عادي
موسيقى الروح

انتقادات الموشحات

23:08 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1

إيمان الهاشمي
بطبيعة الحال، لا أظن أن أحداً يعترض على استعمال الموشحة للغة العامية، فقد سبق أن مررنا على بيانات وتفاصيل هذه القضية، ولكن اتفق بعض دارسي الأدب العربي على عدم جواز وجوده في الثنايا الموشحية. وهنا بدأت وجهات النظر المتضاربة سواء الآراء الشرقية أو الغربية، فالمنتقدون يرون فيها مبالغة في الزينة الممزوجة بمعانٍ سطحية، في حين يرى فيها المؤيدون صيغاً جمالية مملوءة بقوة روحية. وهكذا اشتدت الانتقادات بين الركاكة والإساءة إلى اللغة العربية، بينما تكاثفت الدفاعات بين الحرية والنظرة الجمالية، فالجماعة الناقدة تشد من ازدرائها لانعدام تسخير البراعة والقدرة في استخدام الثروة اللغوية، ولكن الجماعة المؤيدة تشد من أزرها في تكثيف الجهود الإبداعية وتسخيرها في تركيبة الجمل المعنية واللحنية. ولا يوجد إلى الآن أي حل لفض هذا النزاع الأدبي، ولا بأس بالاتفاق على الاختلاف في سبيل القبول العربي.

الكثير منا يؤمن بروعة تدفقها ولا يرى فيها أي ذرة ضعفٍ أو قطرة ركاكة، بعيداً عن أصحاب القلوب المترددة أو العقول الشكاكة، أو ربما بعض الأقاويل الآثمة الأفاكة، الخاصة بنوايا دفنها حية دون اللجوء إلى الأسلحة الفتاكة، ولذلك للحفاظ على تراث هذا الفن العظيم وتوضيح أهمية هذه الشراكة، يجب التوقف عن الجدال فوراً والابتعاد عن نسج الحوارات أو حتى محاولة الحياكة، ببساطة لأن الموشح رداء للروح ولا يتقبل المزيد من الجروح، فلا داعي لكل هذا الجموح أو الجنوح، مع رجاء الاكتفاء بهدوء البال المباح والمسموح، فهل هناك شرح يزيد بعد كل هذا الوضوح؟

Eman_Alhashimi13@ 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/547b3b4k

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"