مبارك الرصاصي
تعتبر شخصية وهوية الفريق، هي العمود الأساسي الراسخ، الذي يؤكد مقدرته على المواصله، والعزم على تحقيق البطولات، ومقارعة بقية المنافسين، بقوة في كل موسم، فرق تختار مدربيها بعنايه وكفاءة، فالمدرب يعمل على تطوير عقلية الفريق، وتحسين جودته، تسعفه خبرته لاحتواء المشكلات، التي قد يواجهها، ولديها لاعبون يدركون قيمة العطاء، بقوتهم الذهنية وثباتهم النفسي، وتخطي خسائر النقاط بسرعة، وتحمل ضغط المباريات الكبيرة، وتجاوز الإصابات والغيابات المتلاحقة، والعودة بثبات وطموح في مسار المنافسات، لتحقيق الإنجازات والانتصارات.
هناك أندية تميزت، بشخصيّتها وهيبتها، وثبات هويتها، مهما مرت السنوات، تجعلها دائماً على خط المنافسة، وطليعة المراكز الأولى، ليس على المستوى المحلي، بل والاستحقاقات الخارجية، تتمتع بجودة عالية، مهما تغيرت أطقمها التدريبية، وتبدلت صفوف لاعبيها، تظل على الدوام رقماً صعباً، يُعمل لها ألف حساب، ولا أدل على ذلك، من نادي العين كنموذج، عندما كانت استراتيجيته وأهدافه، تتعلق بالمشاركات الآسيوية، وجدنا الاستمرارية والحضور، وأنه ذو بأس شديد لا يهاب أحد، مرشّح دائم للانتصار، مهما اختلف المنافس والخصم، وتعددت وتبدلت الملاعب، يصل إلى الأدوار الإقصائية للبطولات، ورفع من اسمه وأسهمه وكيانه، وهكذا يعودنا الزعيم دائماً.
تلك الشخصية والحضور، تشكلت وانعكست بشكل واضح، على الطابع العام للفريق في مسيرته، وتبوأ العين الزعامة، على عرش أندية الإمارات، كأكثر الفرق تتويجاً، بعديد الإنجازات والألقاب، على مدار عقود، ب31 لقباً من ذهب، محققاً أرقاماً قياسية، وهو النادي الإماراتي الأول والوحيد، الذي توج بدوري أبطال آسيا في 2003، بدعم إداري والتزام على مر السنوات، من أعلى وأبرز الشخصيات، وزخم جماهيري كبير، لا يكل من الزحف خلفه، ولا يرضى إلا بالمنصات، ولا يتوانى محبوه، من السخط والغضب والمطالب، إذا ساءت أمور الفريق، يشد من أزره ليدفعه إلى الأمام.
مسيرة وتاريخ من النجاح والتميز للزعيم، لكن هذه الشخصية والهوية، لا نستطيع أن نعكسها ونسقطها على أندية أخرى، لأنها ببساطة تختلف، من حقبة زمنية لأخرى، ومن نادٍ لآخر، وتحتاج إلى العمل الجاد، والبناء المتين، والأرضية الصلبة، التي تضمن الاستمرارية والديمومة، فالأمور لم تعد تدار عشوائياً، لمن أراد النجاح والتفوق، بل صارت صناعة كروية، بأسس واستراتيجيات وخطوات واضحة، وتخطيط صحيح وتنفيذ سليم.
