عادي

لماذا قُتل المتنبي؟

20:34 مساء
قراءة دقيقتين

الشارقة: «الخليج»

يعد أبو الطيب المتنبي من أبرز الشعراء العرب على الإطلاق قديماً وحديثاً، سارت باسمه الركبان، وروت قصائده الأزمان، ولئن كانت حياة المتنبي شهدت الكثير من الصراعات بينه وبين خصومه من بقية الشعراء، تلك التي فسرها شاعرنا بالحسد والغيرة، فإن وفاة المتنبي كانت نتاج تلك الخصومات.

وقائع غريبة قادت إلى اغتيال الشاعر الكبير، فبيتٌ من قصيدة حمل معه مصرع المتنبي، فلئن كان الرجل شاعراً مجيداً، فقد كان صاحبَ كبرياء وشجاعة وطموح ومُحباً للمغامرات، وحملت قصائده الكثير من الاعتزاز بنفسه والتعريض بخصومه، فكان أن جلبت له العداء من الكثيرين، فقد كانت القصيدة التي ينظمها المتنبي في مدح الملوك تحمل مساحة كبيرة من الفخر بالذات، وذلك الأمر جلب له كذلك عداء من قبل أصحاب المناصب والنفوذ، وأيضاً شعر الهجاء، ومن ضمنه قصيدة في هجاء ضبة بن يزيد، يقول في بيت فيها «ما أنصف القوم ضبة وأمه الطرطبة»، الأمر الذي أثار حفيظة قريب ضبة فاتك الأسدي الذي تربص بالمتنبي وعزم على قتله.

وفي أثناء عودة المتنبي من بلاد فارس نحو الكوفة، ترصد به فاتك الذي كان يقود مجموعة من الفرسان بغرض قتل الشاعر الكبير، كانوا يحملون السيوف والسهام، فكان أن تقاتل الجمعان في معركة غير متكافئة في العدد والعدة، فكان أن قَتَلَ ابن المتنبي شخصاً من جماعة فاتك يدعى محسد، واتجهت المعركة بعد ذلك نحو هزيمة المتنبي ورهطه، إلا أن الشاعر قرر الفرار وتجنب مصير الموت على يد فاتك، إلا أن غلام المتنبي سأله: ألست أنت القائل: «الخيل والليل والبيداء تعرفني/ والسيف والرمح والقرطاس والقلم؟».

فرد عليه المتنبي بالقول: «لقد قتلتني.. قتلك الله»، وقرر من فوره العودة إلى القتال بشجاعة واستبسل في المعركة حتى قُتل، وكان ذلك في منطقة تسمى «الصافية» شرقي نهر دجلة ويرجح أنّ ذلك كان في الثامن والعشرين من رمضان في عام 354ه.

وكذلك تعددت الروايات حول مقتل المتنبي، وعن الأسباب التي أدّت إلى ذلك، حتى نشأ سؤال: مَن المسؤول الأول عن مصرعه؟ وهناك من يذهب إلى أن معز الدولة البويهي له يد في ذلك، لأن المتنبي أظهر استخفافاً به وبوزيره المهلبي، ولم يمدحهما حين وفد عليهما، بل حرّض ضدهما، الأمر الذي جعل معز الدولة يتربص به السوء، ويستعين بفاتك الأسدي، للتخلص منه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrxyf9sm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"