أبناؤنا هم قرة أعيننا، وهم أمل الحاضر والمستقبل، ولأجل مستقبل أفضل لهم علينا تربيتهم وتنشئتهم بطريقة سليمة، وهو ما يفرض علينا التعامل على أنهم الاستثمار الأمثل في الدنيا والآخرة، فهم التربة التي نجني منها ثمار ما نغرس، فإما أن تكون الثمرة صالحة ونافعة أو سيئة وطالحة، وهم يشبهون البناء الذي نبنيه بهدف السكن فيه، وبالتالي علينا أن نحرص على تشييده وفق قواعد راسخة تضمن سلامته وسلامتنا... فكيف تكون الدعامة الأولية والأساس؟
فالقاعدة التي ينبغي أن نبني عليها شخصية أبنائنا هي الإيمان العميق واستحضار مراقبة الله سبحانه وتعالى في كل سلوكياتهم..
ويعين على ذلك أداء الصلوات الخمس في أوقاتها، فهذا من شأنه ربطهم بالله سبحانه وتعالى وتقوية العلاقة معه عز وجل بأدائها خمس مرات في اليوم، ومن ذلك أيضاً يتكون لديهم وعي بترتيب الأولويات وإدارة الوقت.
وبعد ذلك تعليمهم أركان الإيمان، كل حسب عمره ومدى قدرته على استيعاب هذه الأساسيات.
وعلينا أن نغرس في نفوسهم أن الله هو الذي نطلب منه ونلجأ إليه وقت الحاجة، لأنه هو الواحد الأحد القادر على تحقيق ما نريد والذي بيده الأمر كله والذي يقول للشيء كن فيكون.
كما أن المربي يعتبر القدوة لأنه أساس الصلاح بعد الله سبحانه وتعالى، فلا تنه عن فعلٍ وتأتي بمثله عار عليك إذا فعلت عظيم، فكن صادقاً مع أبنائك احتراماً لذاتك، واجعل أفعالك تصدق أقوالك، وضع نصب عينيك بأنك اليوم الأقوى لكنك غداً ستكون الأضعف والأحوج إلى الرعاية والعناية والبر والحب والاحترام، وما ستزرعه في أبنائك اليوم ستحصده غداً منهم.
عليك تنشئتهم على الحب والعطف واللين، وتقبل النقد والتواضع وإيصال فكرة أن الكمال لله وأن الإنسان دؤوب على العمل ليصل إلى النجاح، «كفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه»، ولكن على الوجه الآخر أن يكون شديداً حتى يتحمل النشء مسؤولياتهم، وأداء واجباتهم، ثم بعد ذلك من حقهم تسلية أنفسهم بما يمتعهم ولا يضر غيرهم.
ومن الأمور المهمة للحفاظ على هيبة المربي«هي إخبار الطفل بما هو خطأ من غير انفعال أو صياح، فالانفعال يقلل من احترامه له ويدني منزلته، والصياح يفقد المربي هيبته».
أخبر ابنك بأن عليه واجبات وله حقوق، وعليه وحده تحمل مسؤولية أخطائه، ومن الأمور التي تعزز المسؤولية، إدارة المال؛ فلو بدأت كل شهر بإعطاء ابنك مبلغاً محدوداً يظل معه إلى آخر الشهر ستعلمه دروساً في الإدارة المالية وتحقيق الاستقرار المالي، فبعد أشهر سيعرف متى يصرف الدرهم وأين، وما هو المهم والأهم في حياته، فإذا أراد شيئاً سيجمع له ما شاء هذا الشهر ويكمله الشهر القادم، وسيعرف متى ينفق؟ وسيدرك مدى حاجته للكماليات ومدى قدرته على الاستغناء عنها، وعليك مساعدته على تحمل هذه المسؤولية...
ميثا السبوسي
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
