القردة نجوم في عدسة مصور المشاهير

تشارك في الإعلانات وتنقل هموم بني جنسها
12:34 مساء
قراءة 5 دقائق

يشتهر جيل جرين برج بأنه مصور النجوم بامتياز فما من نجم سينمائي أو تلفزيوني إلا ومر أمام عدساته، لكن برج أراد ان يجسد بكاميراته جنساً آخر من المشاهير، جنس طالما شاهدناه في افلام شهيرة أو مسلسلات متلفزة مثل شيتا في مسلسل طرزان، إنه جنس القردة بشتى أنواعه. وقردة برج لم تظهر هذه المرة في الافلام فقط، بل كان لها نصيب في عالم الاعلانات ايضاً.

عند مشاهدة هذه الحيوانات وهي تصور أدوارها أمام عدسات الكاميرات يخيل المرء انها تحاول تقليده، لكن عند النظر اليها عن كثب تلاحظ انها تتصرف بشكل طبيعي، بعيداً عن المحاكاة أو التقليد.

البانك الحزين: أول قرد وقف أمام عدسة برج كان قرد السيليبس نسبة إلى بحر السيليبس الواقع غرب المحيط الهادي، بين جزيرة بورنيو في الغرب، وجزيرة السيليبس في الجنوب، التي تصل بحر جافا بمضيق مدغشقر. ويطلق عليه في اللغة الاندونيسية ارخبيل سولوازي.

وظهر هذا القرد في اعلانات عدة ويعتبر رمزاً مميزاً لإحدى الأدوات والآلات الصناعية المتميزة، وإذا كان هذا القرد وجد مكاناً مريحاً يتلقفه في حياته فلا بد أن نعلم بأن اقرانه من أفراد جنسه لم تزل تعيش محنة شديدة خاصة أنها تعتبر بالنسبة لسكان الغابات كحيوانات مزعجة ومدمرة للحقول الزراعية ولذا تقوم ضدها حملة شعواء للقضاء عليها إلى درجة ان عددها على سطح الأرض لم يعد يتجاوز الخمسة آلاف رأس محصورة في جزء صغير من الغابة التي لم تزل تقطن بها في اندونيسيا، وعند تعليقه على صورة هذا القرد قال جرين برج: يمكن تشبيهه بالبانك الحزين الذي يكاد يتقطع فرقاً من الحزن على افراد جنسه المعرضين للانقراض.

ضحية الموضة: عند التأمل في صورة قرد ديان دو رولوواي المعروف بالذيال نلاحظ أن صورته يغلب عليها الاندهاش وربما يعود ذلك لوقوفة أمام العدسة، أو ربما يكون بكل بساطة مصاباً بالقلق والتوتر وله الحق في ذلك، فعما قريب لن نتمكن من مشاهدة هذا القرد في مكان آخر سوى في حديقة الحيوانات أو الصور الفوتوغرافية فقط.

ويعاني قرد ديان دو رولوواي من أزمة الاختفاء التدريجي نظراً لكثرة اصطياده بغية الحصول على فرائه الثمين. ويمثل هذا القرد الذي ينحدر من الساحل الغربي الافريقي جزءاً من 25 نوعاً من القردة الأكثر تعرضاً للانقراض في العالم، ومن هنا ينظر البعض إلى هذا القرد على أنه سيذهب ضحية للموضة وترف الانسان.

فظ بقلب حنون: ربما لا تتمنى ان تقابل هذا القرد في أحد زوايا هذا الشارع أو ذاك، فعندما يبدي قرد الميمون هذه السحنة التي لا تنم عن أي سرور. فذلك ليظهر بأنه لطيف أو ظريف أو ربما ليلقي التحية على صديق أو قريب من جنسه، والعجب العجاب أن شكله الظاهري الذي ربما يذكرنا بالوحش الكاسر، هو سلاحه للايقاع بأنثاه، خاصة ان الالوان التي تظهر على وجهه موجودة ايضاً على اردافه وهي تعتبر بمثابة المقياس المحدد لذكورته وقدرته على الاغراء.

وعلى الرغم من أنه يعامل معاملة سيئة إلى حد ما إلا أن غالبية افراد جنسه مهددة بالانقراض.

كوباي مثالي: أما قرد البندر الهندي فيبدو عليه عند التأمل في تعابير وجهه أنه يهدد المصور لاسيما أنه يطلق صرخات ربما تكون تحذيرية، ويركز نظراته عليه، ومن هنا يصعب علينا ان نصدق بأن هذا القرد الآسيوي يشتهر بوداعته ولين عريكته وسلاسة تعامله مع الآخرين خاصة في حياة الأسر، ومن هذا المنطلق اختار المصور جرين برج ان يجسد له هذه الصورة بعدسات كاميرته بعد أن اشتهر لدى الباحثين بأنه كوباي عينة مثالية لاجراء التجارب لاسيما بعد أن اسهم في اكتشاف عامل ريزوس في الدم أو كما يسمى لدى البعض بعامل البندر مادة في دم القرد وبعض البشر تسبب بعض الحوادث عند عمليات نقل الدم، حيث يمكن للباحث التمييز بين فصائل الدم المختلفة.

ويعتبر قرد البندر من أوائل القردة التي عولجت بالطرق الجينية وسافرت إلى الفضاء على متن المركبات الفضائية.

وقرد البندر يتكاثر بسرعة في شوارع الهند ويقتات على ما يلقى له من زهيد الطعام وربما لا يجد ما يسد رمقه إلا بين النفايات.

قرد عالم: وفيما يتعلق بقرد الكبوشي وهو قرد مقلنس من جنوبي امريكا يكسو رأسه شعر اسود اشبه بالقلنسوة، فلا يحضر نفسه لكي يغرق في غفوة ممتعة، بل على العكس تماماً إنه في قمة نشاطه أو ان شئت القول في حالة اليقظة التامة والتأهب، إذ ان هذه السحنة التي يغلب عليها البرود والوداعة تخفي وراءها صرخة مدوية يستخدمها الكبوشي للاشارة إلى وجود الغذاء بالنسبة لأفراد جنسه.

رجل الغاب: وعندما أطلق الماليزيون على قرد الأورجن أوتانج تعبير رجل الغاب، كانوا محقين بذلك، فهذا القرد الاشعث ذو اللحية غير المشذبة كان حسب اعتقادهم انساناً يوماً ما، لكنه ضجر من كثرة التشاجر مع اقرانه فلجأ إلى الغاب ليعيش فيها حياة نباتية هادئة لا صخب فيها، إلا أن حياة السلم التي يبحث عنها لم تكن تلك التي وجدها. ورغم القوانين التي تحميه إلا أن الانسان لم يزل يدمر غابته التي يحلم دوماً ان يعيش فيها بسلام، بل ذهب الانسان إلى أكثر من ذلك عندما اخذ يأسره ليبيعه على سبيل الحيوان الصاحب، ونتيجة لذلك، انخفض عدد هذا النوع من القردة من بضع مئات من الآلاف خلال القرن الماضي في جنوب شرق آسيا ليصل إلى 50 الف رأس في جزر البورنيو وسومطرة.

الزوجة الخاضعة: إذا كنت تتصور ان مسألة خضوع الزوجة لزوجها تقتصر على عالم البشر، فتصورك خاطئ، فقرد الرباح الذي يعيش في الحبشة والسودان يمارس هذا السلوك على انثاه ولذا تجدها تتصرف بطريقة عنيفة مع الآخرين، وما ذلك إلا لأن الذكر يتصرف مثل سي السيد مع اناث أخريات من الفصيلة نفسها، ومن هنا يقول الباحثون إن خضوع انثى الرباح للذكر بهذه الطريقة يسبب لها الضغط النفسي والأرق وكثرة التفكير في مصيرها.

الشمبانزي النعسان: وأخيراً نصل إلى الشمبانزي القرد الاقرب شبهاً إلى الانسان حسب آراء بعض العلماء لأنه يستطيع المشي على قائمتين ويصنع أدواته اليومية ويعالج نفسه بالنباتات وينقل معارفه إلى اطفاله ويصدر ضحكات ظريفة لدى شعوره بالفرح أو عندما يلاعب صغاره اضافة إلى تصرفات أخرى لم تزل تدهش العلماء ومن هنا ثمة حالة ملحة تستدعي الاسراع بحمايته خاصة أن اعداد هذا النوع من القردة انخفضت خلال القرن العشرين إلى النصف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"