شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات كثيفة على قطاع غزة، واستهدف مجدداً رفح ومنطقة المواصي جنوبي القطاع وحي الزيتون ومدينة غزة والنصيرات، فيما أكدت الأمم المتحدة أنه تم تدمير أكثر من نصف الأراضي الزراعية في غزة بسبب الصراع، بينما حذرت منظمة الصحة العالمية من مجاعة خطرة تعصف بسكان قطاع غزة، في حين أكدت وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من 330 ألف طن من النفايات تراكمت في جميع مناطق غزة ما يشكّل مخاطر كارثية.
ومع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يومها ال251، وسّع الجيش الإسرائيلي هجماته البرية والجوية والبحرية على مناطق وأحياء مختلفة من القطاع، ما أوقع قتل وجرحى؛ كما نسف الجيش الإسرائيلي أبنية سكنية وسط مدينة رفح التي تتعرض لغارات وقصف مدفعي مكثّف، بالتزامن مع توغل دبابات إسرائيلية أكثر في غرب المدينة. وواصل الجيش الإسرائيلي استهداف المدنيين النازحين، حيث شن قصفاً جوياً وبرياً وبحرياً مكثفاً على منطقة المواصي التي تؤوي آلاف النازحين غربي مدينة رفح.
وارتفعت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة، أمس الخميس، إلى 37232 قتيلاً و85037 مصاباً منذ السابع من أكتوبر الماضي، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع، والتي أشارت إلى أن القوّات الإسرائيلية، ارتكبت 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، نُقل منها للمستشفيات 30 قتيلاً، و 105 إصابات خلال الساعات الماضية.
من جهة أخرى، حذرت منظمة الصحة العالمية من مجاعة خطرة تعصف بسكان قطاع غزة. وقالت المنظمة: «لا دليل على وصول المساعدات الإنسانية إلى من يحتاج إليها بصورة ملحة، وهناك نقص حاد في المياه النظيفة والصرف الصحي». وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت الأربعاء من أن الكثيرين من سكان القطاع يتعرضون «لمستوى كارثي من الجوع وظروف شبيهة بالمجاعة». وفي السياق، أظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية وحللتها الأمم المتحدة أن أكثر من نصف مساحة الأراضي الزراعية في غزة، والتي تعد ضرورية لإطعام سكان القطاع الذين يعانون الجوع، دمرت بسبب الصراع. وكشفت البيانات زيادة تدمير المزارع والمحاصيل الحقلية والخضراوات في غزة؛ حيث ينتشر الجوع بعد ثمانية أشهر من بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية. وباستخدام الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية بين مايو/ أيار من عام 2017 و2024، وجد مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات) ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أن 57 في المئة من حقول المحاصيل الدائمة في غزة والأراضي الصالحة للزراعة والضرورية للأمن الغذائي تقلصت مساحتها وجودتها بشكل كبير. وقال المركز أمس الخميس: «تدهورت جودة المحاصيل وكثافتها في أرجاء قطاع غزة بشكل ملحوظ في مايو 2024 مقارنة بمتوسط المواسم السبعة السابقة».
في غضون ذلك، قالت وكالة «الأونروا»، إن أكثر من 330 ألف طن من النفايات تراكمت في جميع مناطق قطاع غزة ما يشكل مخاطر بيئية وصحية كارثية. وكتبت المنظمة في منشور على منصة «إكس» أمس الخميس: «اعتباراً من 9 يونيو، تراكم أكثر من 330,000 طن من النفايات في المناطق المأهولة بالسكان أو بالقرب منها في قطاع غزة، ما يشكل مخاطر بيئية وصحية كارثية». وأضافت: «يبحث الأطفال بغزة في القمامة يومياً». وأكدت أن «وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق أمر بالغ الأهمية لاستعادة الظروف المعيشية الإنسانية في القطاع».
(وكالات)
