عادي

«آخ يا باخ»

22:59 مساء
قراءة دقيقتين
1

إيمان الهاشمي

تنبت الغابات أينما نعيش مع من لا نحب، ليتحول حرف الطاء في «العاطفة» إلى حرف الصاد في «العاصفة» داخل صدورنا، فالعار هو أن نمتلك قلباً عارٍ من الحب، لأن قمة الخسارة هي أن نحافظ على قلوبنا في مكانها، وبالتالي نخسر عملية تبادل الأرواح في العناق، ونفقد لذة انقسام الروح إلى جزء صغير مستقل بجسده باسم الأمومة، كما تضيع أبسط حروف الأبجدية ابتداء من الألف والباء في كلمة «أب»، لنتأكد أن «الوهم» هو أن نعيش وسط ذكريات ماتت، مع ضمان حذف حرف الواو لإضافة «الهم»، وهنا ندرك أن العزلة الحقيقية تأتي عندما يحيط بك الجميع إلا أنت! وأن أقسى أنواع الفراغ هو أن تمتلئ بالدنيا وتفرغ بالآخرة، وبأن فقدان الذاكرة الفعلي يعني بأن تتذكر كل شيء ثم تنسى ربك، لكن يبقى المستحيل أقل درجات الأمل، ومن هنا تأتي قصة أحد عباقرة الموسيقى يوهان سباستيان باخ، في حكاية ألمانية أصيلة تصرخ «آخ يا باخ».

عاش طفولة يتيمة، وزواجاً أرملاً، وأبوّة ثكلى، في العصر الباروكي مع نشأة الألحان الأولى، ولهذا من الطبيعي أن تكون ألحانه الأجمل والأحلى، وإن لم تُكتشف وقتها دولة «البيانو» العظمى، كما لم يعرف الأغلبية أنه قد مات أعمى، إضافة إلى أنه لم يلحن للأوبرا قط، فهو لم يكن ملحناً فقط، حيث وُلد في «يوم الأم» 21 مارس، توافقاً مع حنانه الأبوي الحارس، ولذلك أنجب 20 طفلاً، أضاء بهم 20 أملاً، لكنه اضطر إلى دفن معظمهم، فاعتنى بأكبرهم حتى أصبح أعظمهم.

آنذاك؛ لم يتفهّم الكثيرون معنى موسيقاه، فكان يدفع أكثر بكثير مما يلقاه، وحين حاول الاستقالة من وجع الوظيفة، والخلاص من سيطرة الكنيسة المخيفة، زُجّ به في السجن كأسلوب للعقاب، عوضاً عن التفاهم أو العتاب، فبدا الأمر كتصفية للحساب، لتبقى الحقيقة أنه لم يكن معلماً صبوراً، وإن كان مجتهداً ثبوراً، فقد رفع سيفه في وجه طلابه، ليتسبب ذلك بانهياره وانقلابه، وانتهاء مسيرته التعليمية، ومع ذلك استمرت حياته الموسيقية، بأعمال فنية خيالية خالدة، كان لها الوالد والوالدة، إلى أن وَهن بصره وفَقَدَه تماماً على يدِ طبيب فاشل في عملية فاشلة، فتوقف قلبه بعد أشهر بسبب خسارته الهائلة.

الاسم: يوهان سباستيان باخ

الجنسية:ألماني

النشاط:موسيقي

1
يوهان باخ
1

 

Video Url
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/wmf27rfc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"