نبارك للفائزين بانتخابات المجلس الوطني الاتحادي، ونشكر كل المساهمين والمتفاعلين مع العملية الانتخابية التي شهدها المجتمع خلال الأربعة أيام من التصويت الانتخابي، سواء بالحضور أو التصويت الإلكتروني، ونشكر على وجه الخصوص «شيابنا» كبار السن من المواطنين من الجنسين، الذين حرصوا على المشاركة وحضروا لمقار التصويت حتى قبل فتح البوابات.
والمشاركة في العملية الانتخابية تعد أهم مظاهر اللحمة الوطنية بين الشعب والحكومة، ودول ومنظمات تنظر بعين الاعتبار لتلك النسبة وتقيس مستوى تجاوب الشعب مع الحكومة في هذا الشأن خصوصاً، لذلك وضع خيار لا أرشح أحداً.
واختيار المرشحين يقيس وعي الناخبين، وما هي المعايير التي ما زالت حاضرة وتؤثر في أفراد المجتمع، وهل ما زالت القبيلة مؤثرة، أم يغلب ما قدمه المرشح خلال السنوات الماضية، أم كلاهما معاً، أم تكفي سيرته الذاتية وبرنامجه الانتخابي، كل هذا يقاس بما نتجت عنه الانتخابات على مستوى الدولة، وبالأخير الدولة والمجتمع فاز بالمشاركة السياسية ككل.
وعلى الفائزين بالعضوية، سواء بالانتخاب أو التعيين، ندعوهم من الآن إلى زيادة تواصلهم مع الشعب، عبر قنوات مختلفة، وأيضاً توثيق أعمالهم وأدوارهم البرلمانية، لضمان توصيل الصورة العامة للجانبين، الجانب الأول لتوضيح الدور البرلماني للشعب، والثاني لتفعيل وتوثيق التواصل الفعال بين المجلس والشعب.
وكذلك على أعضاء المجلس الوطني، تفعيل أدوارهم المجتمعية، واغتنام مكانتهم الاجتماعية لحل المعضلات الحياتية التي تواجه أفراد المجتمع، والسعي لحلها بالتواصل مع أصحاب القرار، وأهم من ذلك التواصل الإيجابي الفعال، فلا يقف ضد أحد بحجة وصول المشتكي لسعادته، بل يقف على الموضوع برمته من جميع الأطراف، ونعلم أن ذلك يأخذ من وقت وجهد العضو، ولا بأس بتشكيل فريق مجتمعي تطوعي من مختلف التخصصات يساعده في تلك المهمة، وهذا يخرج من نطاق وصلاحيات المجلس، ولكن كدور مجتمعي فعال للعضو، وفي حالة القيام بتلك الأدوار التي أجدها، من وجهة نظري، ستفعّل المجلس الوطني الاتحادي «اجتماعياً»، وتوصل صوت الشعب بشكل فعال.
كما نرجو أن يستمر التواصل وعرض ما يقدمه أعضاء المجلس تحت قبة البرلمان للمجتمع، لزيادة الترابط والوعي بما يطرح، وتوثيق جهود المجلس الوطني الاتحادي في تمثيل الشعب خير تمثيل، ولم يقصر الأعضاء السابقون في ذلك، وإنما كان ينقصهم إيصال الصورة العامة، ومداخلات الأعضاء، خاصة في ما يخص الشؤون الحياتية الواقعية ودعوتهم لتسهيلها، حتى يلقى الشارع العام إجابة عن السؤال المطروح دائماً «ماذا عمل المجلس؟!».
