المرأة الإماراتية.. قيادة وإخلاص

04:16 صباحا
قراءة دقيقتين
سلطان حميد الجسمي

رغم وصول الإنسان إلى القرن الحادي والعشرين، ومع العولمة والتطور الثوري الذي يعيشه الإنسان في مختلف المجالات إلا أن بعض الدول إلى يومنا هذا لم ترسم حدوداً للمرأة في مجتمعاتها إلا ضمن حدود المنزل فقط، فهي تشقى من دون تقدير، ولا تعطى أدواراً مختلفة في المجتمع.
لكن دولة الإمارات فتحت آفاقاً واسعة لتقدير المرأة وتعزيز دورها، منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي كان مدركاً ومؤمناً تماماً بأن المرأة لها الدور الريادي في نهضة الدولة، وأن الدول المتقدمة اليوم هي من أولت المرأة أدواراً في جميع القطاعات، بل جعلتها في مراكز قيادية. وقال زايد الخير، رحمه الله: «لا شيء يسعدني أكثر من رؤية المرأة وهي تأخذ دورها المتميز في المجتمع، ويجب ألا يعيق تقدمها شيء». فكان، طيب الله ثراه، حريصاً جداً على أن تكون المرأة في مواقع متميزة وقيادية في المجتمع الإماراتي، فكانت دولة الإمارات من الدول القليلة التي جعلت المرأة ضمن من يضع الاستراتيجيات والقرارات الحاسمة في الحكومة الإماراتية، ولهذا خصصت يوم 28 أغسطس/ آب كل عام يوماً للمرأة الإماراتية لتحتفي بها وبإنجازاتها الخالدة الراسخة.
وتقديراً من القيادة الرشيدة للمرأة، فإن المرأة الإماراتية اليوم تعمل في كل القطاعات من الأرض، إلى الفضاء، وزيرة وبرلمانية ودبلوماسية وقاضية وجندية، ونجدها أيضاً مهندسة في الفضاء تدرس المجرات، والكواكب، في بحور الفضاء، ونجدها كذلك في الصفوف الأمامية في الجيش الإماراتي الأبيض الذي يحارب فيروس كورنا المستجد «كوفيد 19»، وتعمل بكل جد وإخلاص لحماية أرواح البشر على الرغم من خطورته، وأيضاً نجدها ربة منزل ومعلمة في وقت واحد، تعطي لأسرتها، وتعلم الأجيال القادمة، إلى غير ذلك من مناصب وأعمال تشغلها المرأة الإماراتية، وتعمل بكل إخلاص وجدّ لتكون اليوم نموذجاً عالمياً يحتذى به.
وكان الرهان على المرأة الإماراتية رهاناً ناجحاً منذ تأسيس دولة الإمارات، فاهتمت القيادة الرشيدة بتعليم المرأة التي رأت أن التعليم أساس التقدم والنهضة، ففتحت المدارس والجامعات الحكومية في مراحلها المختلفة، مروراً بالمراحل التأسيسية، إلى الشهادات العليا الجامعية، فكانت النتيجة اليوم وجود امرأة إماراتية قادرة على دخول جميع الميادين بكل احترافية، ودقة، وإخلاص في العمل، تساهم في وضع دولة الإمارات في مقدمة الدول المتقدمة.
المرأة الإماراتية اليوم رسمت خريطة طريق في العالم بمبادئها، وأخلاقها، وتفانيها في العمل، فتمسكت بتقاليد وأعراف ومبادئ الشعب الإماراتي، واستفادت من العولمة التي يعيشها العالم اليوم لتحقيق التقدم والازدهار، لتقدم نموذجاً للمرأة العربية المسلمة التي تستطيع إدارة وقيادة المؤسسات والمجتمعات بحكمة وشجاعة، من دون تقصير في واجباتها ومبادئها، ودينها الإسلامي، وأثبتت في زمن قياسي أنها شريكة الرجل في بناء الدولة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"