الإمارات.. عقود من السلام

03:39 صباحا
قراءة دقيقتين
سلطان حميد الجسمي

تتمتع دولة الإمارات بنهج سياسي راسخ ومتين على مر السنين منذ قيام اتحاد دولة الإمارات على يد المؤسسين رحمهم الله. وقد سخّرت نفسها لخدمة البشرية ومساعدتها. وعلى أساس هذه المبادئ الأساسية قام الاتحاد، والتاريخ يشهد بما فعلته دولة الإمارات منذ تأسيسها إلى يومنا هذا، من الوقوف إلى جانب الدول العربية والإسلامية في كل المحن التي مرت بها، بما يتناقض بالمطلق مع ما تُروِّجه الهجمات الإلكترونية الإعلامية المزيفة من منصات الدول المعادية والمنظمات الإرهابية التي تُزيف كثيراً من الحقائق، وتنشر الشائعات وتُفبرك قصصاً ليس لها من واقع.
التاريخ وثق لدولة الإمارات موقفها الحاسم من قضايا الأمة العربية والإسلامية منذ قيام اتحادها، فأفعال العظماء تترسخ لدى الأجيال حتى ولو بعد قرون. ومما يشهد لذلك، موقف المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في بدايات قيام دولة الإمارات، وبالضبط عام 1973 في حرب أكتوبر، حينما دافع بشدة هذا الإنسان العربي المسلم عن عروبته وقوميته، وقال حينها: «إن الذين قدموا دماءهم في معركة الشرف قد تقدموا الصفوف كلها، وإن النفط العربي ليس بأغلى من الدم العربي، إننا على استعداد للعودة إلى أكل التمر مرة أخرى، فليس هناك فارق زمني كبير بين رفاهية البترول وبين أن نعود إلى أكل التمر». وفي هذا الخطاب التاريخي العظيم تتجسّد روح المصير العربي، واختصرت الكلمات المجيدة لهذا القائد الفذّ، أن النفط العربي ليس أهم من الدم العربي، وأننا على استعداد تام للعودة إلى أكل التمر مرة أخرى، متخلين عن رفاهية العيش في سبيل الأشقاء، ليعطي رحمه الله بذلك درساً في السياسة للعالم، ونهجاً راسخاً في الوقوف مع الأشقاء وتحديد المصير بعد قطع النفط.
واليوم وبسبب هذا النهج السياسي القائم على السلام والتسامح والتعايش الذي اتخذته الإمارات منهجاً لها، فإنها اليوم في مقدمة دول العالم، تحتل المراكز الأولى في كيفية عيش الأفراد المواطنين والمقيمين باستقرار وأمان وسلام وتعايش، في ظل القيادة الرشيدة التي توفر كل سبل الراحة والأمان.
ومنذ ذلك الخطاب إبان حرب أكتوبر 1973 للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فإن خطى القيادة الرشيدة لم تتغير؛ بل توسعت في ترسيخ مبادئ السلام والتعايش والتسامح. وتثبت دولة الإمارات اليوم للعالم أنها رائدة في العمل الإنساني، وإنجازاتها يفتخر بها كل إماراتي؛ بل عربي ومسلم، وأنها من الدول الأولى عالمياً في حجم المساعدات الخارجية، وأنها في أزمة تفشي فيروس كورونا أثبتت للعالم وقوفها مع الدول المتضررة من دون تفريق أو تمييز، فجسر الخير والإنسانية يمتد من الإمارات إلى كل العالم.. كل يوم لمساعدة البشرية.
إن مقالاً واحداً لا يكفي لسرد الإنجازات السياسية والإنسانية والدبلوماسية والعلمية وغيرها من المجالات التي خدمت بها دولة الإمارات البشرية، فالتاريخ يثبت هذه الإنجازات ويرد على ما تتناوله المنصات الإعلامية المرتزقة من أراجيف وأكاذيب.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"