عادي
صيفنا قراءة

أسماء الزرعوني: المعرفة ترياق ضد أمراض العصر

16:08 مساء
قراءة 3 دقائق
أسماء الزرعوني

«في الصيف يعتزل الكثيرون العالم بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وهؤلاء يجدون في الكتاب ملاذاً؛ إذ يصنعون تفاصيل رحلة متخيلة ممتعة وجميلة بواسطة القراءة والاندماج فيها»، بتلك الكلمات تحدثت الكاتبة أسماء الزرعوني عن القراءة وأثرها في النفوس وضرورة اقتناص فرصة العطلة الصيفية في ممارسة فعل الاطلاع بتعمق وتكوين المكتبات، ولابد كذلك للأشخاص من غير القراء أن يصنعوا علاقة بالكتاب، فالمعرفة مسألة في غاية الأهمية في تطوير الذات، وفي العمل وفي فهم الحياة نفسها، بالتالي فإن القراءة ضرورة حياتية ووجودية.
وذكرت أسماء الزرعوني أن مجالات القراءة، من حيث المكتبات والأماكن العامة، صارت متسعة، خاصة في إمارة الشارقة؛ حيث إن هناك أماكن معينة بات الناس يرتادونها من أجل متعة الاطلاع مثل «بيت الحكمة»، و«مكتبة الشارقة العامة»، وغير ذلك من مؤسسات تشجع على القراءة، كما أن القراءة في هذا الزمن صارت ضرورة ملحة؛ حيث إنها تقي من أمراض العصر مثل التوتر والقلق والاكتئاب وغيرها، وتشير، في هذا الصدد، إلى تجربتها الخاصة عندما كانت في المستشفى لتلقي العلاج خلال الفترة الماضية؛ حيث قضت وقتاً كبيراً في الاطلاع، وكذلك في كتابة رواية سترى النور قريباً.
*عادة يومية
وتشير أسماء الزرعوني إلى أن فترة الصيف فرصة جيدة للقراءة؛ لأن البشر يتحررون من الكثير من الأعباء، ومن المهم أن يكون الاطلاع متنوعاً بحيث لا يحصر المرء نفسه في قراءة المؤلفات في مجال تخصصه؛ لأن التثقيف يتطلب الاطلاع على أشكال وأنماط مختلفة من المعارف مثل الفكر والأدب والعلوم، كما أن الصيف فرصة كذلك للأسر والآباء في البيوت لكي يعوّدوا الأبناء على حب القراءة؛ لكي تصبح ضمن عاداتهم اليومية، وتلك مسألة في غاية الأهمية.
ولفتت إلى أن هنالك عدم اهتمام بالقراءة بالنسبة للجيل الحالي، الذي انصرف بالكامل نحو التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، ولابد من أن يكون هنالك مشاريع تحببهم في الاطلاع عبر هذه الوسائل التي يفهمونها، مثل قراءة المؤلفات الإلكترونية، أو المقالات والمواضيع المفيدة التي تزخر بها الشبكة العنكبوتية.
وتلفت أسماء الزرعوني إلى أن القراءة بالنسبة لها ككاتبة مسألة في غاية الأهمية، فالمؤلف لا يستطيع إنتاج الكتب من دون أن يكون هو نفسه قارئاً، فلابد أن تكون هنالك عملية طويلة من البحث والتقصي والاطلاع في المراجع والمؤلفات يسبق فعل الكتابة في جميع المجالات.
*مؤلفات أدبية
وتؤكد أسماء الزرعوني أنها تقبل على قراءة الأدب بشكل عام، والرواية والشعر بشكل أكثر خصوصية، وتضع أمامها عدداً من العناوين لمؤلفات تعتزم الاطلاع عليها خلال الفترة المقبلة، وتنصح الزرعوني القراء بالمؤلفات الأدبية، فهي تهذب النفس وترتقي بالروح.
وفي جعبة الزرعوني عدد من الإصدارات الأدبية منها رواية «الغريب»، لألبير كامو، وهي من أيقونات الأدب العالمي، تتحدث عن بطلها مورسو، ذلك الغريب الذي لابد أنه سيثير أسئلة القراءة حول شخصيته وطباعه ورؤيته للحياة، فهو مختلف في كل شيء ولا يشبه بقية البشر الذين من حوله ومن هنا جاءت غربته، أو وصفه الذي اكتسبه «الغريب».
وهناك أيضاً كتاب «شيخة الناخي... امرأة تشكل الحلم»، لصالحة غابش، وهو من الكتب المهمة؛ لكونه يتناول تجربة إماراتية مميزة، حيث تعمل المؤلفة على رصد العناصر المؤثرة في تجربة شيخة الناخي، والتي تبدأ بنشأتها في بيت علم، ومن ثم خبرتها الوظيفية التي جاءت مبكرة قبل إكمال دراستها الجامعية، ودورها في تأسيس العديد من المنظومات الاجتماعية والثقافية، وتركيزها على المرأة والتحديات التي تعترضها وهي تؤدي وظائفها الحياتية.
وكذلك تعمل الزرعوني على قراءة رواية «سيدات القمر»، للكاتبة العمانية جوخة الحارثي، وهي من الإصدارات الأدبية التي وجدت صدى كبيراً، وفازت بجائزة مان بوكر الدولية لسنة 2019 في بريطانيا، وهي تتناول تحوّلات الماضي والحاضر، وتَجْمع، بلغةٍ رشيقةٍ، بين مآسي بشر لا ينقصهم شيء ومآسي آخرين ينقصهم كلُّ شيء، وهي من النوع الاجتماعي، وتصور تحوُّلولات سلطنة عمان، وتعتبر أول رواية كُتبت بالأساس باللغة العربية وتفوز بالجائزة الدولية.
وهناك أيضاً رواية «السدرة»، للكاتبة السعودية أسماء أحمد بوخمسين، وهي من المؤلفات السردية المميزة من ناحية الأسلوب والموضوع، ويتناول جوانب مهمة من تاريخ تأسيس المملكة العربية السعودية، ويركز على حياة أهل الأحساء وجانب من شكل ملابسهم ومأكلهم، وتجارتهم، وزراعتهم؛ حيث يقدم التفاصيل الدقيقة عن الحياة في ذلك الوقت، خاصة في ما يتعلق بالأشعار الشعبية، والقصص، والأساطير الخيالية الواردة في المناسبات المختلفة، وكذلك العادات والتقاليد في المناسبات الاجتماعية المختلفة؛ حيث تصنف الرواية كفنتازيا واقعية، تمزج بين ما هو واقعي وما هو متخيل وأسطوري.
وتشير الزرعوني إلى أنها لا تتبع طقوساً معينة في القراءة، فهي تمارس الاطلاع في أي وقت، وأي مكان، في البيت، وكذلك في المقاهي والمكتب، وأيضاً أثناء التنقل والأسفار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3fta5j88

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"