القاهرة: «الخليج»
لا تزال أصداء واقعة تعدي الفنان المصري عمرو دياب على معجب بصفعه خلال غنائه في أحد الأفراح، أثناء محاولة الأخير التقاط صورة «سيلفي» معه، تسيطر على وسائل التواصل، بردود فعل غاضبة، وفي الوقت الذي التمس البعض العذر لما بدر من عمرو دياب، جاءت ردود فعل عديدة غاضبة وترفض التصرف الذي بدر منه وتطالبه بالاعتذار، خاصة أنها لم تكن المرة الأولى التي يصدر فيه تصرف غير لائق من النجم تجاه الجمهور أو العاملين معه، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة.. ما مدى مساحة تقبل الفنانين والمشاهير لأشكال وأساليب وتصرفات المعجبين؟ وهل يضيق الفنان ذرعاً بأي تصرف تجاهه ينم عن سعادة معجب بسيط به؟ وكيف يرى الفنانون والنقاد علاقة التعبير عن الإعجاب بالنجوم الذين تُسهم أراء الجمهور فيهم في زيادة حجم شعبيتهم وتحقيقهم للأرباح والمكاسب المادية؟
- حنان سليمان: أحياناً نتصرف بشكل خاطئ لحظة الانفعال
- صابرين: النجمات يتحملن المضايقات دون إساءة للمعجبين
- محمد محمود: نتعرض لضغوط وعلينا التعامل بهدوء
- ريهام سعيد: تحملت معجباً «شد الباروكة»
- انتصار: نفسر تجاوزات الجمهور على أنها حب
- طارق الشناوي: يجب أن يكون لدى الفنان ثبات انفعالي
الواقعة الأخيرة لم تكن الأولى في سجل عمرو دياب، فقد سبق في حفل زفاف الفنانة الشابة ريم سامي شقيقة المخرج محمد سامي، أن ضرب أحد العاملين في هندسة الصوت عندما قام بتحريك السماعات المسؤولة عن الصوت، ما أثار غضب الفنان الملقب بـ«الهضبة» فتوقف عن الغناء، وضربه بقوة على ظهره طالباً منه الابتعاد عن المسرح.
وفي واقعة أخرى سابقة خلال فبراير/ شباط الماضي، وأثناء خروجه من حفل بدار الأوبرا المصرية، التف حوله محبّوه لالتقاط الصور التذكارية معه وهو ما أزعجه، ليعلق: «يا عم ارحمونا،» هو «الحيوان بتاعنا فين؟» وكان يقصد السائق الخاص به!.
كذلك في إبريل/ نيسان الماضي، وبعد وصلة غناء في حفل زفاف نجل المطرب محمد فؤاد، وأثناء توجهه إلى «دورة المياه» التف حوله الجمهور، ما دفعه للانفعال على أحدهم، قائلاً: «أنت هتدخل ورايا الحمام؟
نجوم آخرون
موقف عمرو دياب من الجمهور لم يكن الوحيد، فقد شهدت الساحة الفنية مؤخراً سلسلة من التجاوزات والتصرفات غير اللائقة من قبل بعض المشاهير تجاه معجبين، الأمر الذي أثار غضب واستياء الجمهور، وربما أبرز هذه الوقائع ضرب الفنان محمد رمضان أحد المعجبين في موقع تصوير فيلم «شد أجزاء»؛ حيث كان يصور بعض مشاهد الفيلم بأحد منازل منطقة «نزلة السمان» بالأهرامات، وطلب منه بعض المعجبين أخذ صور تذكارية معه، ومن بينهم شخص تلقى ضرباً مبرّحاً من رمضان، وذلك بحضور المخرج حسين المنباوي، والنجمين ياسر جلال ومحمد ممدوح.
أيضاً أثناء خروج الفنان أحمد عبد العزيز من عزاء الفنانة الراحلة شيرين سيف النصر، وضع أحد المعجبين يده على كتفه، فنهره أحمد عبد العزيز بشدة، فابتعد الشاب في هدوء معتذراً، ليتبين بعدها أنه واحد من «أصحاب الهمم»، وهو ما دفع أحمد عبد العزيز لتوضيح الأمر فيما بعد، وقام بالاعتذار للشاب.
استنكار الجمهور
تصرفات بعض النجوم والنجمات مع الجمهور بعنف في المناسبات الخاصة أو العامة لاقت استنكاراً واسعاً من قبل الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويرى البعض أنه إذا كان بعض أفراد الجمهور يصدر منهم سلوك خاطئ بالإلحاح على النجوم بالتصوير معهم أو مصافحتهم، فإن ردود فعل الفنانين يأتي بشكل مبالغ فيه، ويجب ألا يصل إلى حد «الضرب» أو السب والقذف، الأمر الذي أشعل «السوشيال ميديا»، وجاءت تعليقات عديدة غاضبة، ربما من بينها على واقعة عمرو دياب: «ليس حراً من يهان أمامه إنسان ولا يشعر بالإهانة، عمرو دياب ضرب معجباً بالقلم؛ لأنه أراد أن يتصور معه، فهذه سقطة أخلاقية جديدة، وهذه المرة واضحة ولا تحتمل أي تبرير».
وقال آخر: عمرو دياب يخسر صورته التي يعمل عليها منذ سنوات طويلة بمثل هذه التصرفات، وطالب أحدهم بمقاطعة الفنان قائلاً: «يصفع معجباً، سقطاته تتزايد، وتظهر مدى انفعالاته السريعة والغاضبة ضد معجبيه، قبل كل شيء الفنان يجب أن يكون كتلة من الأحاسيس والرقي خاصة مع محبيه؛ لأنه موجود بسبب دعمهم وحبهم له، فلابد من مقاطعته حتى لا يكرر أفعاله»، في الوقت الذي طالب فيه شخص آخر باعتزال عمرو دياب، ما دام لم يعد قادراً على التحكم في أعصابه.
رؤية فنية
تقول الفنانة حنان سليمان: الفعل غير مقبول ولا يصح، لكن أنا لا أعرف ماذا حدث بالضبط، والسبب الذي أدى إلى هذه الواقعة، فنحن جميعاً يمكن أن نتصرف بشكل خاطئ في لحظة انفعال أو تحت أي ضغوط؛ لذا فمن الصعب جداً الحكم على التصرف دون الإلمام بكل جوانب الموضوع والدوافع التي أدت إلى ذلك.
وحول إذا ما كانت يمكن أن تلجأ إلى صفع أحد معجبيها تحت أي ضغوط، قالت النجمة صابرين: بالتأكيد لا يمكن أن يصدر ذلك منيّ لمعجب إطلاقاً، فالفنانون يتعرضون لكثير من المضايقات، خصوصاً النجمات، لكن لا يصل الأمر إلى هذا الحد، ويتحملن الكثير دون إساءة للمعجبين، حتى وإن تجاوزوا بعض الشيء.
أما الفنان محمد محمود فيقول: الفنان في النهاية إنسان، ولديه همومه ومشاغله ومشاكله، وقد يتعرض لموقف محرج من أيٍّ من بعض أفراد الجمهور بالشد أو جذبه بقوة لمحاولة التصوير معه، ويمكن أن يصدر من الفنان انفعال في هذه اللحظة، لكن في رأيي يجب ألّا تصل الأمور إلى حد الضرب، وشخصياً لا أحرج أحداً أراد أن يتصور معي أو يصافحني، مهما كان لدي مشاكلي الخاصة أو المرهقة، فيمكن أن أعتذر له بهدوء.
وتقول الإعلامية والفنانة ريهام سعيد: أنا من أكثر الإعلاميين أو الفنانين الذين تعرضوا لهجوم ومضايقات، ورغم ذلك لا يمكن أن يكون رد فعلي عنيفاً، حتى لو بالقول على الجمهور، فأنا لا أعرف حقيقة ما دار قبل الواقعة، لكن ما حدث من عمرو دياب غير مقبول بالتأكيد.
وتضيف: ما يحدث من الجمهور يكون حباً، وهذه نعمة من الله للنجم، فأنا أتذكر أن أحد المعجبين «شدني من الباروكة» خرجت في يده، طبعاً تضايقت وكنت عصبية جداً، لكن في حدود، وكثيراً ما نواجه مضايقات واستفزازاً من بعض الجمهور، لكن لا يصل الأمر إلى حد الضرب، ولابد أن يتذكر عمرو دياب أن الجمهور من أمثال هذا الشاب هو من صنع «الهضبة».
وتؤكد الفنانة انتصار أن الجمهور صاحب الفضل في نجومية الفنان، والمؤكد أن هناك تجاوزات عديدة تصدر أحياناً من الجمهور ضد الفنان، لكننا نفسرها غالباً بأنها حب أكثر من اللازم للفنان، وفي الوقت نفسه لا يعرف الأشخاص الذين تصدر منهم هذه المضايقات حال الفنان في هذه اللحظة، فيمكن أن يكون مرهقاً، أو حتى لديه مشاكل خاصة، أو حزيناً عندما يكون في عزاء أحد الزملاء، لكن في النهاية نحن نتعامل مع الأمر على اعتبار أنه حب وإعجاب، دون أن يصل إلى حد التجاوز.
غير مقبولة
في رأي الناقد الفني طارق الشناوي أن الواقعة غير مقبولة، ويضيف: لقد شاهدنا مؤخراً أن لاعب النادي الأهلي حسين الشحات عندما صفع زميله في الملعب محمد الشيبي لاعب بيراميذ، استطاع الأخير أن يأخذ على الشحات حكماً ضده، وبالتأكيد نحن لا نعرف تحديداً ماذا حدث حتى يقوم عمرو دياب بما قام به، وإذا افترضنا جدلاً أن الشاب تلفظ بكلمة ضد عمرو دياب أو قام بعمل حركة مسيئة، ورغم ذلك ليس هذا مبرراً لما قام به، فالفنان أو الشخصية العامة، يجب أن يكون لديه ثبات انفعالي، وأقصى ما كان يجب فعله رفض التصوير، لكن رد الفعل بهذا الشكل يسيء للفنان عمرو دياب أمام الرأي العام، فالجمهور شاهد «الصفعة» عبر الفيديوهات المنتشرة فقط، ولم يعرف ملابسات ما حدث أو الأسباب التي دفعت عمرو دياب لهذا التصرف.
ويضيف الشناوي: ليس أمام عمرو دياب سوى الإسراع بعمل فيديو يوضح فيه ما حدث، والأسباب التي دفعته لهذا التصرف، وقبل ذلك يعتذر لجمهوره الكبير؛ لأن هناك حالة سخط شديدة، فلابد أولاً أن يبدأ بالاعتذار، ثم يحكي لماذا وصل إلى هذا الأمر، فعندما قام عبد الحليم حافظ بالدخول في مشادات مع الجمهور في إحدى حفلاته، خرج بعدها ووضح الأسباب التي دفعته إلى ذلك وما دار في الكواليس ولم يكن يعرفه الجمهور وقتها.
