عادي

خورفكان.. مشاريع نوعية ترسم مستقبلها الزاهي

00:06 صباحا
قراءة 8 دقائق

خورفكان: محمد الوسيلة

قادت الرؤية الاستراتيجية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، إلى إعادة التاريخ العتيق لمدينة خورفكان، ورسم مستقبلها الزاهي بالتفكير العلمي الرصين والمعرفة العميقة بجغرافيا وتاريخ المكان، وحسمت مشاريع سلطان الخير التنموية هوية المدينة السياحية والثقافية التي تحتل موقعاً استراتيجياً على خليج عمان.

شهدت مدينة خورفكان، مشاريع حاكت حياة المواطنين القديمة، فشكلت في مجملها لوحة جمالية تبين للأجيال الجديدة واقع حال الأسلاف في قديم الزمان، فيما أثمرت ابتكارات صاحب السمو حاكم الشارقة، عن إنشاء منصات سياحية فاقت حد الدهشة، حيث حرص سموه على ترسية مشاريع خدمات نقلت سكان المدينة إلى مرحلة العيش الرغيد، منها مشاريع طرق ومساكن إلى جانب الخدمات التعليمية عبر صرحها الأكاديمي اللافت «جامعة خورفكان» والعديد من مؤسسات التعليم العام وعلى رأسها مدرسة «فكتوريا».

أفضت الاستثمارات في موارد ومرافق خورفكان إلى حزمة مشاريع سياحية باتت محل أنظار الجميع، ومنصات تدفع الزوار من داخل الدولة وخارجها لزياراتها والتمتع بلحظات من الاندهاش جراء فخامة وجمال المنجز السياحي وبراعة تصميمه وتنفيذه المعماري اللافت.

الصورة

الواقع الذي قاد مدينة خورفكان إلى أن تحتل بجدارة عاصمة السياحة العربية العام الماضي، بات رقماً سياحياً يصعب تجاوزه، إذ إن إبداعات سموه قادرة على إنتاج الجديد من المشاريع التي تعزز مكانة المدينة كمركز جذب سياحي، مثل استراحة شيص كمعلم حديث يُشكّل إضافة نوعية للمنصات السياحية في كورنيش خورفكان، وشلال الجبل ومدرج خورفكان وسد الرفيصة واستراحة السحب وحديقة شيص الجبلية وغيرها من مشاريع سياحية متميزة.

استثناء بالدولة والإقليم

يتفرد صاحب السمو حاكم الشارقة ببراعته العملية في رسم اللوحة الجمالية لخورفكان بشكل غير مسبوق، بداية من مداخل المدينة من جميع الاتجاهات حتى تحفز الزوار والسياح، وتشدهم بانتباه لمكامن الروعة والجمال في المرافق على تعددها داخل المدينة التي تكاد ساعات اليوم الواحد لا تكفي لارتيادها بالراحة اللازمة، نتاج كثرة المرافق المحفزة وتعددها وجمالها.

وعند مدخل المدينة من جهة الشمال، تقف جامعة خورفكان كصرح أكاديمي شامخ ينبئ الزائر بعظمة أحد المشاريع المعرفية والثقافية، خاصة أن جمال طرازها المعماري وبراعة تصميمها كشف عن استثنائيتها على مستوى الدولة والإقليم، كونها تضم إحدى الكليات النادرة وغير المتوافرة في جامعات المنطقة، وهيكلية «علوم البحار»، إلى جانب الكليات الجامعية الأخرى في التخصصات المختلفة.

الصورة

وعلى مقربة من الجامعة، كان الاستثناء الأكاديمي الآخر يُزين مدخل المدينة ويقف شاهداً على حرص صاحب السمو حاكم الشارقة على تقديم المعارف والعلوم الأكاديمية لأبنائه في الدولة والإقليم، على مقربة جغرافياً من أماكن إقامتهم، وتلبية رغبات الطلبة في تحقيق تطلعاتهم العلمية، بما يتوافق مع قدراتهم ومستقبلهم العلمي، فكان صرح «فرع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري».

وتُعد الأكاديمية الوعاء الكبير والخيار المتوافر لرغبات الطلبة، وفقاً لتوجهاتهم، بمبانيها ذات الطراز المعماري المتفرد الذي يضم القاعات الدراسية والمعامل والمختبرات والوسائل التعليمية الحديثة ومسجد الأكاديمية الذي يتسع ل350 مصلياً، ويحوي مصلى خاصاً للنساء، وهناك مدرج وملعب الأكاديمية الذي يتسع ل700 شخص، وغيرها من مبانٍ تشكل منارة أكاديمية لافتة.

النصب التذكاري

بفضل رؤى صاحب السمو حاكم الشارقة، استعادت خورفكان تاريخها التليد وإرثها العظيم في المقاومة الباسلة، من خلال «النصب التذكاري» الذي يقف شامخاً عند مدخل المدينة الشمالي من جهة الفجيرة، مذكراً الأهالي بعراقة تاريخ الأجداد وبسالتهم في الذود عن الأرض والعرض وأمجادهم العظيمة في مقاومة المستعمر.

ولم يكتف سموه بإنشاء هذا النصب بعمارته البديعة كأيقونة تاريخية باهرة، للتذكير بماضي المدينة وأصالتها في المقاومة الباسلة، بألوانه الزاهية التي تشد الأبصار وترسم لوحة جمالية في غاية الروعة، بل استلهم سموه التاريخ بالكتابة عن فصول من أمجاد مقاومة أهالي المدينة وبسالتهم الباذخة بتفاصيل دقيقة بينت جسارة أهالي المدينة في مواجهة المستعمر.

وكشف صاحب السمو حاكم الشارقة، بانحيازه الأكاديمي الواضح، وفكره النير ونباهته المشهودة ودراسته العلمية وقدراته ومعارفه المتعددة، عن تلك الحقبة بوضوح تام في مخطوطاته التاريخية التي تُرجمت في «فيلم خورفكان» الذي تم عرضه لأول مرة في عيد خورفكان، يوم 13 إبريل من عام 2019، وذلك بالتزامن مع تدشين سموه مشاريع النصب التذكاري وشارع خورفكان الشارقة وبرجي الرابي والعدواني وسوق الشرق وحديقة شيص، وغيرها من مشاريع أهّلت خورفكان بامتياز لأن تتبوأ مكانتها المرموقة.

الصورة

نوافير مبهرة

مفردات اللوحة الجمالية عند مدخل خورفكان الشمالي، يزينها مشروع النوافير الأربع، ليرسم بجانب المدخل رؤية بصرية بديعة تشرح قلوب الزوار وتحفزهم لمعرفة التفاصيل بدقة، وتمنحهم وعداً قاطعاً بأن القادم أجمل، الأمر الذي يحفزهم لخوض غمار التحدي والمضي قدماً إلى داخل المدينة، لسبر أغوار الجمال، واكتشاف الدهشة الكامنة في المرافق السياحية والثقافية والتاريخية التي تعج بها خورفكان.

ويُعد مشروع ميدان خورفكان وبحيراته الأربع، من المشاريع الجمالية الرائعة التي أضفت على المدينة جمالاً، وواجهة خلابة للقادمين إليها والمقيمين فيها، تم إنجازه بكلفة 120 مليون درهم، باستخدام التقنية الذكية في تشغيل البحيرات والنوافير، وفقاً لأحدث النظم والتقنيات، مستغلة الذكاء الصناعي في الأمر.

ويقع المشروع على مساحة 40 فداناً، و180 متراً مكعباً- قطع جبلي، و156 ألف متر مكعب- كميات الردم، ومساحة البحيرات فقط 21 ألف متر مربع، واستخدم فيه 8500 متر مكعب خرسانة، وهناك العديد من الأرقام التي يجب ذكرها لتوضيح حجم وقيمة المشروع، من بينها وجود خزانات مياه بسعة 3.8 مليون جالون، كما أن عمق الخزانات المركبة تحت الأرض بلغ 4 أمتار، وسعتها من المياه مليون جالون، 8500 متر مكعب خرسانة صديقة للبيئة، 28 مضخة، 1800 متر مربع مساحة كل غرفة مضخة، وعدد 12 مضخة مياه لري المسطحات الخضراء، و20 حصاناً بخارياً سعة كل مضخة.

ويضم المشروع أربع بحيرات، الأولى بجوار الجامعة بمساحة 5520 متراً مربعاً و341 نافورة، وفي كل بحيرة توجد نافورة وسطية لدفع المياه تصل إلى 25 متراً، وأخرى تصل إلى 18 متراً، مع صنابير مياه تتفاوت في الارتفاع بين 3 أمتار و8 أمتار، وتضم 865 ألف جالون في الخزان الرئيسي والبحيرة الثانية أسفل سارية العلم مساحتها 5807 أمتار مربعة، وبها 249 صنبور نافورة، بسعة أكثر من مليون جالون الإجمالي في الخزان الرئيسي.

أما البحيرة الثالثة، فهي أسفل نصب المقاومة بمساحة 3144 متراً مربعاً وبها 321 صنبور نافورة، والبحيرة الرابعة بجانب مجمع المحاكم وتبلغ مساحتها 6722 متراً مربعاً وتضم 375 صنبور نافورة.

الصورة

منجز عملاق

باستقراء حجم ونوعية المشاريع التي زينت خورفكان على مدى السنوات الماضية، نجد أن مشروع شارع خورفكان - الشارقة العملاق الذي دشنه صاحب السمو حاكم الشارقة في إبريل 2019، شكّل في جوهره المنفذ الحيوي والشريان الرئيسي الذي يربط خورفكان بمشروعها التنموي اللافت بمدينة الشارقة ومدن الدولة الأخرى.

ويوفر الشارع، بكلفته التي بلغت نحو 6 مليارات درهم، فرصة سانحة للجميع لزيارة ومشاهدة مشاريع خورفكان الأعجوبة، بعد أن اختصر بفخامته الوقت والجهد بمدى زمني 45 دقيقة للوصول إلى مرافق خورفكان بتعدد مشاريعها الباهرة التي جسدت واقعاً جديداً عبّر عن الحاضر بصدق واستشرف المستقبل بقناعة أكثر إشراقاً في جميع القطاعات الخدمية، والنهضة العمرانية، والهوية التجارية والسياحية، وغيرها من قطاعات.

استراحة شيص

واصل صاحب السمو حاكم الشارقة، منجزات تنموية في مجالات متعددة ومشاريع جديدة في شكلها ومضمونها، على مدار شهور السنة، ما جعل جميع أيام خورفكان أعياداً وأفراحاً متواصلة، ووضع الجميع في حالة شغف لمعرفة ومشاهدة الجديد، مقدماً في كل مرة مشروعاً تطويرياً مفتوحاً على مدار السنة، قوامه الإنسان وسعادته ورفاهيته وراحته.

ومع نهاية أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، افتتح سموه استراحة شيص الواقعة بعد نفق الروغ على طريق خورفكان الشارقة، وتم توزيع سندات ملكية محالها التجارية للمواطنين من أهالي منطقتي شيص والنحوة.

وتضم الاستراحة 58 محلاً تجارياً، شملت محالَّ للخضراوات والفواكه وبيع السجاد وأدوات ولوازم الرحلات والمشاتل والمطاعم والمقاهي ومحال بيع العطور والمواد الغذائية وغيرها، كما تضم خدمات متنوعة يستفيد منها مستخدمو طريق خورفكان بمختلف فئاتهم ومقاصد رحلاتهم.

كما تضم المسرح الخارجي المظلل الذي يتوسط الاستراحة ويتسع ل80 شخصاً مع شاشة عرض بمساحة 24 متراً مربعاً، ويحيط بالمسرح النباتات والورود، إلى جانب منطقة ألعاب الأطفال التي تغطي مساحة 600 متر مربع، وتحتوي على عدد من ألعاب القفز والتسلق والتزحلق، وتتميز بأنها مظللة، ويغطي أرضيتها المطاط الذي يزهو بالألوان الجاذبة، ومسورة من أجل سلامة الأطفال.

ويُعد مشروع استراحة شيص أحد المشاريع المميزة، حيث تم اختيار موقعها لتصبح مقصداً سياحياً يخدم مرتادي طريق خورفكان، وتتميز الاستراحة بالتنوع المناخي والانخفاض النسبي في درجات الحرارة بسبب ارتفاع الجبال، إضافة إلى مبادرات تشجير الجبال المحيطة بطريق خورفكان التي وجّه بها صاحب السمو بزراعة أشجار التين والسقب والميز واللبان العربي، ما يسهم في تخفيض درجات الحرارة.

وتم تنفيذ الاستراحة مع مراعاة الطبيعة الجبلية والمناسيب الطبوغرافية للأرض، ودراسة الميول، ونوعية التشطيبات المستخدمة، بحيث تكون الاستراحة جزءاً من طبيعة الجبل من مواد صخرية وأرضيات بألوان حجرية وتفاصيل مستوحاة من الجبال.

الصورة

الأشجار والورود

تتضمن الاستراحة أكشاكاً وجلسات خارجية مميزة تحيط بها الأشجار الخضراء والورود التي تزهو بألوانها، وتلقي بجمالها على الجبال والمكان، وتُنار الاستراحة بأعمدة تتميز بإبداع زخارفها لتتكامل مع باقي عناصر الاستراحة.

ولاقى مشروع استراحة شيص إقبالاً كبيراً من الزوار والسياح كوجهة سياحية وترفيهية فريدة، حققت فارقاً ملموساً في قطاع تنمية التجمعات الحضرية بالشارقة، حيث يعد المشروع إضافة نوعية لمنظومة المشاريع التطويرية في المنطقة، إلى جانب قرية شيص التراثية، حديقة شيص، استراحة سد الرفيصة وقرية نجد المقصار.

نجد المقصار

نجد المقصار هي واحدة من المشاريع التي تم تنفيذها داخل خورفكان، وأصبحت معلماً سياحياً، تجسيداً لاهتمام صاحب السمو حاكم الشارقة المتعاظم بالتاريخ، فافتتح سموّه قرية نجد المقصار التي تعد أهم مراكز التجمعات البشرية القديمة بوادي «شي» بخورفكان، بعد أن أمر بإعادة إعمارها وترميمها لقيمتها التاريخية.

فيما تعد استراحة السحب أيضاً من المنصات السياحية الجديدة في فكرتها وتنفيذها، بعد أن تم إنشاؤها في علو شاهق وتزويدها بجميع الخدمات، وأصبحت واحدة من أجمل الوجهات السياحية، وإضافة متميزة لمشروع الشارقة السياحي.

وافتتح صاحب السمو حاكم الشارقة، في يوليو/ تموز عام 2021، الاستراحة بعد أن تم تصميمها وتنفيذ مشروعها، طبقاً لأفضل المعايير والاشتراطات العالمية وبانسيابية عالية.

مدرج خورفكان

يعد المدرج المطل على كورنيش خورفكان منارة ثقافية فنية ومعلماً سياحياً وثقافياً بارزاً رسخ مكانة المدينة وجهةً للأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية.

أيضاً من المشاريع الجديدة، شلال الجبل، الذي يشكّل المدخل الجمالي للمدرج الروماني وواجهته المتميزة.

التراث والتاريخ

حرص صاحب السمو حاكم الشارقة، على الاهتمام بالمعالم التراثية التاريخية، فنجحت الجهات المختصة بالإمارة في إعادة إحياء أهم المعالم والمناطق التاريخية في خورفكان والمناطق التابعة لها.

وشمل المشروع حصن خورفكان وسوره التاريخي، وإعادة تأهيل السوق القديم، وإعادة بناء جبل وبرج العدواني التاريخي، والشعبية القديمة في شيص، والأبراج الدفاعية والبيوت الجبلية بمنطقة وادي «شي».

كورنيش خورفكان

فيما يعدّ كورنيش خورفكان من الوجهات السياحية والترفهية المتميزة على مستوى الدولة، من خلال الإقبال الكبير عليه من جميع مدن الدولة، خاصة في الأعياد والمناسبات الوطنية، كما ظل الكورنيش منصة لجذب السياحة الخارجية على الدوام، الأمر الذي دفع سموه إلى إعادة تطويره ليتوافق مع حزمة المشاريع السياحية في المدينة.

منجز جبلي

تقع حديقة شيص ضمن حزمة المشاريع السياحية الواقعة في مدخل مدينة خورفكان من جهة الشارقة، حيث أسهم طريق الشارقة - خورفكان، الذي يعبر منطقة شيص الجبلية، في التعريف بإمكاناتها الجبلية المتفردة، وبافتتاح صاحب السمو حاكم الشارقة للحديقة منتصف أكتوبر/ تشرين الأول عام 2020، أصبحت الحديقة الجبلية الجديدة في فكرتها ومحتواها ومكوناتها، معلماً سياحياً ومقصداً مهماً للزوار والسياح من جميع إمارات الدولة.

أما استراحة سد الرفيصة، التي تقع عند مدخل خورفكان من جهة الشارقة وتحتل موقعاً متميزاً على مسار طريق خورفكان - الشارقة، فتتميز بعدة خيارات، مثل الإبحار بالقوارب والمطاعم والمقاهي ووجود مسجد، وتم تصميمها جميعها على طراز تراثي إلى جانب ألعاب الأطفال، وبافتتاحها في إبريل 2019 باتت من المعالم اللافتة بدولة الإمارات في المشاريع السياحية والبيئية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/mv9vvrzk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"