الإمارات ما بعد «كورونا»

04:19 صباحا
قراءة دقيقتين
سلطان حميد الجسمي

مما لا شك فيه أن تفشي وباء كورونا المستجد هو الخطر الأكبر الذي مرت به البشرية في عصرنا هذا، لما خلفه من ضحايا في كل العالم، وتصل حصيلة ضحاياه حتى الآن إلى أكثر من 770 ألفاً من الوفيات وأكثر من 21.600 مليون مصاب يلازمون أسرتهم منذ أشهر، إضافة إلى شلل حركة العالم جواً وبحراً وبراً، والأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي ضربت مختلف الدول وحجر العالم في بعض البلدان.
وحتى يومنا هذا ما زالت بعض البلدان تفرض حظراً على سكانها، وتلزمهم بالحجر المنزلي دون إيجاد حلول ملموسة وجذرية لوقف انتشار الفيروس بسبب عوامل عدة، أولها فشل مؤسساتها في احتواء الفيروس ميدانياً في بداية انتشاره، مما أدى إلى التضخم الكبير في أعداد المصابين خارج عن السيطرة، إضافة إلى عوامل أخرى مثل النقص الحاد في المواد الطبية الأولية في القطاعات الصحية وعدم التوصل حتى الآن إلى اللقاح الفعال، لذلك فقرارات الحكومات بالحجر المنزلي والحظر الجزئي أصبح حلاً لهذه الدول.
إن دولة الإمارات منذ بداية أزمة تفشي وباء كورونا كانت على دراية تامة بالمخاطر التي تنتجها الأوبئة المتفشية، فحرصت على تسريع الحلول الجذرية لاحتواء الفيروس عملياً، وهذا العامل الرئيسي الذي ساعد دولة الإمارات على احتواء الفيروس وتطويقه والسيطرة عليه رغم أرقام الإصابات القليلة التي تعلن عنها يومياً. فمقارنة بالدول الأخرى تعتبر دولة الإمارات ذات إصابات قليلة جداً، وهذا ما جعلها من أنجح دول العالم التي تسيطر على تفشي الوباء عملياً وميدانياً.
بفضل الخطط والاستراتيجيات التي وضعتها القيادة الرشيدة لمواجهة فيروس كورونا بمساعدة خط الدفاع الأول من جيش الإمارات الأبيض الذي بذل كل ما يستطيع للتغلب على هذا الوباء واحتوائه تحقق النجاح، ولهذا استطاعت حكومة دولة الإمارات بمؤسساتها افتتاح مقرات العمل مرة أخرى واستقبال المراجعين بطاقة استيعابية متوسطة، وبعضها بطاقة استيعابية كاملة بنسبة 100 %، وأيضاً عودة الأعمال التجارية بشكل 100%، بشرط التقيد بإجراءات السلامة واتخاذ جميع التدابير الوقائية من الفيروس بسلاسة كبيرة، وتعد هذه المرحلة ضمن خطط دولة الإمارات لمرحلة ما بعد كورونا والتي أثبتت فيها للعالم بأنها قادرة على مواجهة المخاطر بمفهوم مؤسسي استراتيجي.
وعلى الرغم من إغلاق كثير من الدول السياحية أبوابها أمام السياح والزوار إلا أن دولة الإمارات سمحت للزوار والسياح بزيارة الإمارات بشروط احترازية كبيرة، وعلى ذلك فإن الأماكن السياحية في دولة الإمارات يتوافد إليها السياح من الخارج والداخل بشكل ملحوظ، وأيضاً سمحت دولة الإمارات في بداية الأمر للمقيمين بعودتهم إلى الإمارات بشرط الموافقة المسبقة من الهيئة الاتحادية للجنسية والإقامة، إلا أنها ألغت هذا الشرط وسمحت لهم بدخول أراضيها والترحيب بهم مرة أخرى بشروط سلسة جداً ودون الموافقة المسبقة من الهيئة الاتحادية للجنسية والإقامة.
إلى غير ذلك من خطوات عملت بها دولة الإمارات لاسترجاع الحياة الطبيعية، ليتمكن المواطن والمقيم والزائر من استمرار حياته بأمان واستقرار وسعادة ورفاهية.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"