الذين تحدثوا أيضاً عن تلك المدينة العظيمة، قبل أن يتم الكشف عن جزء من أسرارها خلال ثلاثينات القرن الماضي، عن طريق الأمير عمر طوسون، الذي أمر القوات البحرية المصرية في ذلك الوقت، بالبحث عن تلك المدينة الغارقة، وكان من ثمار هذا البحث، العثور على عدد من الأعمدة الرخامية، المصنوعة من حجر الجرانيت الوردي، وتمثال يمثل رأس الإسكندر الأكبر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2wx3ecps

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"