من الأمور الواجب على الكتّاب مراعاتها عند الكتابة مجموعة من الضوابط والالتزامات، والتي تشكل ما يسمى بأخلاقيات الكتابة بجانب الآداب والقيم والسلوك التي يجب أن يتحلى بها وهو يمارس الكتابة احتراماً لعقل القارئ وتقديراً له..
هذه الضوابط تتلخص في المصداقية والتحري والدقة في نقل المعلومة المراد نشرها، ويجدر بالكاتب أن يكون لديه إلمام بما يكتب ما استطاع حتى يبدي رأيه بقناعة ويصوغ مقترحه بوعي.. وأن لا يدعي أخلاقيات فاضلة هو لا يستطيع الوصول إليها، أو يكتب عكس ما يرى، لأن القارئ المتمكن يستطيع فعلاً قياس الصدق في شفافية النص، فما كان صادقاً ويحمل جزءاً من كاتبه يصل أسرع، وهنا ترى الاختلاف بين كاتب وآخر، فالبعض يكون لديه في كتابته رؤوس أقلام وقد يُشتّتك عن الموضوع المراد توصيله لك، أما الكاتب العميق قد يكتب جملة بعدد قليل من الكلمات يقصد بها رواية كاملة.
وجود رسالة نبيلة وهدف واضح من هذه الكتابة، يستشفها القارئ ويصل إليها، فالكاتب يستفزه موقف في حياته اليومية، أو أراد التعليق على سلوكيات متبعة، أو قصة حدثت لشخص ما، فيكون هو جسر التواصل بينهم، فيوصل رأيه بأبسط العبارات وأدق المعاني، لتصل بسهولة ويسر.
ومن الآداب أيضاً مراعاة الأمانة في النقل؛ فالكتّاب يعتلون المنابر الأدبية والصوت المسموع في المجتمع فيصل إلى شريحة كبيرة منه، القراءة، القراءة، القراءة ثم الكتابة، .. تقرأ كثيراً هذا يعني أن توسع مدارك الوعي لديك، وبالتالي يتشكل لديك رأي خاص حول موضوع معين بعد النظر والاستقصاء له من مختلف جوانبه، فقراءة كتاب واحد تُخرجك شخصاً آخر غير الذي كان عليه قبل القراءة، وقراءة الروايات هو عيش تلك المواقف والسفر إلى تلك البلدان وزيارة مدنها، وهو عدد سنوات أضيفت لعمرك الافتراضي، بعدد السنوات التي قضى فيها الكاتب كتابته لهذا الكتاب، وخبرات الكاتب حصرها لك فيه وقدمها إليك في طبق من ذهب.
فالقراءة تصقل مواهب عديدة في الإنسان وتشذبها، لتُنتج إنساناً مختلفاً، بروح مفعمة بالحياة، وأسلوب مختلف يميزه عن غيره، ومن الأخلاقيات الواجب مراعاتها الموضوعية، بأن يكون الكاتب حيادياً، وينقل كل الأسباب والأمور التي أدت ومهدت للموضوع ويراعي الآراء والاختلاف ومن ثم يكتب رأيه مدعماً بالأدلة والبراهين التي تثبت صحته، وفي النهاية على القارئ أن ينتبه بين الاختلاف في الاهتمامات لدى الكتّاب واختلاف طريقة تفكيرهم، فينتقي ما يراه مناسباً له.
ميثا السبوسي
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
