تحديات الأمن الغذائي

03:58 صباحا
قراءة دقيقتين
سلطان حميد الجسمي

عوامل عدة أثرت في الأمن الغذائي في منطقتنا، وأهم هذه العوامل هي الحروب التي أرهقت شعوب المنطقة والتي بسببها دمرت ونهبت المحاصيل الزراعية.

يشكل الغذاء العنصر الأساسي للإنسان، وتأمينه من أكبر التحديات التي تواجه البشرية، وبالأخص في منطقتنا، وإذا حصرنا منطقتنا فهي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى والهند وباكستان. فدول هذه المنطقة تتمتع نوعاً ما بمقومات التأمين الغذائي، على خلاف دول تمر اليوم في مجاعة أو نقص حادٍ في تأمين الغذاء لمواطنيها، ومن أمثلة ذلك، دول إفريقية لديها موارد لتأمين الغذاء وإمكانية تصديره لدول العالم، إلا أنها حالياً لا تستطيع تأمين وتوفير الأغذية بسبب عوامل عدة سواء أمنية أو سياسية أو اقتصادية أو إدارية. ورغم ثبات بعض دول المنطقة إلى يومنا هذا إلا أنها بسبب الكثير من المؤثرات فهي اليوم على مشارف المجاعة أو النقص الحاد لتأمين الغذاء.

تنقسم دول المنطقة إلى قسمين مهمين في تحديد مسار الأمن الغذائي، القسم الأول هي الدول المنتجة والمصدرة للغذاء، وبعض هذه الدول للأسف لا يمكنها تأمين الغذاء إلى مواطنيها أو سوف تواجه مستقبلياً نقصاً حاداً في تأمين الأغذية الأساسية اليومية لشعوبها بسبب عوامل عدة، وأهمها عدم قدرة المؤسسات الحكومية المعنية بالأمن الغذائي على التنسيق مع القطاع الخاص، والذي ينتج ويمتلك المحاصيل الغذائية لغرض التصدير للدول المجاورة دون النظر بعين الاعتبار لتأمين الأغذية للمجتمع المحلي وأخذ الحيطة والحذر تجاه ذلك، وهذه من أكبر الأسباب التي تواجه الدول التي مرت بها المجاعة مع كونها مصدرة ومنتجة للغذاء. وأما القسم الثاني، فهي الدول المستوردة للغذاء، لأنها تفتقر القدرة على إنتاج الغذاء، وبالمقارنة بين حجم سكان هذه الدول المستوردة للغذاء والذين يعدون بالملايين وبين الأغذية التي تستوردها من دول العالم بكميات كبيرة لتأمين الغذاء لمواطنيها ومقيميها فهي تقتصر في الوقت الراهن على الاكتفاء الغذائي، ولم تحقق مفهوم الأمن الغذائي، لأن مفهوم الأمن الغذائي هو توفير الغذاء للأفراد في الوقت الحاضر والمستقبل للأجيال القادمة.

عوامل عدة أثرت في الأمن الغذائي في منطقتنا، وأهم هذه العوامل هي الحروب التي أرهقت شعوب المنطقة والتي بسببها دمرت ونهبت المحاصيل الزراعية من قبل الجماعات المسلحة ، وأقفلت الأسواق أمامها وتوقف التصدير لدول العالم.

ومن العوامل الأخرى التي تعيق الاكتفاء الغذائي الذاتي في منطقتنا تتمثل بالعوامل الطبيعية التي اعتادت عليها شعوب المنطقة من الشح في المياه والجفاف والطقس الحار والغبار وغيرها والتي تدخل في تحديات التغيير المناخي، وتسعى كثير من دول المنطقة إلى إيجاد حلول للتأمين الغذائي في ظل تحديات الكوارث الطبيعية.

دولة الإمارات رائدة في منظومة الأمن الغذائي، وهي نموذج يحتذى به عالمياً بتجاربها واستراتيجيتها والتي صنعت الفارق في هذه المنظومة في وقت قياسي، ووضعت أولوياتها في تأمين الغذاء للأفراد في الوقت الحاضر وللأجيال القادمة لتحقيق الاستدامة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"