عادي

مطابخ للفقراء في البيرو تكافح الهدر بأطباق من بقايا مكونات الطعام

18:06 مساء
قراءة دقيقتين
إيزابيل سانتوس

داخل مطبخ للفقراء في ليما، تُعدّ إيزابيل سانتوس سلطة من قشور الجزر وقرون البازلاء، مؤكّدةً أنّ هذه الطريقة البديلة للطهي من دون هدر بقايا المكوّنات «غيّرت حياتنا».

وتقول سانتوس، وهي منشغلة بطهي 150 حصة مع خمس نساء أخريات: «بتنا نستعمل قشور البطاطا والبازلاء والجزر والكراث والزنجبيل التي كنّا نرميها» لإعداد أطباق أخرى.

وتدرّبت إيزابيل، (76 عاماً)، على أسلوب طهي يسعى إلى الاستفادة من قشور وأوراق فاكهة وخضر. وقد روّج لهذه الطريقة في البيرو الطاهي الشاب بالميرو أوكامبو.

ويقول أوكامبو: «لا هدر» في المطبخ، مضيفاً «ينبغي استخدام كامل المكوّنات» حتى لا تفقد قيمتها الغذائية.

الصورة
1

من خلال منظمته «ككوري» Ccori التي تروج للأطباق المُحضّرة من خلال الاستفادة إلى أقصى حدّ من المكوّنات، يُدرّب بالميرو أوكامبو مع زوجته أنييل سان ميغيل، النساء على إدارة مطابخ الفقراء.

وتدير إيزابيل سانتوس مطبخ ماريا بارادو في بيليدو في جنوب ليما، حيث يُباع كل طبق لقاء 5 سول بيروفي (1,3 دولار)، ويمكن للزبون إما تناول الطعام في القاعة أو أخذه معه.

ويقول ديموسثينيس بارينان، سائق دراجة نارية لنقل الركاب يبلغ 75 عاماً، بينما يستمتع بقشور الجزر وقرون البازلاء الصغيرة، «أجد هذه السلطة لذيذة ومغذية».

وتضمّ لائحة طعام المطبخ هريس جذوع البروكلي، والأرز بقرون البازلاء، وشراب ليمون مصنوعاً من قشور الليمون وبقايا الكرفس.

وتؤكّد أنيتا كليمنتي (48 عاماً)، وهي مسؤولة مطبخ آخر لإطعام المحتاجين في جنوب ليما، أنّ هذا الأسلوب في الطهي «علّمنا استرداد ما كان يُعتَبَر غير صالح للاستخدام وإعداد أطباق صحية».

وبهذه الطريقة، توفّر عشرات العائلات مبالغ مالية من خلال استهلاك كل ما تشتريه من السوق، على حدّ قولها.

وهدرت البشرية في كل يوم من العام 2022 ما يعادل مليار وجبة، بحسب دراسة نشرها برنامج الأمم المتحدة للبيئة في نهاية آذار/ مارس الفائت.

الصورة
2

ولمكافحة هذه المستويات من الهدر، بدأ الطاهي أوكامبو سنة 2018 يشارك وصفاته مع مطابخ المحتاجين في الأحياء الفقيرة في ليما، حيث يعاني الأطفال وكبار السن سوء تغذية.

وتسهم وصفاته في مكافحة فقر الدم الذي يصيب 43% من أطفال البيرو دون سن الخامسة. ويشير الطاهي البيروفي إلى أنّ قشور الموز مثلاً غنية بالمغنيسيوم والزنك، في حين أنّ قرون البازلاء تحتوي على الحديد.

ويؤكد أنّ إقناع الناس بهذه الأطباق لم يكن سهلاً في البداية، إذ كانوا يقولون له: «صحيح أننا لا نملك المال لكننا لن نأكل البقايا».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ydv4jz9x

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"