عادي

كيف قبضت روسيا على المتورطين في «هجوم موسكو».. وماذا قالوا؟

19:31 مساء
قراءة 4 دقائق

الخليج - وكالات

قال الكرملين السبت، إن روسيا ألقت القبض على 11 شخصاً، من بينهم أربعة مسلحين، يشتبه في أنهم على صلة بهجوم بالرصاص، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 143 شخصاً في قاعة للحفلات الموسيقية بالقرب من موسكو. وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع الجمعة، وهو الأكثر دموية في روسيا منذ 20 عاماً. وذكرت موسكو أن هناك مؤشرات على وجود صلة لأوكرانيا بالهجوم، وفي المقابل صرح ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني بأن كييف لا علاقة لها بالأمر.

وقال جهاز الأمن الاتحادي الروسي إن الإرهابيين الأربعة اعتقلوا أثناء توجههم إلى الحدود الأوكرانية، وأنهم على صلة بأشخاص في أوكرانيا. وأشار إلى نقلهم إلى موسكو.

ونوضح في هذا التقرير تفاصيل عملية القبض على المتشبه فيهم في تنفيذ هجوم موسكو وماذا قالوا عند استجوابهم.

143 قتيلاً والقبض على المتورطين

كتبت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية على تطبيق تيليغرام: «نعرف الآن في أي بلد خطط هؤلاء الأوغاد الدمويون للاختباء من تعقبهم- في أوكرانيا».

وقال أندري كارتابولوف أحد كبار النواب الروس إنه يتعين أن تقوم روسيا برد «لائق وواضح وملموس» في ساحة المعركة، إذا تبين أن أوكرانيا ضالعة في الهجوم.

ونشرت مارجريتا سيمونيان مديرة قناة روسيا اليوم مقطعاً مصوراً لأحد المشتبه فيهم، وهو شاب ملتح، وهو يخضع للاستجواب على جانب الطريق. وقالت إن عدد القتلى ارتفع إلى 143، لكنها لم تذكر مصدر هذه المعلومة، وفقاً لـ«رويترز».

وذكرت لجنة التحقيقات الروسية في وقت سابق أن عدد قتلى الهجوم ارتفع إلى 115 على الأقل.

وفتح مسلحون يرتدون ملابس مموهة نيران أسلحة آلية على الجمهور في قاعة للحفلات الموسيقية قرب موسكو الجمعة.

وأضافت أن البعض ماتوا متأثرين بالإصابة بأعيرة نارية وآخرون إثر حريق ضخم اندلع في المكان. وذكرت تقارير أن المسلحين أشعلوا النيران باستخدام البنزين من عبوات كانوا يحملونها في حقائب الظهر. وفر الناس في حالة من الذعر.

وذكر موقع بازا الإخباري الذي يتمتع باتصالات جيدة مع أجهزة الأمن وإنفاذ القانون الروسية أنه تم العثور على 28 جثة في مرحاض و14 على درج. وأضاف: «عُثر على العديد من الأمهات يحتضن أطفالهن».

وقال الكرملين إن ألكسندر بورتنيكوف رئيس جهاز الأمن الاتحادي الروسي أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين بأن «أربعة إرهابيين» من بين المعتقلين، وأن الجهاز يعمل على تحديد هوية المتواطئين معهم.

وذكر ألكسندر خينشتين العضو في مجلس النواب الروسي، أن المهاجمين فروا في سيارة من طراز رينو رصدتها الشرطة في منطقة بريانسك على بعد نحو 340 كيلومتراً جنوب غربي موسكو الجمعة، لكنهم خالفوا التعليمات الصادرة لهم بالتوقف.

وأشار إلى اعتقال شخصين بعد مطاردة بالسيارات وفرار اثنين آخرين إلى غابة. ويبدو من رواية الكرملين أنهما اعتقلا أيضاً في وقت لاحق.

وقال خينشتين إنه تم العثور على مسدس وخزنة بندقية هجومية وجوازات سفر من طاجيكستان في السيارة. وطاجيكستان دولة ذات أغلبية مسلمة تقع في آسيا الوسطى وكانت جزءاً من الاتحاد السوفييتي.

استجواب مشتبه فيه

ظهر المشتبه فيه في المقطع المصور الخاص بالاستجواب، وهو يرد بلكنة روسية ثقيلة على سلسلة من الأسئلة. وقال إنه جاء من تركيا في الرابع من مارس/آذار وتلقى تعليمات من أشخاص مجهولين عبر تيليغرام لتنفيذ الهجوم مقابل المال.

وكان الرجل يرتجف طوال الاستجواب. وظهر في البداية وهو مستلقٍ على بطنه ويداه مقيدتان خلف ظهره. وفي وقت لاحق تم رفعه على ركبتيه.

وظهر رجل آخر مصاب بجروح وكدمات في وجهه أثناء استجوابه من خلال مترجم، بينما كان يجلس على مقعد ويداه وقدماه مقيدتان. ولم تقدم روسيا بعد أدلة علنية على أي صلة لأوكرانيا بالهجوم.

نيران وصرخات

أظهر مقطع مصور تم التحقق من صحته أشخاصاً يجلسون في المقاعد المخصصة لهم في القاعة ثم يهرعون إلى المخارج بينما علت أصوات إطلاق النار المتواصل فوق الصراخ.

وأظهر مقطع مصور آخر رجالاً يطلقون النار على مجموعات من الأشخاص. وكان بعض الضحايا يرقدون بلا حراك وسط حمامات من الدماء.

وقال شاهد طلب عدم ذكر اسمه لـ«رويترز»: «فجأة سمعنا دوي انفجارات خلفنا وطلقات رصاص ودوي إطلاق نار. لا أعرف ما هذا».

واصطف الناس في طوابير طويلة في موسكو السبت من أجل التبرع بالدم. وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن أكثر من 120 شخصاً أصيبوا.

وقالت لجنة التحقيق التي تتولى الجرائم الكبرى في روسيا على تطبيق تيليغرام: «من المتوقع أن يرتفع عدد القتلى».

وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابي في بيان على تطبيق تيليغرام مسؤوليته عن الهجوم.

وتابع أن مسلحيه هاجموا ضواحي موسكو و«قتلوا وأصابوا المئات وتسببوا في دمار كبير في المكان قبل أن ينسحبوا إلى قواعدهم بسلام». ولم يذكر البيان المزيد من التفاصيل.

المخابرات الأمريكية

وقال مسؤول أمريكي الجمعة، إن الولايات المتحدة لديها معلومات تؤكد ما أعلنه تنظيم «داعش» الإرهابي من أنه مسؤول عن إطلاق النار. وأضاف المسؤول أن واشنطن حذرت موسكو في الأسابيع القليلة الماضية من احتمال وقوع هجوم.

وأشار المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، دون تقديم أي تفاصيل إضافية: «حذرنا الروس على نحو ملائم».

تحذير السفارة الأمريكية

واستهدف الهجوم (كروكوس سيتي) على بعد نحو 20 كيلومتراً من الكرملين، بعد أسبوعين من تحذير السفارة الأمريكية في روسيا من أن متطرفين لديهم خطط وشيكة لشن هجوم في موسكو.

وقبل ساعات من تحذير السفارة، قال جهاز الأمن الاتحادي إنه أحبط هجوماً على معبد يهودي في موسكو كان يسعى إلى تنفيذه تنظيم «داعش» الإرهابي في أفغانستان، ويعرف باسم تنظيم «داعش»- ولاية خراسان.

رد الفعل العالمي

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية زاخاروفا، إن الحادث كان «هجوماً إرهابياً دموياً» ينبغي على العالم إدانته.

وأعربت الولايات المتحدة والقوى الأوروبية والعربية والعديد من الجمهوريات السوفييتية السابقة عن صدمتها وقدمت تعازيها. وندد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بما وصفه بأنه «هجوم إرهابي وحشي وجبان».

وشددت روسيا الإجراءات الأمنية في المطارات ومحاور النقل وفي جميع أنحاء العاصمة، وهي منطقة حضرية شاسعة تضم أكثر من 21 مليون نسمة. وألغيت جميع الأحداث العامة واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد.

وحذر بوتين مراراً من أن قوى مختلفة من بينها الغرب تسعى إلى زرع الفوضى داخل روسيا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3dscttje

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"