«كورونا».. شائعات وفوضى

04:11 صباحا
قراءة دقيقتين
سلطان حميد الجسمي

مع بداية 2020 تفشى وباء فيروس كورونا ليحكم العالم حتى الآن، وربما لأشهر طويلة مقبلة، وربما لعامين مقبلين، وفق التقرير الأخير لمنظمة الصحة العالمية. وتشير التقارير إلى إن «كوفيد 19» قد تكون موجته الثانية أسوأ من الموجة الأولى التي راح ضحيتها أكثر من 808 آلاف شخص، وإصابة أكثر من 23.4 مليون شخص، حول العالم، على الرغم من الإجراءات الصارمة التي تضعها الدول لحمايتهم من الفيروس، إلا أن الكابوس تخطى كل الاحتمالات وإجراءات الوقاية، وقد أصبح العدو الوحيد للبشرية في 2020 .
ومما لا شك فيه، أن الأزمات تستغل إعلامياً، وحتى بين أفراد المجتمع، فتكثر الشائعات، والأغاليط، والأخبار المفبركة، لاستخدامها لأهداف ومصالح غير شرعية، وفي أزمة تفشي «كوفيد 19» أصبح المجتمع المدني أكثر حرصاً على عدم تناول الشائعات بسبب خطورتها في هذه الأزمة التي ضربت الدول والمجتمعات بسبب الشائعات المزيفة التي يتناولها الأفراد، سواء كانت هذه الإشاعات تضخّم خطورة الفيروس، أو تستهين به، وتدّعي أن المرض عبارة عن زكام بسيط، كما كان الحال في أوروبا، وبالتحديد في إيطاليا، أكبر بؤرة لتفشي «كوفيد 19» في العالم في بداية الجائحة، عندما تهاون المجتمع الإيطالي في التعامل مع فيروس كورنا بسبب الشائعات المتنقلة بين أفراد المجتمع التي ادعت أنه ليس بتلك الخطورة عليهم، وها هي حصيلة إيطاليا تصل إلى أكثر من 35430 وفاة، وأكثر من 258 ألف مصاب بهذا المرض، وأصبحت إيطاليا من الدول الأكثر تضرراً بهذا المرض، وأدى إلى تراجع كبير في الاقتصاد والصحة والأمن الداخلي، وذلك يرجع إلى نشر الشائعات وتناولها بشكل فوضوي من دون محاسبة من يطلقها بسبب حرية الرأي. وكذلك هو الحال في البرازيل جراء الاستهتار مثلاً.
إن المجتمعات الأكثر حرصاً على عدم تصديق الشائعات هي المجتمعات التي انتصرت على وباء كورونا اليوم عملياً، وميدانياً، وهي كذلك التي لها القدرة على إنتاج لقاح يقي أفرادها من الفيروس في الأشهر القليلة القادمة، وذلك يرجع في المقام الأول إلى حرص أفراد المجتمع على عدم تصديق الشائعات، وتوحيد الجهود لإيجاد حلول للقضاء على هذا الفيروس.
واليوم، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة بقوانينها وجهود خط الدفاع الأمامي، كفيلة بأن تنتصر على «كورونا» بأقل الأضرار، والمجتمع الإماراتي بفضل القيادة الرشيدة التي تسهر على راحته، أصبح على درجة من الوعي بحيث يستطيع أن يميز بين الشائعات، والحقائق. ولعل آخر قصة ادعتها بعض النفوس المريضة عن وفاة 5 أفراد من أسرة واحدة، كشفت الجهات الرسمية في الإمارات أنها شائعات، وغير حقيقية، وتم بالفعل إحالة الأشخاص إلى الجهات القضائية، وقد تم التعامل مع هذه الشائعة بدقة، وسرعة، حيث لم تمرّ ساعات إلا وتم كشف الشائعة، ومدعيها، وتم التعامل مع ذلك بحزم، وحرص. ولهذا فإن المجتمع الإماراتي من مواطنين، ومقيمين، بات يشكل حائط صد ضد الشائعات، وواحداً من الخطوط الأمامية للقضاء على «كورونا» عن طريق الحرص الشديد على عدم تصديق الشائعات في وسائل التواصل الاجتماعي.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"