عادي

ما هي «قاعدة ساهم» التي تثير خشية الأسواق من ركود أمريكي؟

19:04 مساء
قراءة 3 دقائق
متعاملون في بورصة نيويورك (أ ف ب)

تشهد البورصات العالمية تراجعاً حاداً منذ الأسبوع الماضي، بعدما أدى تقرير الوظائف الأمريكي المخيب للآمال إلى تفعيل «قاعدة ساهم»، وهو مؤشر موثوق عادة للركود الاقتصادي.

  • ماهي «قاعدة ساهم»؟

أنشئت «قاعدة ساهم» على يد كلوديا ساهم، الخبيرة الاقتصادية السابقة في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبيت الأبيض.

وتنص هذه القاعدة على أن الاقتصاد الأمريكي يدخل في حالة ركود عندما يكون متوسط معدل البطالة لمدة ثلاثة أشهر أعلى بمقدار 0.5% (50 نقطة أساس) أو أكثر من أدنى مستوى له في الأشهر الاثني عشر السابقة.

هذا المؤشر «التجريبي البحت» والذي يفتقر إلى «أساس نظري»، كما يذكّر رئيس قسم أبحاث الاقتصاد الكلي في شركة «لومبارد أودييه آي إم» فلوريان إيلبو، بلغ 0.53% في يوليو 2024.

ويوضح الخبير أنه منذ نشر تقرير البطالة الأمريكية الجمعة والتي ارتفعت أكثر من المتوقع إلى 4.3%، وهو أعلى معدل للبطالة منذ أكتوبر 2021، فإن الأسواق «تستنتج بوضوح أننا سنشهد ركوداً» وتغرق في المنطقة الحمراء.

  • لا ركود بحسب كلوديا ساهم

رغم هذه الأرقام، فإن كلوديا ساهم نفسها تشكك في انطباق مؤشرها هذه المرة، وقالت في مقابلة مع مجلة فورتشن الأمريكية نشرت الجمعة «لا أعتقد أننا حالياً في حالة ركود».

وأضافت: «لا ينبغي لأحد أن يشعر بالذعر الآن، حتى لو بدا الأمر كذلك للبعض، لأن هناك مؤشرات رئيسية للاقتصاد لا تزال تبدو جيدة للغاية».

وأشارت ساهم إلى أن دخل الأسر مستمر في النمو، في حين يظل الاستهلاك واستثمار الشركات مرنين.

وتابعت: «هذه المرة قد تكون مختلفة حقاً».

ولفتت مجموعة الأبحاث «كابيتال إيكونوميكس» إلى أن «ارتفاع معدل البطالة كان حتى الآن مدفوعاً بزيادة القوى العاملة وليس انخفاض التوظيف»

وقال نيل شيرينغ، كبير خبراء الاقتصاد في المجموعة، في مذكرة: «هذا يمثل فرقاً بالنسبة إلى الدورات السابقة»، مضيفاً أنه «من المرجح أن يكون إعصار بيريل قد ساهم في ضعف أرقام الرواتب في يوليو».

وسعى رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول أيضاً إلى طمأنة المستثمرين، قائلاً في مؤتمر صحفي الأربعاء: «إن قاعدة ساهم هي انتظام إحصائي وليست قاعدة اقتصادية تؤكد أن شيئاً ما سيحدث».

قرر الاحتياطي الفيدرالي الأربعاء إبقاء أسعار الفائدة عند أعلى مستوى لها منذ 20 عاما، بينما أشار إلى احتمال خفضها في سبتمبر.

  • تأثير في أسعار الفائدة؟

زادت المخاوف من الركود والضغوط على الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة أكثر من المتوقع، أو حتى قبل اجتماعه المقبل.

وأدلى جيروم باول بتصريحاته قبل نشر أرقام البطالة.

ويرى فلوريان إيلبو أنه «من الواضح أن هذا أمر سيثير قلق الاحتياطي الفيدرالي».

ويضيف الخبير الاقتصادي: «هل من الممكن أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بشكل غير مبرمج؟ في الوقت الحالي، من غير المرجح أن يحدث ذلك».

ويتوقع بعض المحللين أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 0.5% في سبتمبر، أي بمقدار أعلى من التوقعات السابقة (0.25%).

يقدّر إيلبو أن «الاحتياطي الفيدرالي قد يقوم بمثل هذا الخفض لإبطاء التراجع في الأسواق، إذا استمر بالفعل حتى ذلك الحين».

وقال دويتشه بنك: «إن الأسواق باتت تتوقع خفضاً إجمالياً بمقدار نقطتين مئويتين على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة، وهو ما لم نشهده من قبل إلا في حالة الركود».

لكن شيرينغ، الخبير الاقتصادي في كابيتال إيكونوميكس، توقع أن يقر الاحتياطي الفيدرالي خفضاً بنسبة 0,25% في كل من اجتماعاته الثلاثة المتبقية هذا العام. (أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3k64jmfm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"