لا تضع نفسك في مقارنة مع غيرك

00:18 صباحا
قراءة دقيقتين

دائماً ما يتجول بيننا لص خطر يسلب سعادة الأشخاص ويبعث في النفوس الشعور بالدونية. ذاك اللص يدعى ب «المقارنة»، فحين يقارن الشخص نفسه بغيره، يقع ضحية هذا المجرم الذي يحيل حياته إلى جحيم بعد أن يسلبه ثقته بنفسه وسعادته.

إن المجتمعات البشرية وللأسف الشديد تتفنّن في خلق شتى صنوف المقارنات بين كافة أفرادها، وغالباً ما تكون تلك المقارنات سلبية لا ينتج عنها سوى شحن النفوس بالعداوة والبغضاء والحقد وغير ذلك من المشاعر الدونية التي لا يُعلم لأي مدى يمكن أن تصل خطورتها

وإن الشخص الذي يُقحِم نفسه في متاهة المقارنة لا يظفر من ذلك إلا بخسارة فادحة تتمثل في فقدانه للوقت والجهد وطمأنينة النفس والرضا عن الذات. والطامة الكبرى أننا غالباً ما نقارن أنفسنا بمن يفوقوننا غنى أو نجاحاً أو غير ذلك، وتلك مقارنة غير عادلة؛ إذ لا شك أن من يقارن نفسه بمن هو أفضل منه على أي صعيد سيشعر بأنه فاشل وضعيف.. إلخ.

ووسط بهرجة عوالم التواصل الاجتماعي التي سهَّلتْ تتبُّع أخبار الأشخاص في إطار ما ترسمه من صور خادعة توحي بالكمال، ينبغي على الشخص أن يذكِّر نفسه خلال كل ذلك، بأن الكمال صفة لا تتواجد في أي إنسان على وجه هذه الأرض، وأن كل شخص مهما بدت حياته أشبه بعالم لازورديّ خيالي، فإنها لا تكون كذلك بالفعل وهناك دوماً ما يشوبها.

لذا على كل واحد فينا أن يضع في حسبانه أن نجاح الآخرين لا يعني بالضرورة أنه فاشل؛ فلكل إنسان مواهب وقدرات ومجالات يمكنه أن يبدع فيها. وليس علينا أن نكون نسخة عن الآخرين، فإذا كان أحدٌ ناجحاً في مجال التمثيل، هذا لا يعني أنني فاشل إن لم أصبح ممثلاً ناجحاً مثله، فقد أنجح في مجال آخر خُلقت لأنجح فيه كالكتابة أو التعليق الصوتي أو غيره.

ويمكن أن يقارن الشخص نفسه بغيره لكن بشرط واحد، وهو أن تكون تلك المقارنة مقارنة إيجابية مثمرة تزيده حماسة وتحفيزاً، وتجدّد همته ونشاطه ورغبته في مواصلة مشوار النجاح.

ومن الأهمية بمكان أن يكون كل إنسان صاحب هدف، وأن يبتعد عن مقارنة نفسه بطريقة سلبية تسلبه إرادته ورغبته في العمل، وينشغل بدلاً من ذلك بتطوير ذاته والسعي نحو أهدافه واكتساب ما يعينه على الوصول إلى ما ينشده، مدركاً أن النجاح ليس حكراً على أحد.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mspuh8k8

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"