تكريم مستحق للكاتب

03:08 صباحا
قراءة دقيقتين
عثمان حسن

يقول روبرت فروست: «إذا لم يذرف الكاتب العَبَرات فلن يذرفها القارئ، وإن لم يتفاجأ الكاتب فإن القارئ لن يتفاجأ»، وفي مثل هذا القول ما يبرر أن تقوم الدول بتكريم كتّابها بأشكال مختلفة، ولعل أجمل وأرفع ما يمكن أن يكون عليه التكريم هو تخصيص يوم لهذا الكاتب، ليحتفى به، وبما قدمه من ألوان الفكر، والثقافة، والجمال.
تزامنت ذكرى يوم الكاتب الإماراتي مع تأسيس مظلة الكتّاب الإماراتيين الأكبر «اتحاد كتاب وأدباء الإمارات»، في السادس والعشرين من مايو/ أيار، عام 1984.
ويدرك المثقف الإماراتي، أهمية هذه المناسبة التي تشكل قيمة مضافة في رصيد الكاتب المحلي، كما يدرك مفاعيل هذه المناسبة في تعزيز النشاط الثقافي الإماراتي، وهو نشاط مقدر من الإمارات، التي تعمل منذ زمن بعيد على تشجيع الكاتب، والمؤلف، والناشر المحلي، هؤلاء الذين يشكلون حلقة مترابطة تحرص على تقديم كل ما هو متميز وأصيل في الثقافة الإماراتية، وهو ما يحسب بكل تأكيد في رصيد تطوير المنجز الثقافي، ويؤكد بشكل خاص دور الكاتب المحوري في النهضة والوعي، وأولاً، وقبل كل شيء، يعمل على تعزيز ثقته بنفسه في التنمية، والتنوير، والتقدم الحضاري.
ومثل هذا التقدير بتخصيص يوم للاحتفاء بالكاتب الإماراتي، إنما يشف عن حساسية ثقافة عالية، وإحساس بالمسؤولية تجاه مبدعي الإمارات على اختلاف تخصصاتهم الإبداعية، فالكاتب كما يوصف يرى أشياء لا يراها الإنسان العادي، بحس مرهف وشفاف، ولذلك هو محل تقدير الشعوب والدول والفعاليات الثقافية والفكرية والعلمية في كل بقاع الأرض، وهو الذي تستشعره الإمارات دائماً وأبداً، إيماناً منها بدور المثقف في الوعي والتنوير والنهضة، ما يلقي بأعباء ومسؤوليات مضافة على عاتق الكاتب الإماراتي الذي يقدر هذا التكريم حق قدره، وبالتالي، يدرك أهمية هذه المناسبة، التي تشكل قيمة مضافة في رصيده، كما يدرك مفاعيل هذا التكريم في تعزيز النشاط الثقافي الإماراتي، فيصبح على تماس مع مجتمعه، ويعمل بالتالي على إبداع كل ما هو خلاق ونافع، ويعزز قيم الجمال والحس الإنساني المشترك.
ولا شك في أن المبدع الإماراتي، ومن دون أدنى شك، وأسوة بكل مبدعي الأرض، جوهرة ثمينة مفعمة بكل أسباب الرقي والثقافة والجمال، ويليق بالتكريم دائماً وأبداً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب وشاعر وصحفي أردني، عمل في الصحافة الأردنية / في القسم الثقافي بجريدة الدستور ، ويعمل اليوم محررا في جريدة الخليج الإماراتية / القسم الثقافي، صدرت له عدة كتب في الشعر بينها: "ظلال" ، وردة الهذيان / ، وكبرياء الصفة / ، كما صدر له كتاب في الإمارات بعنوان "محطات حوارية مع وجوه ثقافية إماراتية" .
له كتاب مترجم غير منشور/ قصائد عن الإنجليزية، نشرت بعض هذه القصائد في "ثقافة الدستور" وفي مواقع إلكترونية محكمة مثل موقع "جهة الشعر.
شارك في أماسي وملتقيات شعرية عربية كثيرة، وقد قدمت حول نتاجاته الأدبية الكثير من القراءات النقدية.
عضو رابطة الكتاب الأردنيين ، وعضو نقابة الصحفيين الأردنيين.

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"