عادي

«المريض الوهمي».. المسرحية التي أنهت حياة موليير

22:33 مساء
قراءة دقيقتين
موليير

الشارقة: علاء الدين محمود

يعتبر الفرنسي جون بابتيست بوكلان المُلقب باسم مُوليير «1622 ـ 1673»، من أشهر المسرحيين العالميين في مجال التأليف والإخراج والتمثيل، إضافة إلى كونه شاعراً، ويُعد أحد أهم أساتذة الهزليات في تاريخ الفن المسرحي الأوروبي، ومؤسس ما يعرف بـ«الكوميديا الراقية»، قام بتمثيل حوالي 95 مسرحية، منها 31 من تأليفه، وتمتاز مسرحياته بالبراعة في تصوير الشخصيات، وبالأخص في تكوين المواقف والقدرة على الإضحاك، ومن أشهر أعماله المسرحية «الأزواج»، و«مدرسة الزوجات»، و«طرطوف»، و«الطبيب رغم أنفه»، و«البخيل» و«عدو البشر».

كان لموليير تأثير كبير بتطوير المسرح في أوروبا والعالم، واقتُبِست مسرحيات له من أواخر القرن التاسع عشر، ولعل الأقدار الغريبة، والصدف العجيبة، كانت دائماً بالمرصاد لموليير، حيث واجه الكثير من المتاعب بسبب أعماله، فقد تسببت مسرحيته «طرطوف»، والتي تناول فيها النفاق الديني، في غضب الكنيسة عليه، لدرجة أن طالب بعضهم بحرقه حياً، ولكن لويس الرابع عشر ملك فرنسا استطاع حمايته.

كان موليير المدير الفني لفرقة فنية، وهو الذي يكتب المسرحيات، ويقوم بدور البطولة، وفي الوقت نفسه كان يعيش مجموعة من المشاكل في بيته مع زوجته ومع السلطات، كل هذا أنهكه وأتعبه، وكان أول الناصحين له بترك التمثيل ومزاولة الكتابة فقط هو صديقه بوالو، ورغم ذلك رفض موليير وأصر على الاستمرار بالكتابة وأن يمثل ويجتهد حتى أنهكه التعب وأصبح ضعيفاً ويسعل بطريقة متقطعة.

آخر مسرحيات موليير كانت بعنوان «المريض الوهمي»، وهي من أعماله الشهيرة، عرضها أول مرة يوم 10 يناير 1673م وتوفي بعد ما عرضها للمرة الرابعة يوم 17 فبراير 1673م، ويلعب موليير في هذه المسرحية دور المريض الذي يموت بسبب الوهم، وكان قدر هذا الفنان أن يتوفى بعد العرض الرابع للمسرحية، حيث تمكن منه التعب والإرهاق، وسقط في المسرح بعد نزول ستارة نهاية العرض، فنقل إلى البيت، واتضح أنه فقد النطق وابتدأ ينزف دماً من فمه بعد ما انفجر شريان في رئته، فبعثوا في طلب طبيب وقسيس، وطلب موليير من الموجودين أن يحضروا زوجته ويعطوه قليلاً من الجبن ليأكله، فذهبوا للبحث عن الجبن ولما رجعوا وجدوه ميتاً.

ومن الغرائب التي لاحقت موليير بعد موته، أن الكنيسة رفضت دفنه في مقابر المسيحيين بعد أن اتهم بالكفر، فاستنجدت زوجته بملك فرنسا الذي نجحت مساعيه، لكن الكنيسة اشترطت أن يدفن ليلاً ومن دون طقوس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/48t2tr6e

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"