عادي
4389 شخصاً ينامون في العراء.. وانتقادات للنهج العدائي تجاه اللاجئين

ارتفــاع تكـاليــف المعيشـــة يـرفــع أعــداد المشــرديــن فـي لـنــدن

23:55 مساء
قراءة دقيقتين
1

ازداد عدد الأشخاص الذين ينامون في شوارع لندن بمقدار الربع تقريباً هذا الشتاء، وفق ما أظهرت بيانات حديثة نشرت، أمس الأربعاء، فيما تشهد بريطانيا أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة. وأحصت الجمعيات الخيرية المعنية بالتشرد 4389 شخصاً ينامون في العراء خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2023، مقارنة ب3570 شخصاً خلال الفترة نفسها من العام السابق، بزيادة 23 في المئة.

ولجأ أكثر من 1200 شخص إلى أماكن الإقامة الطارئة خلال موجة البرد التي استمرت أسبوعين في كانون الثاني/يناير عندما فعّل رئيس بلدية المدينة صادق خان بروتوكول طوارئ الطقس القاسي، وهي زيادة 30 في المئة عما كان عليه خلال الفترة نفسها من العام الماضي. ومن بين هؤلاء، 242 شخصاً منحوا وضع لاجئين حديثاً وغادروا لتوهم أماكن الإقامة التي توفرها الحكومة، وفقاً لبيانات من مجالس لندن التي تمثل السلطات المحلية البالغ عددها 32 في العاصمة البريطانية.

وقال خان في بيان «النهج العدائي الذي تواصل الحكومة اتباعه تجاه اللاجئين يعني أن مئات الأشخاص يصبحون بلا مأوى أو ينامون في شوارعنا». وأضاف «بصفتي رئيس بلدية، أنا مصمّم على بذل كل ما في وسعي للعمل مع الإدارات المحلية والقطاع التطوعي لمواجهة النوم في الشوارع وأدعو الوزراء إلى دعم جهودنا لإنهاء هذا الوضع الحزين».

وأعلن خان أيضاً إنشاء مركز جديد في غرب لندن يوفر أسرّة إضافية للتعامل مع العدد المتزايد من الأشخاص الذين ينامون في العراء. وتفسّر هذه الزيادة في عدد المشرّدين بأزمة تكاليف المعيشة التي تؤثر في المملكة المتحدة منذ أكثر من عام وبارتفاع فواتير الغذاء والطاقة والإيجار والرهون العقارية. وفي وقت سابق، كتبت جمعيات خيرية للتشرد إلى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك للتعبير عن قلقهم العميق من أن الحكومة ستفشل في تحقيق هدفها المتمثل في إنهاء التشّرد في المملكة المتحدة بحلول عام 2024.

وفي السياق، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية في تقرير سابق: «إذا تجوّلت في شوارع لندن في وقت متأخر من الليل، فقد تصادف العديد من الأشخاص ينامون في شوارع العاصمة البريطانية، وأن أكثر من نصفهم كانوا ينامون في العراء للمرة الأولى في حياتهم». وكانت وزارة الداخلية البريطانية، قد أعلنت أنها ستقدم اقتراحاً إلى مجلس الوزراء لتعزيز مكافحة استخدام الخيام من قبل المشردين في الأماكن العامة.

فيما يروي المشردون قصصاً عديدة، تعكس مأساتهم والأسباب التي دفعتهم للتشرد في الطرقات، وتسول الطعام والشراب من المارة، وبعضهم يتهم الحكومة البريطانية بخذلانه، بعد فقدان عوائلهم ونشأتهم في طفولة بائسة بمدينة تضج بالحياة المترفة. بينما تعج شوراع لندن التجارية الفخمة نهاراً بالمتسوقين الذين يصرفون الملايين على أشهر الماركات العالمية، فيما تتحول الشوارع نفسها إلى مأوى للمشردين ليلاً، الذين يفترشون الأرض، دون سقف يقيهم حر الصيف أو برد الشتاء. ويواجه المشردون ظروفاً صعبة خلال تساقط الأمطار، في حين ترى المصالح الرسمية أن مشكلات المشردين لا تتعلق أساساً بغياب المسكن، إنما بمشكلات الإدمان والمؤثرات العقلية. ومنذ عام 2018، أطلقت الحكومة البريطانية برنامج مكافحة التشرد، ونجحت بتقليص أعداد المشردين بنحو 37%، لكن الأعداد عادت للارتفاع من جديد.

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/u72ksm8v

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"