عادي
بعد 13 عاماً في رئاسة الشركة

من يخلف تيم كوك في قيادة إمبراطورية «أبل»؟

23:23 مساء
قراءة 5 دقائق
تيم كوك
إعداد: خنساء الزبير

لا يخفى على أحد التحول الهائل الذي طرأ على شركة «أبل» في عهد تيم كوك. فمنذ توليه منصب الرئيس التنفيذي عام 2011، خلفاً لستيف جوبز، تمكن من تقديم فئات جديدة من المنتجات، كالساعة الذكية، ودخل في أعمال جديدة مثل «بث الفيديو»، كما قام بمحاولة جريئة لاتخاذ نوع جديد من الحوسبة، وهو «الواقع الهجين».

وقد خدم كوك لفترة أطول بكثير من متوسط حقب الرؤساء التنفيذيين للشركات الداخلة ضمن تصنيف «فورتشن 500»، كما أنه يبلغ من العمر 63 عاماً وأكبر من العديد من أقرانه؛ فهل حان الوقت ليفسح المجال لغيره؟

وإن كان هذا هو الوقت المنطقي بالنسبة إلى كوك ليبدأ البحث عن شخص آخر يتولى الفصل التالي لشركة «أبل»، فإن الأمر ليس بتلك السهولة، لعدم وجود شخص جاهز على الفور وبإمكانه أن يصبح خليفة كوك على المدى الطويل.

فهو لم يقم، كرئيس، بإجراء العديد من التغييرات على الفريق التنفيذي لشركة أبل، والذي يتكون في الأغلب من زملاء مقربين عمل معهم منذ عهد جوبز. وبخلاف خروج المصمم جوني إيف، والتحاق ورحيل رئيسة البيع بالتجزئة أنجيلا أهرندتس، يمكن القول إن الفريق بقي على حاله تقريباً، خلال العقد الماضي.

في حالة رجل مثل كوك، فإن الأشخاص المحيطين به هم في الأغلب كبار سِن، وأغنياء بما فيه الكفاية، بحيث كان بمقدورهم التقاعد قبل أعوام.

و«أبل» أمامها الكثير لتتعامل معه؛ فهي تخضع للتدقيق التنظيمي في الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وتحاول منع انقسام متجر التطبيقات الخاص بها، والذي يدر إيرادات مبيعات بقيمة 20 مليار دولار سنوياً.

كما أن مبيعات الهواتف الذكية في انخفاض، وتكافح الشركة لبيع أجهزتها في الصين، بينما تحاول أيضاً سحب الإنتاج تدريجياً خارج البلاد من دون إغضاب بكين.

وفوق كل ذلك، هناك حاجة باستمرار لتقديم منتج رئيسي تالي، ما سيشكل تحدياً كبيراً أمام خليفة كوك؛ خاصة بعد أن تم إطلاق «فيجن برو»، وتخلت الشركة عن فكرة السيارات الكهربائية.

وخلال مقابلة مطولة في نوفمبر/ تشرين الثاني، في برنامج «آت يور سيرفيس» للمغنية دوا ليبا، أدلى كوك بتعليقاته الأعمق حتى الآن حول الخلافة.

وقال كوك إنه لا يعلم ما سيحدث له غداً، لذلك مهمته إعداد العديد من الأشخاص ليكونوا قادرين على النجاح، ودوره التأكد من وجود العديد من الخيارات التي يمكن لمجلس الإدارة الاختيار من بينها.

ولم يقدم أي تلميحات حول هوية هؤلاء الأشخاص، لكنه وصف خطط الشركة بأنها «مفصلة للغاية».

وإضافة إلى إيجاد شاغل جديد لمنصب الرئيس التنفيذي، تواجه شركة «أبل» ما يمكن أن يكون تغييراً إدارياً واسع النطاق في السنوات القليلة المقبلة.

فقد وصل الموظفون المخضرمون، مثل رئيس الأجهزة السابق دان ريتشيو ورئيس التسويق السابق فيل شيلر، إلى نهاية فترة عملهم، كما أن آخرين من ذوي الخبرة العالية من المسؤولين التنفيذيين يقتربون أيضاً من مرحلة التقاعد.

  • تساؤلات

ويقول توني ساكوناغي، المحلل في «سانفورد سي بيرنشتاين» الذي غطى شركة أبل لمدة عقدين من الزمن: «إن خلافة كوك أصبحت موضوعاً بين المستثمرين، وإننا إذا نظرنا إلى قائمة المديرين التنفيذيين فليس من الواضح إلى ماذا سيؤول الأمر».

ويتساءل لماذا لم يكن هناك ما يكفي من الشفافية والكشف عن القادة المقبلين؟ ويرى أن هذا التكتم يثير سؤالاً أكبر، وهو: هل لدى شركة أبل مجموعة شاملة ومدروسة من خطط الخلافة؟

وأصبح هذا الأمر محل نقاش العديد من الأشخاص المطلعين على الأعمال الداخلية لشركة «أبل». ويقول هؤلاء الأشخاص: «إن استقال كوك من منصبه قريباً، فمن المؤكد أنه سيتم استبداله بالرئيس التنفيذي للعمليات جيف ويليامز، الذي برز قبل بضع سنوات كأفضل مرشح لخلافته».

  • المرشحون

في عام 2015 قام كوك بتعيين ويليامز أول مدير تنفيذي للعمليات لشركة آبل، منذ أن تولى كوك نفسه هذا المنصب في عهد جوبز.

وفي العام ذاته قام ويليامز بمتابعة أول منتج جديد رئيسي في عصر كوك، وهو ساعة أبل، إلى السوق.

وبعد أربع سنوات، حل محل إيف كرئيس لتصميم الأجهزة والبرمجيات.

وإذا بقي كوك لفترة طويلة، كما يقول الأشخاص داخل شركة أبل، فإن الخليفة الأرجح سيكون جون تيرنوس، رئيس هندسة الأجهزة.

و في شركة كان نجاحها دائماً يأتي من بناء أدوات تحدد الفئة، فإن صعود خبير هندسة الأجهزة إلى وظيفة الرئيس التنفيذي قد يبدو منطقياً. وسيكون تيرنوس، الذي لم يبلغ الخمسين من عمره بعد، أكثر احتمالاً من الأعضاء الآخرين في الفريق التنفيذي للبقاء في منصبه لفترة طويلة، ما قد يوفر عقداً آخر، أو أكثر، من الاستقرار على غرار كوك.

ويحظى تيرنوس بشعبية كبيرة داخل «أبل»، وقد نال احترام كوك، وويليامز، وغيرهما من القادة. ويقول أحد الأشخاص المقربين من الفريق التنفيذي لشركة «أبل»: «تيم يحبه كثيراً، لأنه يستطيع تقديم عرض تقديمي جيد، وهو لطيف جداً، ولا يضع أبداً أي شيء في رسالة بريد إلكتروني مثيرة للجدل، وهو صانع قرار متحفظ للغاية».

وتابع: «لديه الكثير من الخصائص الإدارية مثل تيم».

ووصف كريستوفر سترينجر، أحد كبار مصممي أجهزة «أبل» السابقين، تيرنوس بأنه «اليد الجديرة بالثقة» والذي «لم يفشل أبداً في أي دور تمت ترقيته إليه».

وأخبر إيدي كيو، المدير التنفيذي لشركة أبل، والمعروف بأنه أقرب المقربين من كوك، زملائه بشكل خاص، أن تيرنوس يجب أن يكون الرئيس التنفيذي التالي، وفقاً لشخص مطّلع على الأمر.

وجعلت شركة «أبل» بشكل متزايد من تيرنوس وجهاً للمنتجات الجديدة. لقد كان في طليعة إعلان «آيباد» في 7 مايو/ أيار، حيث قاد عملية تقديم آيباد برو، وآيباد إير، الجديدين. وفي العام الماضي، قام بجولة في أوروبا لمناقشة المبادرات البيئية للشركة، وهو مجال رئيسي بالنسبة إلى كوك. ولكن ربما كانت أكبر علامة على شهرة تيرنوس المتزايدة هي مقابلة تلفزيونية مدتها 30 دقيقة، كانت في المقام الأول حول الرقائق، في ديسمبر/ كانون الأول. يقول مسؤول تنفيذي سابق في شركة أبل: «كان ذلك ضخماً. لقد جعلوه يتحدث على شاشة التلفزيون الصباحي عن شيء ليس حتى من اختصاصه، وقد ظهر كرئيس».

وانضم تيرنوس إلى «أبل» في عام 2001، وكان يعمل في الأصل على شاشات «ماك» الخارجية. لقد كان صغيراً جداً خلال فترة رئاسة جوبز، بحيث لم يكن لديه الكثير من التفاعل المباشر مع المؤسس المشارك. وعلى مدى عقدين من الزمن، تولى تدريجياً المسؤولية عن خط «آيباد» بأكمله، ثم بعد ذلك أجهزة ماك وإيربودز، وفي عام 2020، «ىيفون». وبعد مرور عام، تم تعيينه في أعلى منصب في مجال الأجهزة. وفي الآونة الأخيرة، بدأ فريق هندسة أجهزة «آبل وتش» بتقديم التقارير إلى تيرنوس بدلاً من ويليامز.

ومن بين الأسماء الأخرى التي ظهرت، كريج فيديريغي، رئيس قسم هندسة البرمجيات، وهو وجه يعرفه معجبو شركة أبل، والمعروف داخلياً بمعرفته بقضايا الشركة خارج نطاق اختصاصه، وديردري أوبراين، رئيس قسم البيع بالتجزئة وأحد المقربين من كوك.

ولكن الأشخاص المقربين من الشركة لا يعدونهم ضمن الخلفاء المحتملين.

  • «أفضل 100»

وفي كل ربيع، تعقد شركة آبل ما تسميه «أفضل 100»، وهو عبارة عن اجتماع تنفيذي خاص خارج موقع العمل يُعقد عادةً في كارمل فالي في كاليفورنيا ويجمع أهم الأشخاص في الشركة.

وفي شهر مارس/ آذار الماضي، سجل تيرنس حضوراً بارزاً، حيث أشرف على عرض خريطة طريق التكنولوجيا الخاصة بالشركة.

وقد قاد هذا الحديث من قبل، ولكن بصفته مديراً.

ولكن في هذا العام أجرى العرض ذاته في معنى ضمني، ولكنه واضح، وهو أن الرجل يتم إعداده للمنصب.

وبينما من المرجح أن يكون الرئيس التنفيذي القادم لشركة أبل من داخل الشركة، يقول بعض المطلعين إن أفضل نهج للشركة للحفاظ على تفوقها هو التفكير في شخص من خارجها.

لكن هذا السيناريو ربما يكون غير مطروحاً، حيث واجهت الشركة مصاعب كبيرة في دمج المواهب الخارجية على المستوى التنفيذي.

أحد متاجر أبل في ميريلاند (أ.ف.ب)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3w2sb9ud

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"