إعداد: خنساء الزبير
يعتقد كثير من الموظفين أن الوقت المناسب لمناقشة الراتب، إنما يكون أثناء المقابلة بعد التقدم لوظيفة جديدة، أو بعد تقييم الأداء نهاية العام، لكن الخبراء يقولون إن الوقت الذي يناسب المدير، ربما لا ينحصر في هذه الأوقات فقط، بل إن بعض خبراء الموارد البشرية يقولون إنهم يفضلون الدراية بالأمر في أقرب فرصة ممكنة، ومنها ما ذكرته لشبكة «سي إن بي سي»، مادي ماتشادو، مسؤولة طلبات توظيف في إحدى مدن ولاية فلوريدا، والتي عملت سابقاً في «ميتا»، و«مايكروسوفت»، و«لنكدإن».
تقول ماتشادو إن الموظف ليس عليه الانتظار حتى دورات الترقية، أو حتى تحين دورات المطالبة بالزيادة، وتنبه إلى أنه «ليس هناك وقت غير مناسب» لمناقشة الأمر مع المدير، أو الموارد البشرية، وتحفز الموظفين قائلة إن هذه أموالكم، وإن كل أسبوع تأجيل لطلب زيادة الأجر هو أسبوع يحصل فيه الموظف على مبلغ أقل مما كان يمكن أن يحصل عليه.
وتشير إلى أن الشركات لا تتردد بشأن مناقشة العقود مع البائعين، أو العملاء الآخرين، وضربت مثلاً بنفسها، عندما أبلغت ذات مرة رئيسها في العمل أنها تريد إعادة النظر في أجرها، فحصلت على عرض يزيد بنسبة 10% من دون مفاوضة، وتنصح بأن أفضل وقت لطلب الزيادة، هو عندما يكون الموظف على استعداد للتقدم بحجة قوية للشركة بناء على مساهماته وأدائه.
وفي ما يلي 4 نصائح ذهبية من ماتشادو حول كيفية طلب زيادة الراتب بالطريقة الصحيحة:
ذكر الإسهامات
توصي ماتشادو الموظف ببدء الحديث عن الإضافة، التي أسهم بها في فريقه، وفي الشركة، أو في مكان عمله، أياً كان. وتؤكد أنها تعلمت هذا من رئيسها سابقاً، الذي كان يعمل مديراً للموارد البشرية، فعندما أثارت مسألة إعادة النظر في أجرها، نصحها بالعودة إلى المنزل وكتابة كل مشروع قامت به، والإجراء الذي حسّنته، وأي شيء وفرت من خلاله مالاً ووقتاً الشركة، أو جعل الشركة تكسب مالاً.
وتقترح ماتشادو ذكر الأشياء التي كان الموظف يفعلها لمصلحة الشركة، والأشياء التي لم تكن لتُنجز من دونه، أو لم تكن لتُنجز بشكل جيد، لو لم يكن موجوداً.
تجميع البيانات
بمجرد تحديد ما أضافه الموظف من قيمة لعمله، توصيه ماتشادو بجمع بعض البيانات الداعمة لكلامه، لذلك عليه توثيق إنجازاته على مدار العام بمجرد القيام بها، حتى يتمكن من الرجوع إليها عند التقدم بطلب الزيادة، وعليه أيضاً الاحتفاظ بقائمة، أو ملف يحفظ فيه أية رسائل بريد إلكتروني إيجابية، أو تعليقات، أو ملاحظات إيجابية أخرى من المديرين والأقران، حول عمله.
تحديد رقم
تؤكد ماتشادو أن في المرة الأولى التي حاولت فيها طلب علاوة، أخطأت في قول إنها تريد «المزيد» من دون معرفة قيمة هذا «المزيد»، أي أنها لم تحدد رقماً معيناً للزيادة، وحتى لا يقع الموظف في الخطأ ذاته، توصيه بإجراء البحث منذ وقت مبكر لمعرفة رقم الزيادة الذي يريد، وتوضح أن هناك العديد من الطرق لمعرفة الرقم المناسب، منها قواعد بيانات الرواتب عبر الإنترنت، مثل «غلاس دور»، أو «إنديد»، وترى أنها أماكن جيدة للبدء، إضافة إلى قواعد بيانات مختصة في مجالات معينة، مثل «ليفيلز دوت إف واي آي»، على سبيل المثال، المختص في مجال التكنولوجيا.
ويجب التأكد من مقارنة الراتب، أو الأجر الخاص بالمسمى الوظيفي والمجال وسنوات الخبرة والموقع، ويمكن الحصول على فكرة أفضل عن النطاق المتوقع للزيادة من خلال سؤال الزملاء، أو النظراء في الشركات المنافسة، أو بناءً على المكان الذي يعيش فيه الموظف، فقد يكون مطلوباً من الشركة التي يعمل فيها إدراج نطاقات الرواتب في إعلانات الوظائف عبر الإنترنت.
وتؤكد ماتشادو ضرورة وضع الموظف رقماً محدداً في ذهنه، سواء أكان قيمة بالعملة، أو زيادة بنسبة مئوية، وعند المطالبة توصي بطرح مبلغ أعلى بقليل من الذي يضعه في ذهنه، لأن صاحب بالعمل سيتفاوض بشأنه، فعلى سبيل المثال إذا كان الموظف يأمل في زيادة قدرها 10000 دولار، عليه طلب 15000 دولار، مع العلم أن الموارد البشرية، قد تقدم عرضاً مغايراً له.
تحديد موعد
ربما يكون طلب زيادة الراتب من دون سابق إنذار أمراً محرجاً، وإذا ألقى به الموظف على رئيسه بصورة مفاجئة، فمن غير المحتمل أن يحصل على رد فوري، لذلك تنصح ماتشادو بمخاطبته أولاً عن طريق رسالة بريد إلكتروني، أو نحو ذلك، لتحديد موعد لمناقشة الأمر سواء عن طريق مكالمة هاتفية، أم لقاء مباشر، وتنصح بتأطيرها على هذا النحو: «أريد أن أتحدث عن القيمة التي أجلبها للشركة، وإلقاء نظرة على الأجر الذي أتلقاه حالياً، والتحدث عن مدى وجود فرصة للزيادة في هذا الوقت».
وفضلاً عن أن هذه الطريقة تسهل مناقشة الأجر، فهي أيضاً تمنح المدير وقتاً لوضع كيفية لإنهاء النقاش، حيث يكون قد حصل على الوقت الكافي للقيام ببعض المباحثات لمعرفة: هل هناك مساحة في الميزانية للزيادة، ما هي الوثائق التي سيحتاج إليها لتقديم طلب للحصول على الموافقة، هل يمكنه طرح الطلب بمجرد الانتهاء من إنجاز ما، أو مشروع ما؟
تقول ماتشادو إنها اتبعت هذه الخطوات، ذات مرة، أثناء وجودها في «مايكروسوفت»، وعندما حان الوقت الذي اجتمعت فيه برئيسها في العمل، كان قد وافق لها بالفعل على زيادة بنسبة 10%، وكانت هذه النسبة أعلى مما كانت تضعه في ذهنها، لذلك وافقت على الفور.
